ابو مرزوق : لم نخن بشار الأسد.. ولا نقبل أن تكون إيران هي العدو

تابعنا على:   05:14 2016-08-28

أمد/ الدوحة - حوار عبدالسلام سكية: يفكك القيادي الكبير في حماس الفلسطينية، موسى أبو مرزوق، الواقع الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة الذي تسيره الحركة، ويتحدث أبو مرزوق الذي يزور الجزائر في جولة للقاء الأحزاب السياسية، في هذا الحوار مع الشروق، عن الانتخابات البلدية والضغوطات التي تمارسها القيادة الفلسطينية، والشروط التي تضعها للمضي نحو المصالحة الوطنية، إضافة إلى مواقف الحركة من إيران والنظام السوري.

كيف يمكن تقييم الوضع الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة إن على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو المعيشي؟

الوضع في قطاع غزة وهي القطعة المحاصرة بشكل تام منذ 10 سنوات، في ظل حرب شعواء، أحد أوجهها هو الحصار، الحصار أحد أدوات الحرب، وهو ليس أداة جديدة، ولكن الحصار في العصر الحديث هو أمر لا إنساني، لقد تشابك العالم فيما بينه، في كل مناحي الحياة.

ومع الأوضاع الحاصلة، بذلت الحركة جهدها، خاصة في مجال الإعمار، وهنالك الكثير ممن ساعد، وللجزائر نصيب من خلال إقامة مستشفى الجزائر في خان يونس.

الحصار خلف آثارا كبيرة إن على مستوى الإنسان، وعلى على الحيوان، وأنتم تابعتم ما حصل لحديقة الحيوانات في القطاع، لقد أصبحت نفسيتها تعبانة، المجتمع الغربي ضج مما حصل.

أليس هذا شكل من أشكال نفاق العالم، يبكي لحال حيوانات وينسى مئات آلاف الأشخاص المحاصرين والعشرات منهم يموتون يوميا؟

هذه أحد صور المآسات، فلِم يصمت المجتمع الدولي على منطقة بها أعلى نسبة سرطان، وأكثر المرضى يموتون على المعابر ولا يسمح لهم بالتنقل، المحاصرون لا يبكي عليهم المجتمع الدولي، لكنه يبكي على قطة نفسيتها تدهورت، ويبذلون هذا الجهد الفظيع لنقلها إلى موطنها الأصلي.

نحن على مقربة من انتخابات محلية، هل حسمتم  المشاركة فيها بقوائم مشتركة، وهل لمستم حالات تضييق أو تجاوز للقانون، وهل أخذتم بالحسبان التخوف الذي يطبع إسرائيل في حال فوزكم بها؟

الانتخابات حق للفلسطيني لا يمكن السطو عليه، ولو أن إخواننا في السلطة وفي فتح، توقعوا أننا لن نشارك في الانتخابات، مثلما حصل قبل 4 سنوات.

الحركة لما قررت دعم العملية الانتخابية، كان خيارها ترشيح كفاءات وطنية وعملية تكون في خدمة المواطن، وخيارها أن تقدم أيضا نموذجا محليا في وحدة وطنية، بحيث أن الحركة فضلت أن تكون القوائم وطنية، ما يلاحظ كذلك، حدوث الكثير من التجاوزات، من إخواننا في الأجهزة الأمنية في عدة مواقع، وإشكالات في نابلس، حيث سقط مئات القتلى، وآخرهم حلاوة الذي قُتل بطريقة بشعة، وهنالك عمليات استدعاء وضغوط على المرشحين من أجل الانسحاب، وخاصة في القوائم التي تدعمها حماس، كما حصل مع رئيس القائمة في الخليل الذي انسحب.

تأتي هذه الانتخابات، في وضع استثنائي، ومادامت حماس هي الموجودة في إدارة غزة فبالتالي قد تنعكس هذه النتائج أو هكذا يظنون على المواطن الفلسطيني الذي يود التغيير، وهذا رهان حركة فتح في انتخابات قطاع غزة.

أعلن عن توقيف 4 عناصر من الحركة من طرف السلطات المصرية، وبثت صور هم في الزنزانات، هل يعد ما أقدمت عليه مصر مساومة لكم، وهل من شروط فرضتها عليكم لإطلاق سراحهم؟

ما أشيع من شروط وغيرها غير صحيحة، ولأمانة القراءة، القاهرة لم تعترف حتى اللحظة بخطف الشباب وهم في طريقهم إلى تركيا، رغم الصور واللقاءات والسؤال المستمر، ورغم تحميلهم المسؤولية، لأنهم خطفوا في وسيلة مواصلات رسمية وفي أراضي رسمية، وتحت الحراسة الأمنية وهم مرحلون بإجراءات أمنية من معبر رفح إلى مطار القاهرة، المسؤولية مصرية بلا شك، بغض النظر من الفاعل، وكيفية الفعل.

ويجب في النهاية أن نزيح اللثام عن هؤلاء الآن، هنالك بعض الدلائل أنهم مسجونون لدى الأمن الوطني المصري  في سجن زغلي، والصور التي تعرف الأهل عليها هي أحد الأدلة، لكن لم نسمع من القاهرة ردة فعل، أما ما تعلق من شروط القاهرة لم تعترف باختطافها الشبان حتى، ولم تناقش ولم تدل بمعلومات في هذا الموضوع وفي لقاءاتنا المتعددة، يقال إنها وضعت شروطا، لو وضعت شروطا معناه أنها تعترف باعتقالهم، وهذا لم يحصل.

أما الموضوع الأمني في سيناء والحدود، فهو موضوع آخر، وهو محل حوارات متعددة وآراء متبادلة وتفاهمات موجودة، واعتقد انه لا يتم مزج قضية المختطفين مع الملف الأمني.

أصوات تعاتبكم وتقول إن ما يهمكم سوى الإمداد وإيران متهمة من طرفهم بقتل المسلمين، يؤكدون على ضرورة رفع أيديهم عنكم  حتى تعودوا إلى رشدكم على حد تعبيرهم؟

نحن راشدون، وأعتقد أن أصحاب هذا الرأي لا يدركون مواقفنا، ولا طبيعة الصراع في المنطقة ويخلطون بين الأمور، نحن الحركة الوحيدة التي خرجت من سوريا وهي من أفضل البلاد دعما لنا، ولما أصبحنا بين أن نستمر في هذا التواجد وهذا الدعم وتأييد الحل الأمني خرجنا، وقفنا إلى جانب مبادئنا بعيدا عن مصالحنا.

أوليست خيانة للنظام السوري؟

لم نسئ إلى النظام بكلمة واحدة، لما طُلب منا أن نقف إلى جانبه قلنا نعم دعمتمونا، ولكن الآن المسألة مختلفة لمَ نقف إلى جانبكم ضد فئة من شعبكم هذا موضوع مخالف، من دعمنا في الحق لا ندعمه فيما نراه باطلا، لا نرى في الورقة الأمنية الحل، الحل العملية السياسية وليس رفع السلاح، الحلول الصفرية تدميرية لأن النظام أقوى من أن ينتهي وأضعف من أن ينهي خصمه، كما أن الثوار أضعف من أن ينهوا النظام وأقوى من أن تقضي عليهم فئة أخرى.

وبالنسبة إلى حزب الله، لا يزال شريكا لكم في المقاومة؟

نظرتنا في الأزمة السورية وكل المتدخلين فيها، موقفنا معلن بوضوح، إذا قلنا المقاومة فنعني بها مقاومة الصهاينة، وبوصلة المقاومة أن تكون تجاه فلسطين، وكنا متعاونين ولا زلنا مع أي طرف هذه وسيلته، وشعار الحزب لا يزال هو المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، نحن لا نود الدخول على أي مستوى وفي أي اتجاه نتيجة لانحياز طرف ما في  قضية من القضايا الخلافية في الساحة العربية.

كان لافتا زيارة الجنرال السعودي انور عشقي إلى تل أبيب، هل من مؤشرات تحملها الزيارة، وهل من خطاب تتوجهون به إلى الرياض؟

لسنا بأولى من القدس لا من السعودية ولا من الجزائر، القدس وفلسطين قضية الجميع، ونسعى أن يكون الجميع في القضيتين، ولو حصلت نتوءات أو عدم وضوح في العلاقات في ظل هذا المنظور نقول لأهلنا في السعودية  إنهم هم من يتصدون لهذه المظاهر، هذه المظاهر لا نود أن تكون في أي مكان، نحن ضد التطبيع، وبعد الزيارة تصدى السعوديون لها، المعركة معركة أهل السعودية وليست معركتنا نحن حتى  لا نحدث خلافا داخليا أو رسميا.

أصدقاؤكم في تركيا رسموا التطبيع مع إسرائيل، كيف تنظرون إلى هذا التحول؟

تركيا من أوائل الدول المعترفة بالكيان الصهيوني، العلاقات موجودة والسفراء موجودون، وحجم العلاقات كبير، الذي حدث أن هنالك مشكلة وتم حلها في هذا الإطار، على كل نحن ضد التطبيع ولا نوافق عليه، نشعر أنه كيان غير شرعي وأن يتعامل الجميع معه على أساس هذه القاعدة.

أي دولة اختارت غير ذلك لا نحدث معها معركة، الإشكال هو محاولة التطبيع الحالي من بعض الأطراف، لكن في الوضع التركي الأمر ليس جديدا ولا تحول، ومع هذا نقول إننا ضد التطبيع، وأبلغنا الجانب التركي أننا لا نوافق على أي تطبيع مع الكيان الصهيوني أو التعاون معه، هذا عدونا مهجر لشعبنا مغتصب لحقنا، للعلم فإن أهم خلاف لنا مع إخواننا في فتح هاته المسألة فطريقة تعاملهم مع الكيان يشجع الآخرين على التطبيع.

ليس خافيا أن هنالك علاقات على مستوى معين بين قطر وإسرائيل، لماذا اختارها الأستاذ خالد مشعل للإقامة؟

هو مقيم في الدوحة منذ 99، بعد إخراجه من السجن في الأردن، ولما خرج من الأردن ذهب إلى الدوحة وهي مشكورة، ثم السؤال لا يجب أن يطرح هكذا، دلني على دولة تستقبله وترحب به؟

أنتم أدرى بمكانتكم لدى الأنظمة العربية، ولا أعتقد أن الجزائر تمتنع عن شيء كهذا، أو أنك تشك في هذا؟

لا، ليس لي شك في معارضتها، وسنكون سعداء بهذا، لكن أنتم أدرى بالسياسة، ولهذا ما فعلته قطر هو موقف تشكر عليه، ويجب أن نثني على الموقف النبيل الوطني.

في الأخير ما رسالتكم إلى الجزائر وأنت فيها؟

الجزائر في القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى رسائل، الجزائر هي رسالة فلسطين إلى العالم هي تشكل النموذج في الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة تحديدا، أملنا في الموقف الرسمي أن يقف إلى جانب المقاومة، نعلم الموقف الرسمي الجزائري من مسألة الشرعيات ودخولها في هذا الموضوع، لكن أقول إنه في زمن الاحتلال الشرعيات في الغالب للمقاومة ومواجهة الاحتلال، وليست الشرعية  للمتصالحين مع الاحتلال.

فيما يخص الوضع في سيناء، هل هنالك مطالب مصرية محددة لكم في الجانب الأمني؟

بالتأكيد، لأن القطاع مُتهم من المصريين أنه يقف وراء بعض العمليات، متهم أنه يأوي عناصر تكفيرية تحارب في سيناء، القطاع مُتهم بأنه يعالج بعض هذه العناصر، والحركة موقفها من هذه المسألة أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، ولا تأوي أي عنصر يضر بمصر، ولا تساعد أي عنصر في داخل مصر أو خارجها ضد بلده، وهذه العناصر التي يتحدثون منها حتى غزة تعاني بعض الشيء منها، لا يجب أن لا يبنى على هذه الظواهر سياسات ثابتة تظلم بها الآخرين.

نحن نعمل كل ما بوسعنا حتى لا يتضرر الأمن المصري، نحن أكثر الناس تضررا مما يقع في سيناء، لأنه في النهاية يغلق معبر رفع، مما زاد الحصار سوءا، وتسند هذه الإجراءات إلا ما يحدث في سيناء، والأمن في اعتقادي هو أحد الأجزاء وليس كل الصور.

في الداخل الفلسطيني، لا تزال مظاهر الفرقة والتصارع بينكم وبين فتح والقيادة الفلسطينية، لماذا فشلت المصالحة، أم أن هنالك أطرافا إقليمية تعمل على إبقاء هذه الهوة؟

أولا في هذه النقطة، لا يوجد اقتتال بيننا، هنالك موقوفان بسبب مواقفهم من المقاومة وتأييدهم لها، وهؤلاء في الضفة ليسوا كلهم من حماس، هنالك من الجهاد وحتى من فتح، وحماس اكبر الفصائل تضررا من السلطة الفلسطينية فيما يخص نهج المقاومة، في قطاع غزة لا يوجد موقوف واحد لا من فتح ولا من غيرها، اللهم الموقوفين في قضايا القانون العام، لا موقوفين لدينا على خلفية الانتماء السياسي.

أما عن المصالحة فهي بين طرفين، إذا رفض أي طرف المصالحة لا يمكن أن تحصل، وللأسف الشديد نتحدث عن المصالحة منذ  2008 وعقدنا عشرات الاتفاقيات، ولكن السلطة تتحدث عن أشياء أخرى، أن القطاع هو خارج عن الشرعية، يجب إلحاقه بالسلطة في رام الله ودون الالتفات إلى الاتفاقيات الموقعة رغم أن الموضوع شائك، بمعنى آخر خلاصة كل ما تحاورنا فيه آل إلى رؤية الرئيس أبو مازن، وأن حماس أمام خيارين، الأول أن تعترف بحكومة الوحدة الوطنية، من دون عقد المجلس التشريعي ومن دون المطالب بإطار القيادة المؤقت، وملف الموظفين في القطاع الذين لا يتقاضون مخصصاتهم، وهذا ملف غير معترف به والحكومة التي تنظر به، فإذا قبلت حماس بهذا الخيار ومع التنبيه أننا لم نتوافق عليه، وهو عكس كل ما وقعنا عليه، هو خيار كأنه يقول انه لا مصالحة ولا إنهاء للحصار إلا اذا حماس تركت القطاع وألحقته بالسلطة الفلسطينية، وهذا الأمر له استتباعات لا يمكن الموافقة عليها، وخاصة ما تعلق بالاتفاقيات والمقاومة.

القضية الأخرى إذا رفضت حماس هذا، هو أن الذهاب إلى الانتخابات وهذه الورقة التي قدمها ابو مازن، الذهاب لانتخابات بلدية كمرحلة أولى، بحيث إذا نجحت الانتخابات وفتح كسبت الرهان وحماس لم تشارك فيها سينتقلون إلى الانتخابات التشريعية، بعدها الرئاسيات، ونحن نقول إن الانتخابات هو رجوع للشارع الفلسطيني هذا خيار لا بأس به، وسنوافق على أي انتخابات قادمة، كما نعتقد بعدم وجود جرأة كافية للذهاب إلى استحقاقات مقبلة.

هل الإشكال يخص أبو مازن، أم أنه واقع كذلك تحت تأثير بعد الأنظمة؟

لا أود أن اشخصن القضايا، لكن بلا شك في الساحة الإقليمية هنالك سياسة واقعية يتم التعالم معها، وهذه السياسة هي الاعتراف بالكيان الصهيوني وان حل المشاكل معها يتم بالطرق السلمية.

الخيار السلمي أصبح للأسف خيارا عربيا، وحينما يعبر أبو مازن عن هذا الموضوع فانه يعبر عن الكتلة الرسمية العربية في خيارتها في التعامل مع الكيان الصهيوني، هنالك خيارات غير منطقية، ومنها إمكانية أن يكون هنالك سلام مع الكيان الصهيوني، واكتشفنا أن الكيان الصهيوني ليس هو العدو والعدو أطراف أخرى، هنالك من قال نستعين به لمحاربة هذا العدو، وبالتالي لا بد من سلام مع الكيان الصهيوني.

حماس الآن في وضع إقليمي غير سوي، لكن السلطة الفلسطينية وفي توجهاتها عبر اتفاقيات أوسلو تجعل من حماس خصما لدرجة عدو، كما يقول أحد قياديها، ويجعل من التنسيق ضد المقاومة شيئا مقدسا.

الحديث عن القوى الإقليمية، يدفعنا للتساؤل عن موقع إيران من حماس، نُقل عنكم اتهامها بالكذب، ثم استدركتم ذلك، كيف تنظرون إليها حقيقة؟

هنالك انقسام في الصف العربي حول هذه المسالة، سياسة الحركة ثابتة اتجاه كل الأطراف بغض النظر عن أي تقيم موضوعي، سياساتنا أن لا نتدخل في الصراعات البينية بين الدول، ونقبل المساعدات من أي طرف، ولا نود أن تأثر العلاقات البينية على القضية الفلسطينية، سياستنا تعتمد على أن لا تصبح إيران عدوا، وأن يتحول الصراع بعيدا عن الكيان الصهيوني.

ما زالت مساعداتها تصلكم؟

في هذا الموضوع ذكرنا في التصريح المعروف، أن إيران ساعدتنا في المجال العسكري وسقفها كان بارزا، وأعتقد أن المسالة فيها كثير من علامات الاستفهام في الوقت الحاضر، لأن طرق مساعدة الحركة قلت في الوقت الحاضر بسبب الحصار المفروض وانعدام الوسائل، ونحن نطمح أن تستمر المساعدات، لأن التهديدات لا تزال.

عن الشروق الجزائرية

 

اخر الأخبار