رحيل العميد محمد يوس نعيرات

تابعنا على:   19:11 2016-05-31

لواء ركن/ عرابي كلوب

أمس ودعنا الرفيق المناضل/ محمد يوسف عوض نعيرات (أبو عوض) من الرعيل الأول الذي التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ أنشائها في عام 1967م، عن عمر ناهز الحادية والسبعون عاماً قضي جلها في خدمة وطنه وشعبه وقضيته العادلة، بعد معاناة طويلة مع المرض.

الرفيق المناضل/ محمد يوسف عوض عبد الرازق نعيرات من مواليد بلدة ميثلون قضاء جنين عام 1945م، ينحدر من عائلة وطنية مناضلة قدمت العديد من الشهداء فداء للوطن والأرض، أكمل دراسته الأساسية والاعدادية في مدارس البلدة ومن ثم ذهب مع شقيقه إلى الكويت أواخر خمسينيات القرن الماضي وهو في سن صغير، أكمل دراسته الثانوية هناك وكان يعمل مع شقيقه، تفتحت مداركه وأنتمى إلى حركة القوميين العرب وهو في المرحلة الثانوية في الكويت.

عند أنشاء جيش التحرير الفلسطيني عام 1964م ترك عمله في الكويت والتحق بالجيش في العراق حيث أجتاز العديد من الدورات العسكرية التي أكسبته خبرات عسكرية في العمل مستقبلاً.

خلال حرب حزيران عام 1967م وحضور كتائب جيش التحرير مع الجيش العراقي من بغداد إلى الأردن، ترك الجيش وكان من أوائل الملتحقين بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ أنشائها، وذهب في ذلك العام ضمن دورية إلى داخل الأرض المحتلة عاد بعدها للعمل في قواعد الجبهة على الساحة الأردنية حيث كانت تلك الدورية من أوائل دوريات الجبهة التي أرسلت إلى داخل الأرض المحتلة عام 1967م.

عام 1968م كلف بالنزول ضمن دورية إلى الأرض المحتلة وخلال وجوده في الداخل قام بالعديد من العمليات الفدائية، وتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وأودع السجن وحكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات وخلال التحقيق وبالرغم من قسوة التعذيب إلا أنه لم يعترف بأي شيء وتم الأفراج عنه عام 1972م، وأبعد إلى الأردن، قضي فيه فترة من الوقت حيث واصل مهامه النضالية، وبعدها تم مطاردته من قبل السلطات الأردنية، حيث غادر الأردن إلى سوريا وعدن، وفي نهاية السبعينات عاد مرة ثانية إلى الأردن وبقي فيه حتى عام 1982م، أعتقل خلالها لعدة أشهر وطلب منه المغادرة، حيث أنتقل إلى لبنان وفي تلك الفترة حصل الأجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982م حيث التحق مع رفاقه بقوات الجبهة العسكرية في جبل لبنان، وخاض معهم معارك ضد قوات العدو الاسرائيلي حيث وقع في الأسر خلال معارك الجبل في منطقة عالية.

أمضي الرفيق/ أبو عوض نعيرات في سجن أنصار مدة عامين وأفرج عنه عام 1984م ضمن صفقة تبادل الأسرى ونقل إلى الجزائر مع المفرج عنهم ومن ثم غادر إلى الأردن حيث أعتقل وأودع السجن لمدة عام.

بعد الأفراج عنه من السجون الأردنية، كلف الرفيق أبو عوض بتأمين الدعم العسكري للأرض المحتلة حيث عين ضمن اللجنة العسكرية للأرض المحتلة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعليه تم مطاردته من قبل السلطات الأردنية مرة ثانية، تمكن بعدها من المغادرة إلى سوريا عام 1986م.

كان الرفيق/ أبو عوض نعيرات من القيادات العسكرية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذين احترفوا أبجديات العمل السرى.

لقد تميز الرفيق بالإقدام والشجاعة واندفاعه نحو العمل باتجاه الأرض المحتلة انطلاقاً من الأردن، حيث كان يؤمن أن ذلك العمل هو الذي يفجر الطاقات الكامنة لدى شعبنا الفلسطيني للعطاء والعمل من أجل إعادة الحقوق المغتصبة وإعادتها إلى أصحابها.

لقد كان الرفيق/ أبو عوض نعيرات واثقاً كل الثقة رغم الشتات والغربة والتشرد والبعد القسري عن الوطن أنه سوف يعود يوماً ما إلى فلسطين التي عشقها وأحبها وحلم بها.

لم يتمكن الرفيق أبو عوض من العودة إلى أرض الوطن عام 1994م بعد توقيع أتفاق أوسلو ضمن قوات منظمة التحرير الفلسطينية، وبقي في الساحة السورية لعدم موافقة السلطات الاسرائيلية على السماح بدخوله أو عمل تصريح له، إلاَّ أنه أخيراً تمكن من الحضور إلى قطاع غزة عن طريق مصر عام 2006م بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع، وقضى فيها ما تبقي من حياته.

أحيل العميد/ محمد يوسف عوض نعيرات إلى التقاعد العام عام 2005م لبلوغه السن القانونية.

رحل الرفيق/ أبو عوض نعيرات مساء يوم الأحد الموافق 29/05/2016م بعد حياة نضالية حافلة بالجهاد والمقاومة والكفاح من أجل فلسطين حرة مستقلة، حيث عاش الثورة بكل تفاصيلها بآلامها وأفراحها وكرس جل حياته من أجل ذلك، رحل أبو عوض في غزة وشيع في جنازه بعد الصلاة عليه يوم الأثنين الموافق 30/05/2016م في مسجد الشيخ زايد بن سلطان ووري الثرى في مقبرة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وذلك حسب وصيته.

عرف عن الرفيق/ أبو عوض نعيرات أنه منضبطاً، ملتزماً، دقيقاً، يعمل بسرية تامه وفي أحلك الظروف التي مرت بها الثورة الفلسطينية.

لقد كانت معاناة الرفيق أبو عوض مع المرض طويلة، ورغم مصارعته للمرض لم يكل ولم يمل يوماً، فقد كانت ابتسامته لا تفارق محياه أبداً.

الرفيق/ أبو عوض متزوج وله خمسة أبناء ويعيشون الآن في جنين.

لقد عاش الرفيق/ أبو عوض نعيرات مناضلاً متواضعاً، محافظاً، عصامياً يحترم الجميع، منذ أن عرفناه، حيث انعكست تلك الصفات على حياته العامة والخاصة.

لقد كان كتوماً في حياته ولا يبيح أسراره لأحد.

رحم الله العميد/ محمد يوسف عوض عبد الرازق نعيرات (أبو عوض) وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار