انتقائية التحالف، ومزاجية المشاركة

تابعنا على:   12:51 2016-08-28

حسن سليم

بعد ثبوت الرؤيا، بايداع طلبات الترشح من قبل القوائم المتنافسة لدى لجنة الانتخابات المركزية، ظهر بشكل جلي وواضح ما كان متوقعا بان تمارسه الاحزاب والفصائل فيما يخص بناء تحالفاتها، وبعدم ثباتها على موقفها من ما هو حرام وما هو حلال، فما كان حراما او مرفوض، انتقل لمربع السنة المحببة، والتبجيل.

فعلى صعيد الرأسين المتنافسين، فتح وحماس، ورغم ضراوة الخصومة بينهما، وما شهدته الدعاية الانتخابية المبكرة من تخوين، الا ان ذلك لم يكن مانعا لتوافق بينهما في عديد من المواقع، سلفيت على سبيل المثال، وان كان برئاسة فتح، ولقبول بقائمة برئاسة المقرب من حماس في نابلس، وكأنه اتفاق على تأجيل المواجهة لعبور الثامن من تشرين اول، وبعده لكل حادث حديث.

حماس التي وافقت على هكذا توافقات او تحالفات، كان لها موقف اخر في مواقع اخرى، وكأن لسانها يقول " وين ما بترزق الزق "، حيث قاطعت الانتخابات في جنين، بحجة ان الاجواء غير مناسبة وانها تخشى الملاحقة، في حين انها تشارك بقائمة لوحدها، وان لم تحمل اسمها في قلقيلية، ومثلها الكثير، رغم اعلان محمود الزهار مبكرا ان التحالف مع اي فصيل ممكن باستثناء التحالف مع حركة فتح.

حماس هذا المرة غيرت قواعد اللعبه، لعدم رغبتها باخضاع نفسها وبرنامجها لامتحان، فذلك يعتبر مغامرة لها، رغم كل ما تواجه منافستها من صعوبات وتحديات، لكونها لا زالت تتحمل مسؤولية اي خطأ تمارسة السلطة، رغم انها خارجها، لتفضل حماس في هذه الانتخابات الجمع بين الوجود في الهيئات المحلية، دون تحملها مسؤولياتها، ولا سيما المادية، الامر الذي دفعها بالاعلان انها لن تشارك بقوائم حمساوية، بل تفضل دعم قوائم كفاءات، وهذا كان تحايلا، حيث ان تلك القوائم كانت نتاجا لفرز بنك الاسماء الذي اعدته حماس لهذا اليوم.

اما التحالف الديمقراطي، الذي يضم خمسة فصائل يسارية، فلم يكن بعيدا عن تلك الانتقائية، فقد ترشح بقائمة مغلقه على اعضائه، حيثما يعتقد ان له فرصة اكبر، فيما ذهب اعضاء التحالف، لخوضها منفردين، او مع اخرين خارج التحالف، ليتنافس الاب مع ابنه، وقاطعها في مواقع لا يرى فرصه لها فيها، مثل الخليل.

التحالفات التي تمت، اما لتزكية مضمونة او لفوز منتظر، بالطبع ستريح المتنافسين من ضغط الانتظار، لكن ذلك لا يحقق المراد من الانتخابات بقياس وزن الاحزاب والفصائل، بل تعاكس الديمقراطية، كونها تفقد الصوت الانتخابي سطوته، وسلطته، ليختار المواطن من يمثله في هيئاته المحلية التي تمس خدماتها حياته بشكل مباشر.

اخر الأخبار