جنوب افريقيا وفلسطين

تابعنا على:   01:32 2016-12-04

عمر حلمي الغول

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أحيا البرلمان في دولة جنوب افريقيا المناسبة بطريقته الخاصة، حيث تداول عدد من النواب وهم يتلفعون بالكوفية والعلم الفلسطيني على منبر البرلمان، وألقوا كلمات التضامن مع اصدقائهم الفلسطينيين. هذا وقد تم توزيع الكوفية والعلم على مختلف النواب، حتى بدا وكأن مجلس النواب يتبع لدولة فلسطين.
هذه الروح الأممية العالية بين أعضاء البرلمان الجنوب افريقي، لهي إنعكاس لتأصل الروح الكفاحية في اوساطهم مع الشعوب المضطهدة والمستعمرة وخاصة الشعب العربي الفلسطيني، وهو الشعب الأخير، الذي مازال يقبع تحت نير آخر إحتلال في العالم. ونتاج هذا التعاظم للروح الأممية العالية بينهم أبى النواب إلآ ان يحييوا مناسبة اليوم العالمي مع الشعب الفلسطيني على طريقتهم الخاصة، التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك عن عمق الروابط الكفاحية، التي تربط بين الشعبين الصديقين. وايضا حرصهم على الوقوف بقوة ودون تردد مع كفاح وحرية وإستقلال الشعب العربي الفلسطيني، وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين لديارهم وفق القرار الدولي 194.
ولعل ابرز ما ذكره وأكد عليه النواب الجنوب افريقيين، أن إستقلال جنوب افريقيا سيبقى إستقلالاً ناقصاً دون تحرر وإستقلال فلسطين. هذه الروحية الأممية العالية من اولئك الأصدقاء، الذين عانوا مرارة الإحتلال والعنصرية البيضاء البغيضة، هي إنعكاس لإدراكهم حجم وهول الممارسات والإنتهاكات الخطيرة، التي ترتكبها الدول الإستعمارية عموما والعنصرية خصوصا. ومن خلال زيارات عدد من وفود دولة جنوب افريقيا لإراضي دولة فلسطين المحتلة في الرابع من حزيران عام 1967، تلمسوا أكثر فأكثر هول وفظاعة الإنتهاكات الإسرائيلية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، التي فاقت في بشاعتها تلك الممارسات العنصرية، التي إرتكبها نظام الفصل العنصري في دولتهم ضد المواطنين الجنوب افريقيين. وأكدوا دون مواربة أن سياسة التمييز العنصرية وعمليات التطهير العرقية، التي تنفذها دولة إسرائيل الإستعمارية في اراضي دولة فلسطين المحتلة تعتبر وصمة عار في جبين البشرية، التي لم تتخذ المواقف المناسبة ضد جرائم دولة التطهير العرقي الاٍسرائيلية.
النموذج الجنوب الأفريقي في التضامن مع الشعب الفلسطيني، هو النوذج، الذي يفترض ان يعمم في اوساط الشعوب الشقيقة والصديقة لتعميق عملية التضامن مع الأهداف والمصالح الوطنية العليا، التي نصت عليها مواثيق وقرارات الشرعية الدولية.
وفي السياق تعزيز عمليات المقاطعة لدولة الإستعمار الإسرائيلية على كل الصعد والمستويات: الإقتصادية والاجتماعية والسياسية والديبلوماسية والأمنية والتعليمية الاكاديمية والثقافية والرياضية والتجارية والبرلمانية .. إلخ بهذه الروحية من التضامن الأممي مع القضية الفلسطينية يمكن إعادة الإعتبار للقضية الوطنية. وهذا ما نادت به السيدة مريم المنصوري، نائبة رئيس حزب الامة السوداني في كلمتها، التي القتها في مؤتمر حركة فتح الحالي (السابع) يوم الثلاثاء الماضي. وبالتالي تستدعي الضرورة وضع رؤية برنامجية للتواصل مع الأصدقاء في العالم ككل: دول وبرلمانات واحزاب وقوى سياسية من مختلف الاتجاهات والمشارب وجامعات وفرق فنية ومصانع وشركات ومزارع .. إلخ لتحشيد أكبر دعم عربي وعالمي مع قضية العرب المركزية، قضية فلسطين، التي تعتبر بوابة السلام والحرب في المنطقة. وبالتالي تشكيل لوبي عالمي ضاغط على دولة التطهير العرقي الإسرائيلية والولايات المتحدة ومن لف لفها للإذعان لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
شكرا لجنوب افريقيا بشكل عام وبرلمانها بشكل خاص. وشكرا لكل إنسان وحزب ودولة وجامعة وبرلمان ومؤسسة تضامنت مع كفاح الشعب العربي الفلسطيني في يوم التضامن العالمي معه الموافق ال29 من نوفمبر / تشرين ثان من كل عام.
[email protected]
[email protected]

اخر الأخبار