ذكرى رحيل المناضل زهير سلمي الناطور و صبحي محمد ياسين

تابعنا على:   20:46 2016-10-18

 ذكرى رحيل المناضل زهير سلمي الناطور

القائم بأعمال سفارة دولة فلسطين / بلغراد

بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب

زهير سلمي خميس الناطور ولد في قرية العباسية القريبة من مدينة يافا بتاريخ 26/07/1948م، حيث تعود أصول عائلته إلى قرية سلمة، هاجر وهو طفل رضيع مع عائلته إلى مدينة طولكرم وتحديداً مخيم نور شمس، بعدها أنتقل والده إلى عمان حيث عين في سلك الشرطة الأردنية، وبعد فترة عادت العائلة إلى مدينة أريحا واستقرت بها، حيث أنتظم والده في العمل الشرطي.

التحق زهير الناطور للدراسة في مدارس وكالة الغوث في مخيم عين السلطان الذي أقيم بجانب مدينة أريحا، ثم أكمل تعليمه في مدرسة هشام بن عبد الملك الثانوية في أريحا حيث أنهي دراسته الثانوية وكان ذلك عام 1967م، وهو العام الذي أحتلت فيه إسرائيل ما تبقي من أراضي فلسطين.

غادر زهير الناطور مدينة أريحا إلى الأردن ومن ثم إلى يوغسلافيا لإكمال دراسته الجامعية فيها، في يوغسلافيا بدأت مدارك الطالب زهير الناطور تتفتح على ما آل إليه وضع شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال، ولم ينسي آلام وعذابات أبناء شعبنا المشرد، حيث ظلت صور التدمير والقتل والاعتقال راسخة وماثلة في ذاكرته، وبدأ يعد نفسه ليوم الثأر لأبناء شعبه الذي عاني ويلات الاحتلال الجاثم على صدورهم، وكذلك على الفكر الجديد الذي شرع يتفتح بين أبناء جيله من الشباب الفلسطيني ووصول الأخبار إليهم بانطلاق بشائر العمل الفدائي الفلسطيني، وسرعان ما التحق بحركة فتح التي شكلت في تلك الأيام تنظيماً للطلبة الفلسطينية في كافة الأقطار الأوروبية حيث كان التحاقه بتنظيم حركة فتح عام 1968م.

بدأ زهير الناطور يتشرب أفكار ومبادئ حركة فتح وتدرج في مواقع المسؤولية ضمن أقليم تنظيم فتح في يوغسلافيا.

خلال الحرب الأهلية اللبنانية وتكالب المؤامرات على الثورة الفلسطينية ووجودها وحصار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مثل مخيم (تل الزعتر) ومعارك الجبل وغيرها، فقد لبت تنظيمات حركة فتح في الأقاليم الخارجية ومنها الدول الأوروبية نداء الواجب والدفاع عن شعبنا وعن الثورة الفلسطينية وكان أقليم يوغسلافيا في طليعة الملتحقين بالقتال دفاعاً عن الثورة.

كان زهير الناطور في طليعة أعضاء الأقليم الذين شاركوا في معارك الدفاع عن الشعب الفلسطيني وتواجد الثورة في منطقة الجبل تحت قيادة الشهيد/ عبود أبو ابراهيم والشهيد/ عبد المعطي السبعاوي رحمهم الله، حيث دارت معركة شرسة على مشارف بلدة القماطية القريبة من مدينة عالية في جبل لبنان بين قوات الثورة الفلسطينية وقوات حزب الكتائب اللبناني، حيث دافعوا بكل بسالة ورجولة عن مواقعهم بقيادة المرحوم/ الشهيد ابراهيم أسد، وخاص شباب تنظيم اقليم يوغسلافيا معركة شجاعة منقطعة النظير وكان زهير الناطور ضمن هؤلاء الشباب، أستشهد في تلك المعركة كل من التالية أسماءهم:

- الشهيد/ حازم رضوان شحادة – حاصل على ماجستير في الهندسة الفيزيائية (الذرية) وهو من قضاء رام الله، وعضو لجنة منطقة وعضو الهيئة الإدارية لاتحاد الطلاب.

- الشهيد/ محمد الهندي – وهو من قطاع غزة.

- الشهيد/ أنطوان عطا الله أبو عيطة – عضو لجنة منطقة مقدونيا وعضو الهيئة الإدارية لاتحاد الطلاب.

عاد بعدها زهير الناطور إلى يوغسلافيا لإكمال دراسته في كلية الاقتصاد في بلغراد العاصمة.

ظل زهير الناطور يتطور ويتدرج في المراكز التنظيمية لحركة فتح حتى أصبح أميناً لسر أقليم يوغسلافيا.

عين زهير الناطور عام 1994م قائماً بأعمال سفارة دولة فلسطين لدى يوغسلافيا إلى أن توفاه الله.

خلال حضوره زيارة إلى الضفة الغربية في شهر أكتوبر عام 1998م وعند عودته بطريق البر متوجهاً إلى يوغسلافيا تعرض لحادث سير مروع توفي على أثره بتاريخ 18/10/1998م.

وقد نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة أريحا ووري الثرى فيها هذه المدينة التي تربي فيها وعشق ترابها وأحبها.

رحم الله المناضل/ زهير سلمي الناطور وأسكنه فسيح جناته

---------------

ذكرى استشهاد المناضل صبحي محمد ياسين

(1920 – 1968)

المناضل/ صبحي محمد ياسين ثائر وكاتب سياسي فلسطيني، ومؤسس مجموعة خالد بن الوليد الفدائية، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني.

صبحي محمد ياسين ولد في بلدة شفا عمرو قضاء حيفا عام 1920م، تلقى تعليمه الابتدائي في قريته والاعدادية والثانوية في مدرسة ثانوية البرج الاسلامية في مدينة حيفا، ترأس تنظيم النجادة الكشفي في شفا عمرو، وكان أحد عناصر فصيل شفا عمرو بقيادة/ مفلح على حمادة.

عندما بدأت هبة الشعب الفلسطيني التي قادت إلى الثورة الكبرى في فلسطين عام (1936-1939) شارك صبحي ياسين في المراحل الأخيرة منها، وذلك في كل من معارك الشمال والجليل حيث كان ضمن الفصيل الذي تشكل في شفا عمرو، ومن تلك المعارك كانت معركة ترشيحا الكبرى.

تم القاء القبض عليه مع بعض المجاهدين، وحكم عليه بالإعدام واضطرت سلطات الانتداب البريطاني إلى إطلاق سراحه مع عدد كبير من المحكومين عقب انتصارات ألمانيا النازية في أوروبا.

في يناير عام 1947م شكلت الهيئة العربية الأولى منظمة الشباب العربي بقيادة ضابط مصري ومقرها مدينة يافا، وكان صبحي ياسين أحد أعمدة هذه المنظمة، ثم أنضم إلى طلائع جيش الانقاذ وشارك في معارك عام 1947-1948م، وذلك ضمن اللواء الذي كان يقوده أديب الشيشكلي، وفي أحدى المعارك أصيب صبحي ياسين بجراح ظل يؤلمه طيلة السنين الباقية من حياته، بعدما هدأت المعارك في فلسطين وحلت النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م حيث تم طرد وتهجير أعداد كبيرة منهم إلى دول الجوار، لجأ صبحي ياسين إلى دمشق، وعاني هناك كما عاني اللاجئون الفلسطينيون، إلى أن أستقر به الأمر ليعمل في بعض مشروعات وكالة الغوث في سوريا.

عقب انفصال الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961م، غادر صبحي ياسين دمشق متوجهاً إلى القاهرة.

بعد انتقاله إلى القاهرة أسس مجموعة خالد بن الوليد الفدائية، والتي قامت ببعض العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة انطلاقاً من قطاع غزة.

في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، أنصرف صبحي ياسين إلى التأليف، فوضع مجموعة كتب سياسية وهي:-

- الثورة العربية الكبرى في فلسطين (1936-1939) 1959م.

- طريق العودة إلى فلسطين – 1961م.

- نظرية العمل لاسترداد فلسطين – 1964م.

- الفكر والمدافع طريق فلسطين – 1966م.

- حرب العصابات في فلسطين – 1967م.

بعد هزيمة حزيران عام 1967م، ونشؤ العمل الفدائي في الساحة الأردنية ذهب صبحي ياسين إلى الأردن وواصل طريقه النضالي من خلال تنفيذ بعض العمليات العسكرية حيث أقام لمجموعته قاعدة في أحراش حرش والتي اندمجت فيما بعد مع قوات العاصفة التابعة لحركة فتح، والتي شاركت مجموعته في معركة الكرامة بغور الأردن عام 1968م.

أصبح صبحي محمد ياسين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.

بتاريخ 19/10/1968م، بينما كان صبحي ياسين يقوم بواجبه في تدريب مجموعة من الشباب على أعمال القتال، اغتيل في ظروف غامضة من قبل أحد العملاء، وسقط شهيداً.

نقل جثمان الشهيد/ صبحي محمد ياسين إلى القاهرة حيث تقيم أسرته هناك تم تشييع جثمانه الطاهر باحتفال مهيب، ودفن في مقابر الشهداء وشارك في تشييع جثمانه قادة منظمة التحرير الفلسطينية.

رحم الله الشهيد المناضل/ صبحي محمد ياسين وأسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار