"شيزوفرينيا الرئيس , وفوضى المعايير ."

تابعنا على:   01:40 2016-10-26

أمجد أبو كوش .

بعد الفشل الكبير الذي تلقاه علُماء السياسة في تفسير سلوكيات الرئيس الفلسطيني أبو مازن , كان لدي يقين أن السياسة لا يمكن أن تتم بمعزل عن العلوم الأخرى , وتحديداً " علم النفس " في الحالة التي يُمثلها الرئيس .

هناك في علم النفس ما يسمى بمرض "الشيزوفرينيا" أي بمعنى " إنفصام الشخصية " فهذا المرض ناتج عن اضطراب عقلي شديد مزمن يؤثر على سلوك الإنسان وتفكيره وإدراكه، ومن ثم يجعل الإنسان لا يدرك ما يقوم به من أفعال ، وهذا المرض يمكن أن يصاب به أي شخص طبيعي ويحاول الأطباء النفسيون معالجة ذاك الشخص الذى يكون لديه المرض، أما الكارثة عندما تكون هناك شخصية اعتبارية تحمل ذات المرض , فما هو حالنا إذا كانت تلك الشخصية هي التي تمثل رأس النظام السياسي الفلسطيني ورئاسة كافة مؤسساته من منظمة التحرير والسلطة والحركة الفتحاوية التي هي العمود الفقري للوطنية الفلسطينية .

إن الرئيس الفلسطيني ومن حوله الذين يعيشون مُنذ فترة حالة من الإنفصام السياسي , متمثل في العديد من المسائل التي شهدنا من خلالها إنخفاض شعبيته وإنفضاض الجماهير من حول مواقفه الغير مٌنسجمة مع تطلعاتها , وفي ذات الوقت الخسارة الكُبرى لأهم الحُلفاء من الدول العربية الذين كانوا ركيزة أساسية في تجديد شرعيات النظام السياسي الفلسطيني إبان الإنقلاب الأسود الذي قامت به " حركة حماس " , هي أحداث تستحق دراسة جادة وحقيقية تنسجم مع علم السياسة والنفس, فليس هُنالك نظرية في علم السياسة وحدها تنطبق على هذا الكم من التهور والرعونة والإندفاع .

فمن أهم الكوارث الذي ينطبق عليها نظرية " الإسقاط النفسي " الذي خرجت من الرئيس أبومازن على الشعب الفلسطيني .

أولاً / تدمير البنية الثقافية النضالية للفلسطينيين الذي أفقدتهم القدرة على التفرقة بين ما هو " وطني " وما هو " خياني " , فالأحداث التي كانت تستحق الملُاحقة بتهمة " الخيانة " في عهد الرئيس الراحل أبو عمار , أصبحت اليوم تندرج تحت نطاق " الدهاء والحكمة السياسية " !

ثانياً / الدول العربية التي جبُلت و إنسجمت دماء أبنائها مع دمائنا يوماً , والتي كانت بكل ما لها وعليها حليفاً إستراتيجياً مُسانداً للوصول ولو للحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني , يُريدها في خانة العداء الواضح والفج , بفعل تحالفاته الجديدة ( قطر / تركيا ) الذي بنيت على فوضى من المعايير الشخصية .

ثالثاً / تفكيك النظام السياسي الذي يُجريه , والذي يوضح من الأحداث المتُسلسلة , بداية من السماح بالإنقلاب والإنقسام الجغرافي بين شطري الوطن , مروراً بمحاولات تحويل الحركة الفتحاوية التي تُسمى بـ " أم الجماهير " إلى حزب سياسي صغير , وهذا ما يُستنتج من حجم حالات الإقصاء والفصل الذي تمت , والمؤتمر الذي لا يتعدى حجمه عدد " شعبة تنظيمية " بمقدار 1300 عضواً .

إستمرار الوضع على ما هو عليه , لن يؤذي في النهاية إلا لشيئ واحد , وهو إسقاط الحلم الفلسطيني بالحصول على الدولة المستٌقلة , وهذا ما يتطلب الجهود المُتصلة لأجل إعادة تفعيل النظام السياسي الفلسطيني عبر خطوات جريئة وشجاعة ومتصلة تتمثل بالتالي :

أولاً / تشكيل مؤتمر إنقاذ فتحاوي يتمثل من كوادر وقيادات الحركة ومن يمثلوها في " المجلس التشريعي " والهيئات الأخرى , والذي إختيارهم يتم عبر عمليات " البرايمرز " الذي تُشارك القواعد الفتحاوية بأكملها فيها .

ثانياً / تشكيل مؤتمر وطني فلسطيني من قيادات الفصائل الفلسطينية , يتم وضع ( دراسة / حلول ) حول أزمات النظام السياسي وتحديداً في " م.ت.ف " وتحضيراً للإنتخابات ( البلدية والتشريعية ) .

ثالثاً / تمثيل فلسطيني من مخُرجات المؤتمرين السابقين , لعرض وجهة نظريهما أمام الرباعية العربية مع التوصية بالتدخل لإلزام السيد الرئيس بما توصل إليه نبض الشارع الفلسطيني .

اخر الأخبار