«فضيحة» فى القاهرة!

تابعنا على:   09:50 2014-12-21

محمد حسين

أخشى أن يعطى المصريون ذاكرتهم «إجازة» قبل أن يفرغوا من القيام بمهمة إنجاز الاستحقاق الثالث والأخير من خريطة الطريق، عندما تجرى انتخابات مجلس الشعب فى مطلع العام المقبل.

الذاكرة الشعبية الحادة والنشيطة، تبدو فى هذه المرحلة مسألة ضرورية ولازمة، قبل أن نتورط جميعا فى برلمان، يعبر عن الدولة القديمة العقيمة، التى ثار المصريون على فسادها السياسى والاقتصادي.

المهمة بالتأكيد جد صعبة وخطيرة، فى ظل أجواء سياسية غائمة، ومشهد عام ملتبس يتصدره لاعبون لم يمارسوا اللعبة من قبل، ولاعبون محترفون قدامى عليهم الاعتزال، بحكم أن صحيفة «حالتهم الوطنية مخزية»!

هل الكلام عن صحيفة «الحالة الوطنية»، فى مثل هذه الأوقات يعتبر ترفا سياسيا لا تحتمله المرحلة؟! إذن ماذا عن صحيفة «الحالة الجنائية»؟!

أعتقد إنه ليس من المقبول بعد ثورتين، أن يفكر فاسد أو مرتش، أن يخوض انتخابات البرلمان فى مسقط رأسه، ليكون ممثلا للذين ارتشى على حساب مصالحهم ومقدرات وطنهم؟!

أى جرأة، وأى وقاحة، وأى مجتمع يسمح بهذه «الفضيحة» التى يمارسها علنا،.. وبلا خجل، أحد الذين أدينوا بتهمة الرشوة وإستغلال وظيفته كمدير لمكتب أحد الوزراء السابقين قبل الثورة، وهى تهمة كانت كفيلة فى أى مجتمع، لم يفقد ذاكرته وربما عقله، أن تجرد الرجل من كل شروط البقاء أو حتى الظهور فى الحياة العامة، ولكن ما حدث بعد الثورة كان أشبه بميلاد جديد له، إذ تحول إلى نجم لامع، يتمتع بالشهرة والنفوذ، ويحظى بمساندة إعلامية وشبه رسمية.

لن أذكر اسم الرجل، لأنه ـ فى رأيى يعبر عن حالة واسعة لها تجليتها المختلفة، التى يجب أن ينتبه لها المصريون منذ الآن، وحتى نهاية المهمة الصعبة.

< فى الختام.. يقول نجيب محفوظ:«آفة حارتنا النسيان»

عن الاهرام

اخر الأخبار