لا خطة للسيسي إلّا الاعتماد على الجيش!

تابعنا على:   12:18 2016-06-30

سركيس نعوم

سؤال: كيف تصف حال مصر اليوم؟ بدأت اللقاء مع مسؤول مهم يُتابع أوضاع مصر في "الإدارة" المهمّة الثالثة نفسها داخل الإدارة الأميركيّة. أجاب: "تُواجه مصر اليوم متاعب اقتصاديّة وأمنيّة. وهي تُعاني جرّاء غياب السياحة. فيها حدّ معقول من الأمن بالمقارنة مع دول عربيّة أخرى.

ليس عند الرئيس عبد الفتاح السيسي خطة شاملة لمعالجة الأوضاع المصريّة. يعتقد أن المشروعات الكبيرة مثل توسيع قناة السويس ومثل تشييد "القاهرة" الثانية (أي بناء قاهرة جديدة) أو غيرها ستدرّ الفلوس وتوفّر عشرات الآلاف من الوظائف. لكن ذلك لن يحصل. وُسِّعت القناة وتم الاحتفال بذلك وانتهى الأمر عند هذا الحدّ. نقل العاصمة لم يبدأ بعد. هناك نصائح تُقدّم له بخفض قيمة العملة المصرية. لكنه يرفض ذلك خشية انفجار الغضب الشعبي. في السوق السوداء يساوي الدولار الأميركي نيّفاً وتسعة جنيهات، لكن رسميّاً سعره ستّة جنيهات. ويبرّر رفضه بخوفه من مواجهة صعوبات كثيرة ومتنوّعة. إذا تأخّر في الإقدام على هذه الخطوة فإن الصعوبات التي سيُواجهها أكثر وأكبر بمرّات ومرّات. وقد نصحناه بذلك. لكنه يرفض أي إجراء يُغضِب الناس بل الشعب ويدفعه إلى النزول إلى الشارع ولا سيّما بعدما تعوّد على ذلك. أُنظر ماذا حصل للشرطي من الناس الغاضبين يوم قتل شاباً، وماذا حصل بسبب طبيب. إنه ابن المؤسّسة العسكرية وهو يثق بها وحدها. ولذلك سلّمها كل شيء كبير".
سألتُ: هل تعتقد أن لديه خطة معيّنة؟ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وضع خطّة ثم حوّلها وربما غيّرها. أجاب: "لا. ليست عنده خطّة. خطّته الاعتماد على الجيش. طبعاً انخفضت شعبيّته بالمقارنة مع الشعبيّة التي كانت له يوم ساند "ثورة 30 يونيو" وبعدها والتي كانت كاسحة. لكن نسبتها لا تزال معقولة رغم نزولها من ارتفاع شاهق. إذاً وضع السيسي مستقرّ وليس عليه أي خطر في المرحلة الراهنة. أما المستقبل المتوسّط أو البعيد فإن أحداً لا يمكنه التكهّن بما سيحملان له أو لمصر". علّقتُ: هذا عن استقراره هو، ماذا عن استقرار مصر؟ هل هو ثابت؟ هل من خوف عليه في ظل ما يحصل في سيناء من إرهاب وفي ظل الحدود المفتوحة مع ليبيا والسودان؟ في سيناء لا يزال "داعش" و"بيت المقدس" موجودين ويُتابعان أعمالهما الإرهابيّة على رغم بناء "الجدران" وهدم المنازل. ردّ: "طبعاً الإرهاب مستمر في سيناء ومحاربة القوات المسلحة المصريّة له مستمرة على رغم سقوط ضحايا وتزايد العمليات. انطباعنا أن الوضع في سيناء احتُوي أو سيُحتوى، وأن استمرار العنف فيها لن يؤثّر كثيراً خارج سيناء وعلى الداخل المصري. ما يؤثّر في الداخل أكثر وخصوصاً مصر السفلى (Lower Egypt) هو ليبيا والحدود المفتوحة معها". سألتُ: هل تعتقد أن السيسي يفكّر في غزو ليبيا أو على الأقل بنغازي لحماية بلاده؟ أجاب: "قد يكون فكّر في هذا الأمر لكن تنفيذه ليس سهلاً. فوضعه الاقتصادي صعب. والليبيّون لا يحبّون التدخّل الخارجي وخصوصاً العربي وتحديداً المصري. هناك تعامل مصري مع "الجنرال" الليبي حفتر، وهذا جواب عن سؤالك. لكن التعاون لا يعني أنه "زلمة" مصر والسيسي أي رجُلهما. هو غامض بالنسبة إليها وإليه. وهما غامضان بالنسبة إليه. وهو ليس "لمّيعاً" وينظر بحذر إلى مصر وهي تنظر إليه بحذر مماثل. لكن غزو مصر لبنغازي أو ليبيا ليس وارداً عند السيسي في رأينا إلاّ إذا استجدّت ظروف غير موجودة الآن".
سألتُ: ألا تعتقد أن "الاخوان المسلمين" يشكّلون أيضاً خطراً على الداخل المصري؟ سجن السيسي عشرات الآلاف منهم، ثم وعد بإطلاق بعضهم ولم يفعل، ووعد بالانفتاح على إسلاميّين غير "إخوان" ولم يفعل. وهو يستمر في معاملتهم كإرهابيّين. ألا يدفعهم ذلك لكي يصبحوا إرهابيّين وخصوصاً الشباب منهم؟ أجاب: "نحن من الرأي الذي شرحته أنت الآن. لا بد من حل عملي وناجع لمكافحة الإرهاب تلافياً لتحوّله حالاً شعبيّة عامة". سألتُ: ماذا عن مصر وأميركا؟ يُقال إن خلافات بينهما على تسليح الجيش المصري حصلت وحول قضايا أخرى. هل يمكن أن يتوجّه السيسي فعلاً إلى موسكو إذا اختلف مع واشنطن؟ أجاب: "العلاقة جيّدة بل ممتازة. لكن تحصل خلافات وهذا أمر طبيعي". قاطعت سائلاً: خلافات حول تسليح الجيش ونوعيّة الأسلحة وتالياً خلاف على دور الجيش المصري ومهمّته؟ بماذا أجاب؟

عن النهار اللبنانية

اخر الأخبار