هل نريد حزباً ماركسياً مكوناته اليد الناعمة للامبريالية ؟؟

تابعنا على:   17:32 2014-04-19

م. جمال نصر

 من الصحيح القول أن ولادة الأحزاب اليسارية جاءت من رحم المعاناة والظلم السياسي التاريخي لشعبنا على يد الامبريالية العالمية والتي استولت على ثرواته وموارد الأمة العربية وقسمتها إلى دويلات يسهل الانقضاض عليها لتأتي كذلك على إيجاد جسم غريب ومشبوه في قلب الأمة العربية النابض ، فأوجدت إسرائيل أداة البطش الامبريالية لمنع تحرر وتقدم وازدهار الأمة العربية ز

إن الأحزاب اليسارية العربية وبالخصوص التيارات الماركسية في فلسطين والتي تبنت فكر الطبقة العاملة والدفاع المزعوم عنها وعن مصالحها ، لقد هيمن على هذه القوى والأحزاب الفئة الثورية من المثقفين والذي باعتقادي كانوا يدافعون عن الطهر الثوري والقهر للمكون الأساسي لهذه القوى الطبقة العاملة والفلاحين ، والذي لم نلحظ حتى تاريخه أن هذه الطبقة ممثلة في القيادات الأولى لهذه القوى ، لقد مارس بعض المثقفون الثوريين أقصى أشكال الانتهازية الثورية وعاشوا حياة البذخ في الشقق الفارهة والمشروبات الروحية والسيجار الكوبي ، وتعلم كل أولاهم ليس في البلد الذي كان مركز الإشعاع الثوري الماركسي ، بل في البلاد التي كانت الأساس في نكبة شعبنا وتشريده عن أرضه ووطنه .

والمتتبع لدور هذه الفئة الثروية والتي تمارس الطهر الفكري والسياسي لم تتوانى ولو للحظة واحدة عن التنكر للطبقة العاملة ومصالحها في العيش الحر الكريم والكرامة الوطنية ، لقد كان لانهيار الاتحاد السوفيتي والفكر الماركسي الأثر البالغ في إعادة التلون لهذه الفئة الثورية ، وأصبحوا يبحثون عن آليات تحقيق طموحاتهم وطموحات أسرهم .

لقد أدركت القوى الامبريالية عن واقع دراسة سيكولوجية لهذه الفئة الثورية وفتحت وشرعت أبواب فلسطين المحتلة التي دكت بالطائرات والدبابات والصواريخ الأوروبية والأمريكية الصنع وتتسرب مؤسسات الأيدي الناعمة إلى مجتمعنا (NGOS) لتقوم هذه الفئة الثورية بطرق الأبواب وتقول نحن أمراء الحرب والسلم ، ونحن أصحاب الفكر الإنقلابي ، ونحن من يستمع لنا الشعب ، فها هم مرة أخرى يتصدرون المشهد في قيادة المنظمات الغير حكومية اليد الناعمة لآلة البطش الامبريالية ويقدمون الدراسات واستطلاعات الرأي بدل حفنة من الدولارات لكي تصوغ الامبريالية وحليفتها إسرائيل البرامج والأفكار في كيفية انتزاع وتزييف الانتماء الثوري لما تبقى من قيادة هذه الأحزاب اليسارية الماركسية ، والتي تقدم الدعم المادي والحقيقي للتنازل عن الثوابت الوطنية ، وأتذكر في هذا المجال من خط كتاب \\\" فلسطين وطن للبيع \\\" والذي اعتمد في أساسه على تجربة التنمية التحررية الشعبوية لا لانتظار الدعم المادي المسيس لتحقيق التنمية ودعم صمود شعبنا على ارض وطنه ، واهم من يعتقد أن المنظمات الغير حكومية في فلسطين هدفها التنمية والصمود على طريق التحرر وبناء الدولة .

ولكن يبقى السؤال ما هو مطروح في الساحة الوطنية ما يسمى بوحدة القوى اليسارية باعتقادي هذا ضرب من الخيال وأن الهدف الحفاظ على الذاتية والخوف كذلك إلى تدني مستوى المعيشة لهذه القيادات التي ثبت فشلها وعلى كافة الصعد ، حيث يلاحظ أن الرواتب العالية والبيوت الفارهة والسيارات الحديثة باتت تشكل أحد أساسيات وروافع هذه القيادات . أمام ما هو مطروح الآن فتصبح هذه التجربة فاشلة ولن ترقى إلى مستوى المسؤولية في تشكيل وحدة اليسار والذي باعتقادي هناك الكثير من فكر ، وراجع التجربة حول تمثيل الطبقة العاملة وآمنوا بأنه لم يعد من الممكن التمثيل والضحك على الفئة المسحوقة والتي لا تقدر على تأمين لقمة العيش لأبنائها الصغار ، فكفى تغنى بالطهر الثوري وأنصحكم بالانتباه لمصالحكم وعيشكم الرغيد ، واتركوا الناس في حالها .. واتركوا لهذه الفصائل ما تبقى من اسمها وطهرها وارحلوا عنها

 

 م. جمال نصر

 

اخر الأخبار