من يدفع فاتورة غزة ؟

تابعنا على:   10:32 2014-07-29

مسعود الحناوي

لا أحد يستطيع أن يعوض أشقاءنا فى غزة عن قطرة دم واحدة من أنهار الدماء التى سالت جراء العدوان الإسرائيلى الغاشم على سكان القطاع والذى أودى بحياة مئات الشهداء وخلف آلاف الضحايا ناهيك عن مائة ألف نازح تستضيفهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وأكثرمن 15ألفا دمرت منازلهم ويعيشون مع أقاربهم وجيرانهم .

لقد أعلنت إسرائيل أن هدف عملياتها هوهدم الأنفاق وتدميرالبنية التحتية لحركة حماس ,ولكن ما حدث هو قتل مئات الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء ,وهدم آلاف المنازل وعشرات المدارس والمستشفيات ,وتدميرالبنية التحتية لمحطات الكهرباء الأمرالذى أدى إلى حصول أكثرمن 80 % من سكان غزة على الكهرباء لمدة أربع ساعات فقط وفقا لما أشارإليه تقريرأممى، فضلا عما سببه انقطاع التيارمن تقويض توفيرخدمات المياه والصرف الصحى التى تعرض عدد كبيرمنها للتدميروتسبب فى قطع المياه لأكثرمن نصف سكان غزة !!

والسؤال هو من سيتحمل تكاليف كل هذا الدمارالشامل الذى خلفه ذلك العدوان الغاشم على أشقائنا وأهلينا ؟ من سيدفع فاتورة إعادة تعمير قطاع غزة التى تعانى سلفا من نقص الموارد وضعف الإمكانيات وندرة الوقود وانقطاع الكهرباء ؟ هل هى السلطة الفلسطينية التى لا تجد ما توفر به احتياجاتها الضرورية وتنتظر المساعدات كى تحافظ على دفع رواتب موظفيها ؟ أم أنهما قطر وتركيا اللتان تاجرتا بدماء الفلسطينيين الذكية ولعبتا دورا خبيثا لتعطيل المبادرة المصرية لوقف القتال وحقن الدماء ؟ أم أنهم العرب الذين تشهد سجلات الجامعة العربية أن معظمهم لم يسددوا مستحقاتهم التى أقروها لمساعدة الفلسطينيين ؟!!

لقد بادرت الإمارات كعادتها بتخصيص 41مليون دولار لإعادة إعمارالقطاع ,ولكن الواقع يؤكد أن الوضع فى غزة شديد المأساوية .. فضربات إسرائيل الوحشية يصاحبها عقول حمساوية غبية ,وأصابع إقليمية خفية، وأياد دولية خبيثة ,جميعها تلعب لحسابها الشخصى على حساب شعبنا الفلسطينى الشقيق ,الصامد فى وجه كل هذه الاعتداءات والتحديات والمؤامرات ,وإنهم لمنتصرون بفضل وعون المولى العلى القدير.
عن الاهرام

اخر الأخبار