المصالحة الفلسطينية .. العبرة بالنتائج !!!

تابعنا على:   14:44 2014-04-24

وئام عزام أبو هولي

واخيرا استطاعت القيادة الفلسطينية من حركتي حماس و فتح تجاوز خلافتهما الحزبية و تخطي المصالح الفردية استجابة للظروف الراهنة التي دعتهما و بسرعة الى توقيع المصالحة و طي صفحة الانقسام البغيض الذي عانى منه شعبنا طيلة ثماني سنوات , و رغم توالي التحضيرات النهائية لهذا التوقيع و الحالة الايجابية التي عمت اجواء المصالحة و التي عكست النوايا الصادقة هذه المرة في ضرورة انجازها بشكل سريع , سادت حالة من الفرح مصحوبة باندهاش شعبي حول جدية الحزبين في انهاء الخلافات السياسية و اتمام الوحدة بأي شكل لما في ذلك مصلحة فلسطينية بحتة تفرضها الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة .

لا يخفى على احد الاسباب الكامنة وراء توقيع المصالحة في هذا التوقيت , الامر الذي عكس اصرار كل من فتح و حماس على التنفيذ و بشكل فوري دون السماح لإجراء جلسات حوار جديدة , استنادا لبنود اتفاقية القاهرة , واستكمال التوقيع الفوري بناء على ذلك , و لعل الظروف الحزبية الداخلية لكل الحزبين جعلت اللجوء للمصالحة الحل الوحيد في الخروج من الازمات لكل منهما , فالضائقة المالية و الحصار الخانق على حركة حماس خاصة بعد تدهور علاقتها مع مصر , و كذلك فتح تعاني من خلافات حادة داخل البيت الفتحاوي بالإضافة للمأزق الذي يعانيه ابو مازن مع الاحتلال حول ملف المفاوضات و امكانية اللجوء الى خيار حل السلطة , كل تلك الاسباب كانت في صالح الشعب الفلسطيني و ساهمت بضرورة اتمام المصالحة الفلسطينية بشكل فوري .

و بالرغم من توقيع وفدي المصالحة الاتفاق في غزة قبل يومين , الا ان الشعب لم يتخلى عن مخاوفه من ان يختلف الحزبين مجددا مع بدء مرحلة التنفيذ ,بالأخص في الملف الأمني و تأسيس اجهزة امنية جديدة , الامر الذي تم الاتفاق عليه في القاهرة و لكن بعض العناصر الحزبية لم تتجاوب بالشكل الكافي بالإضافة لرفضها حل اجهزتها العسكرية , وهنا تكمن الخطورة و يبقى الفشل احتمال ما زال قائما, والدلائل واضحة على ارض الواقع و لمسناها من خلال توالي اطلاق الصواريخ باتجاه الحدود الاسرائيلية بالتزامن مع قدوم وفد المصالحة قبل ايام , اما العنصر الاكثر قلقا هو غياب الضمان الحقيقي لتوقيع هذا الاتفاق , ففي حال تعرقل الامور عند مجريات التنفيذ فلا يوجد أي ضمان للشعب الفلسطيني يضمن لهم عدم الرجوع للمربع الاول و انتكاس حالة الخلافات ما بين الحزبين , وهذا وحده مصدر مقلق يجعلنا لا نرى أي جديد في خطوة الاتفاق و هي مشابه لسابقتها من اتفاق الدوحة و القاهرة و غيرها .

نحن لا نقلل من اهمية ما حدث من توقيع المصالحة و الايجابية التامة التي ابداها كل من حماس و فتح , و وضوح رغبتيهما في انهاء حالة التشرذم بين جناحي الوطن الضفة و غزة , و لأن المصالحة ليس فقط رجوع التلاحم الوطني و الشعبي , وانما هو انتصارا لقضايا وطنية عديدة , كقضية الاسرى و القدس و كذلك ضربة حقيقة للاحتلال و الداعمين الدوليين له , و كلنا امل بان تحمل لنا الايام القادمة ما به خير لقضيتنا الفلسطينية ...

اخر الأخبار