عن ليبرمان

تابعنا على:   12:25 2016-05-31

صادق ناشر

لم يكن ينقص «إسرائيل» إلا افيغدور ليبرمان، الذي انضم إلى حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة وزيراً للحرب، ليزيدها تطرفاً وكرهاً وحقداً، إذ تحولت الحكومة الحالية إلى رأس حربة «كاملة الدسم» في التشدد والغلو والكراهية لكل ما هو فلسطيني وعربي.

يدرك العرب، حالهم كحال الفلسطينيين، ممن يعايشون جرائم «إسرائيل» أن الصهاينة لا فرق بينهم في السلوك والمواقف العدائية، سواء كانوا من اليمين أم من اليسار، فجميعهم يؤدون الأدوار المتفق عليها في إطار رؤية الدولة العبرية للتعامل مع الفلسطينيين، الذين أثبتوا كشعب أنهم عصيون على الانكسار، لكنهم على مستوى القيادة أكثر تشتتاً وتمزقاً من أية مرحلة سابقة.

 

وجود ليبرمان على رأس وزارة الحرب، يعني أن «إسرائيل» أخذت قرارها بالتصعيد ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بخاصة في قطاع غزة، وقد بدأها بالفعل بالاستفزازات الأخيرة التي طالت القطاع، مثلما عمل يوم كان وزيراً للخارجية، عندما طالب بإطاحة حركة «حماس» وتنفيذ حكم الإعدام في «من يدانون بالإرهاب»، حسب تعبيره.

 

من المؤكد أن تعيين ليبرمان وزيراً للحرب يعد مؤشراً جديداً على أن رئيس حكومة العدو نتنياهو قد اختار الحرب واستمرار الاحتلال والاستعمار والحصار ونفي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة والاستقلال، وهو حق مشروع كفلته العدالة السماوية والمواثيق الدولية والإنسانية.

لهذا لن يكون هناك أي نوع من الاستغراب إذا ما شهد قطاع غزة حرباً جديدة كتلك الحروب التي شنت على القطاع خلال السنوات الماضية وألحقت الدمار والخراب في كل القطاع وحصدت آلاف الضحايا من الأبرياء، ذلك أن وجود ليبرمان في موقعه الجديد سيعجل بمثل هذا الاعتداء، مستغلاً حالة التفكك الذي يعتري الأمة العربية في الوقت الحاضر، حيث ينشغل العرب في حروبهم الداخلية، وقادة الدول العربية الذين لم يعد لهم من هموم سوى المحافظة على أنظمتهم.

سنكون في قادم الأيام أمام مرحلة صعبة، صحيح أن حكومة نتنياهو، لم تكن مثالية، فقد كانت متطرفة تجاه الفلسطينيين والعرب، لكن بوجود ليبرمان على رأس وزارة الحرب، ستكون أكثر تطرفاً وأكثر حقداً، وستجد في الانشغال العربي بمشاكلهم فرصة للإجهاز على أية تفاهمات، على ضعفها، مع الفلسطينيين، الذين يجدون أنفسهم وحيدين في مواجهة مخططات نتنياهو وشريكه في الإجرام ليبرمان.

الأهم هو أن يلتفت الفلسطينيون إلى أوضاعهم الداخلية، ويبدأون في البحث عما يوفر لهم أرضية لاصطفاف وطني يكونون معه قادرين على مواجهة مخططات «إسرائيل» الجديدة في تدمير وطنهم، ذلك أن الانقسام الحاصل على الأرض بين حركتي «فتح» في رام الله و«حماس» في قطاع غزة يسمح لأي مخطط صهيوني في شق الصف الفلسطيني.

الوحدة في الموقف مطلوبة بين شركاء المصير، وعلى الجميع البحث عن منافذ لتسوية شاملة تكون قادرة على مواجهة التطورات المقبلة، التي لن تترك أحداً، بقدر ما ستعمل على تدمير الجميع.

عن الخليج الاماراتية

اخر الأخبار