هل يفتحون باب الهجرة لفلسطنيي القطاع ؟

تابعنا على:   14:50 2014-09-17

محمود فنون

من يشعر بمأساة الذين ابتلعهم البحر في طريقهم إلى هجرة مجهولة ؟
من يشعرر بمأساة شعبنا في القطاع
ماذا لو صحت الأخبار عن تورط مسؤولين من حماس مع مهربين لتسهيل الهجرة مقابل دفعات مالية؟!؟! يتوجب قطع رؤوس هؤلاء .
أكبر كثافة سكانية وأعلى نسبة بطالة وأسوأ إدارات سلطوية .. وأفق المستقبل مسدود .
حماس تقول للناس : إصبروا علينا فنحن سلطة الله على الأرض .
فتح تقول : لا مساعدات ولا إعادة إعمار ومعابر إلا بسلطتنا .
والغرب يعد بالجنة ويرسل إلى النار بوعوده كاذبة ومشروطة لمصلحة إسرائيل .
تتكاثر الأحاديث عن محاولات الهجرة من القطاع ، وزادت اللهجة بعد اكتشاف غرق القارب الذي كان يقل غزيين في طريقهم إلى أوروبا في عرض البحر الأبيض المتوسط .
النكبة الأولى للفلسطينيين كانت ولا زالت من تأسيس إسرائيل من قبل الدول الأوروبية وإفساح المجال رحبا للحركة الصهيونية للإستيلاء على فلسطين وتهجير سكانها .
هذه نكبة مستمرة حتى يومنا هذا .
تظافرت معها :الكبة الناتجة عن خيانة النظام العربي الرسمي وتساوقه مع برنامج صهينة وتهويد فلسطين .الخيانة الرسمية العربية شريك فاعل قي حصول النكبة المستمرة للشعب الفلسطيني ، داخل فلسطين وخارج فلسطين .
لا بد من التأكيد هنا بأن التساوق مع البرنامج الصهيوني يتطلب غض الطرف بل إمض العينين عن المصير المنكوب للشعب الفلسطيني : قتلا وتشريدا وتعذيبا وتدميرا للمنشآت والمؤسسات وفي أي مكان يكونون . فهم قد تعرضوا لنكبة شرسة مستمرة في فلسطين ولنكبة شرسة ومستمرة في الأردن وفي لبنان ، وهم الآن يواجهون مصيرهم في سوريا على أيدي الجماعات الدينية التي تدعي معارضة النظام .. هذا هو الحال ّ!
ماذا عن غزة ؟
تعرض سكان قطاع غزة لكل النكبات ولا زالوا . وقلنا ونقول بأن صمودهم في وجه العدو وفي وجه الحال العسير أكثر من أسطوري..
وتتظاغر مع ذلك مضايقات النظام المصري في عهود محمد مبارك ومحمد طنطاوي ومحمد مرسي ومحمد البيلاوي ومحمد السيسي كلهم على نسق واحد ومتآمر .
ثم تأتي السياسات الغبية للأطراف الفلسطينية والتي تعتمد على ثقتهم بالشعب القاطن في غزة ، هذه السياسات التي ضاعفت الضيق عشرات المرات على مجمل كينونة الإنسان في القطاع ..
الحصار والدمار والقتل وكأنه متظافر مع كل أشكال الصراع بين فتح وحماس ونهجيهما الذي يزيد الطين بلة – يجب أن نقول ، هذه هي الحقيقة . هناك تكامل موضوعيا حتى لو بغير قصد بين الهجمة الإسرائيلية الشرسة والحصار الإسرائيلي المصري العربي وبين السياسات الفلسطينية التي تزيد ضيق الحياة في الداخل نتاج حالة الصراع وعمل أجهزة الأمن وعملية الإخضاع القصري حفاظا على النفوذ وامتيازات السلطة .
الدول المانحة تقول لا نساعد من خلال حماس ، حماس تقول للشعب " اصبروا كما صبر المسلمين في شعاب مكة .. دفاعا عن سلطتنا .. نحن كفلاؤكم إلى الجنة في الآخرة .. وتحملوا كل الهوان المضاعف الناتج عن الإحتلال وعن سلطتنا وعن النظام العربي " يرتبط هذا بوعود كاذبة عن دعم قطر وتركيا وإصرار تركيا على رفع الحصار بالكلام السافل .
إن شعبنا الفلسطيني يعاني من ضيق شديد .
إن شعبنا الفلسطيني قد فهم ومن على جلدهى أن السلطات الحاكمة ليست في مصلحته بل من أجل بقائها ولو ميتة جاثمة على الصدور ولا تقوى على فعل شيء لرفع المعاناة عن شعبنا الصابر .
إن تظافر هذا الحال يشكل عاملا ضاغطا قد يمس بصمود الناس أو بعضهم مما يدفع وفي الحال الصعب هذا إلى المغامرة حد الخطر للخلاص الشخصي من هذا الحال الجائر.
وهناك الأمر الأخطر : فهذا الضيق قد يدفع إلى محاولات قطيعية جماعية للخلاص لولا تمسك الناس بوطنهم.
هنا يأتي دور الطلائع الوطنية القابضة على الجمر لتوعية الناس يالصبر ولكن ليس على السلطات الباذخة .
إن المسؤولية متشابكة وأساسها وجود الإحتلال ثم سوء التعامل السلطوي مع الناس في ظل الإحتلال وتقاسم المغانم والتصارع على المحاصصة .
فالجماهير تتحمل التضحيات في وجه الإحتلال ، ولكن لماذا تتحمل من أجل أن يكون على كرسي السلطة شخص ملتح ام غير ملتحي ، هذا المتكرش أو ذاك يقمع السكان وينسق امنيا ضدهم .
اتركوا الناس ليتحمل الإحتلال مسؤوليته عن إطعامهم وأمنهم العام .
ويتوجب ان يتم الإعلان صراحة عن رفض التوطين في سيناء بديلا عن فلسطين. الفكرة التي أكد محمود عباس أنها مطروحة من قبل مبارك ومرسي واليوم مطروحة من قبل السيسي .
في كل الأحوال سياسات افلسطينيين عبثية وتستهدف التمسك بالمغانم حتى لو ذهب القطاع إلى الجحيم . هذا وكل أغنيات النصر وخطابات النصر الزائف لا تشكل سببا للتمسك بصراع المغانم بين السلطتين الكرتونيتين

اخر الأخبار