قد لا أعود..!!

تابعنا على:   15:37 2016-10-25

ملكة الشريف

ها هو الليل يسدل ستائره علىّ كباقي أيام الأسبوع ..فكل ما حولي معتم مع انقطاع الكهرباء كالمعتاد، وبقايا شمعة متهالكة في طرف البيت يتراقص لهيبها ..وهمهمات وهمس وضحكات تطرق ركنا خفيا في ذاكرتي وتلقي بضوئها على صور باهتة في أعماقي.
أحاول الهروب منها ومن كل تفاصيلها الصغيرة التي جمعتنا معا ..
مشاهد من طفولة مغتصبة عشناها في صفوف متجاورة في مدرسة "الفاخورة" التي لجأنا اليها في الحرب.
ذكريات كثيرة جمعتنا هناك.. نخاف معا .نضحك ونبكي معا .وننتظر طعامنا معا، ونحلم بكتبنا وألعابنا وحقائبنا وحياتنا. 
ياااه ..كم أكره ذلك الإحساس الذي يقبض روحي وقلبي كلما سطت مشاهد الحرب على ذاكرتي .. هروبنا من بيتنا.. وحملنا ما استطعنا حمله إلى المجهول..
أذكر بكائي المستمر على لعبتي التي أحضرها أبي قبل هروبنا من البيت بيومين.. لقد حاولت أمي البحث عنها لتسكت نحيبي ..ولكن لم يكن هناك متسع للبحث عن ألعاب كما قال أبي.
لقد كبرت ..وكبرت طفولتي ..ظننت أن المشاهد المؤلمة ستندثر كما قالت لي أمي ..ولكنها لا زالت تكبر معي ..فصوت الصراخ والعويل والدماء لا زال يخط بمداده الٌآني على صفحة طفولتي البيضاء.
لا أدري ما تلك البرودة التي تمتد إلى أطرافي رغم حرارة أكتوبر.. ألملم جسدي وأدثره وأتقوقع على نفسي ككرة تتقاذفها الذكريات بجنون. 
مشاهد مسلوبة تتسلل كل يوم إلى أعماقي ..وخفقات قلبي تعيدني إليك..
ويزداد خفقان قلبي ..فشوقي إليك يغلبني ..
هل أذن الرحيل حقا ..
كنت أشعر بألمك وأنت تنتظر أن يفتح معبر "رفح " كي تسافر بعيدا "الى ما وراء الشمس " كما كنت تقول لي ..كنت أتألم بك ومعك ..أحلق معك بعيدا ..أسافر في خيالك الجامح ..ولكن شعوري بسعادة اعتبرتها غبية كان يراودني..
كنت على أمل ان تغير رأيك في الرحيل
أحس بك وأنت تشكو لي سوء الوضع ..وأنك تختنق من كل شيء ..وأنك لم تعد تحتمل الحياة في "غزة".
بكيت سرا كثيرا ..تمنيت ان تقول لي ولو كذبا أنك سعيد هنا بوجودي في قلبك
كم آلمتني كلماتك وقهرتني وأنت تق

اخر الأخبار