نيتانياهو وحماس.. مأزق التطرف!

تابعنا على:   13:09 2014-08-20

مرسي عطا الله

الحمد لله أن ما قلناه منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة قالته أكبر وأهم صحيفة أمريكية مؤيدة لإسرائيل فى تحليل مفصل كتبه خبير الشئون الدولية فى صحيفة نيويورك تايمز وقال «ناثان ترال» أن العدوان الإسرائيلى على غزة لم يأت ردا على صواريخ حركة حماس وإنما لوجود نية مبيتة فى إفشال المصالحة الفلسطينية .


ولأن أحدا لا يستطيع أن يشكك فى مصداقية نيويورك تايمز المعروفة بانحيازها الدائم والتام لإسرائيل فإن هناك سؤالين ضروريين هما لماذا غامرت الصحيفة الأمريكية بفضح نيتانياهو... وما هى أسباب ودوافع نيتانياهو فى إسقاط الحكومة الفلسطينية ؟

والجواب هو أن صحيفة نيويورك وغيرها من منابر الإعلام العالمية المساندة لإسرائيل شعرت بحرج بالغ وعجز واضح فى تبرير بشاعة العدوان الإسرائيلى الذى أعطى ردود فعل سلبية واسعة النطاق ضد إسرائيل فى الرأى العام العالمى... أما ما يتعلق بدوافع نيتانياهو فى الذهاب إلى هذه الحرب المجنونة فهو الخشية من مواجهة لحظة الحقيقة بعد سقوط حجته الواهية فى عدم وجود شريك فلسطينى يملك حق التحدث باسم كل الفصائل الفلسطينية.

المسألة باختصار شديد أن نيتانياهو يعارض حل الدولتين ويماطل بكل طاقته للهروب من هذا الاستحقاق المتوافق عليه دوليا وعربيا ويعتبره كابوسا يؤرق منامه فهو القائل أكثر من مرة بأنه لن يقبل قيام دولة فلسطينية تتمتع بسيادة كاملة وأن الجيش الإسرائيلى سيبقى فى الضفة الغربية بصورة دائمة، ولم يقبل بتمركز قوات أمريكية ودولية على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية واعتبر أن بقاء القوات الإسرائيلية مسيطرة على هذه الحدود بمنزلة خط أحمر!

ويبقى السؤال الأهم هو: كيف يمكن للفلسطينيين إجهاض مخطط نيتانياهو.. والجواب فى اعتقادى يتمثل فى حرمانه من الرهان على عودة الانقسام للساحة الفلسطينية بمواصلة الرهان على رفع أغصان الزيتون دون إلقاء للبندقية من فوق الكتف... وفى النهاية فإن السلام والاعتدال هو القوة الوحيدة القادرة على تركيع نيتانياهو.. وهذا ما ينبغى أن تعيه كل الفصائل الفلسطينية جيدا خصوصا حركة حماس لأن المأزق الراهن لا يرتبط بحماقة التطرف لدى نيتانياهو وحده!

خير الكلام:

<< احذر الفاجر.. إن ائتمنته خانك وإن صحبته شانك !

عن الاهرام

اخر الأخبار