الموقف السوري من د.القدوة خاطئ.. !

تابعنا على:   21:16 2015-01-06

كتب حسن عصفور/ تتطور الأحداث في سوريا نحو مسار غير الذي خططته دوائر 'تيار النفط السياسي' بالتحالف مع قوى غير عربية، هدفها الأساسي ليس إرساء لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، بل استكمال مرحلة 'التفتيت والتقسيم' السياسية التي بدأت في العراق ولم تنته بالسودان، مرحلة تمزيق الأمل العربي أو الحلم العربي السياسي البقاء في دائرة الفعل والتأثير، والاستعداد في ظل الصراع الكوني القطبي العائد  لتكوين 'قوة اقليمية' قادرة أن تضع حدا لسرقة الثروة العربية وسرقة روح الحياة الإنسانية عبر معالم 'مشروع ظلامي' يقطع الطريق على أمل 'النهضة العربية'..وحصار 'المشروع التقسيمي' للدولة السورية عبر بوابات وأدوات عدة لا يعني بالضرورة أن النظام أو السلطة حققت 'انتصارا' يمكنها من التصرف كما أن ما حدث ليس سوى حراك ماضوي..

وما  يجب أن لا تنساه القيادة السورية أن الفضل الأساس للتطورات الأخيرة كان بسبب موقف خارجي، ووعي عائد إلى الاتحاد الروسي وبدعم من الصين، وعي بضرورة الانتباه لما سيكون لو أن المخطط الاستعماري تمكن من فرض منطقه وإرادته السياسية في سوريا كما حدث في ليبيا، التي انتهت دون أن تحقق هدفا واحدا يخدم 'ليبيا الجديدة' بل عادت بها إلى الوراء ومخاطر التقسيم ترفرف فوق سمائها بأسماء عدة، ولن تنفع معها كل كلمات 'الحشد والحشر' التي تنطق بها قيادات المجلس الانتقالي، ويبدو أن الأزمة ستتعمق مع تشكيل مجلس أعلى لما يسمى بثوار ليبيا، سيكون عمليا جسما عسكريا موازيا للجيش الليبي وقد يكون صاحب 'الحل والربط' في فرض توجهات غير واضحة.. وعي روسيا المتأخر، جاء بفضل 'التجربة الليبية' ما قدم 'خدمة كبرى' للنظام السوري..

لكن ذلك لا يمنح قادة الحكم السوري التصرف بدافع 'النصر' وتجاهل عناصر 'الحماية الحقيقية' للدولة السورية، سواء ما يتصل بإجراء تغيير حقيقي في الحياة السياسية العامة للدخول في مرحلة إصلاح وتغيير يمنح الشعب السوري حقه في الاختيار الحر لمن يحكمه ويدير شؤونه، والانتهاء من 'ثقافة الحزب القائد' و'القائد الأبدي' بقوة الأمن والبوليس.. إصلاح حقيقي يتيح للشعب أن يختار مستقبله بوعي وتقدير وفق مناخ يكون الاختيار ديمقراطيا، وسوريا بلد له من مواصفات 'النهضة' السياسية والفكرية ما قد يمنحها تميزا عن غيرها..

وعند الحديث عن تصحيح أخطاء سياسية كادت أن تصل بسوريا إلى نجاح المخطط التدميري، تبرز الانعطافة في التعامل الرسمي مع المشروع الأممي المعروف بخطة عنان، وما تلاها من مشاريع لمجلس الأمن بإرسال مراقبين وفريق عمل مهني يشرف على تنفيذ تلك الخطة الدولية – العربية، ولكن لا تزال سوريا تقف موقفا عدائيا من د. ناصر القدوة الذي تم اختياره كنائب لكوفي عنان، ترفض دمشق التعامل مع النائب العربي في حين تتعامل مع أي أجنبي في بعثة عنان، سلوك لا يستقيم مع مرحلة الانعطافة العقلانية  في السياسة السورية، فدكتور القدوة الفلسطيني الجنسية والهوية والديبلوماسي المحترف وصاحب رؤية موقف، ربما أكثر حرصا على سوريا من كثيرين تستقبلهم دمشق.. رفض سوريا لاستقبال د. القدوة بذريعة ساذجة ومعيبة، تشترط أن تعتذر الجامعة العربية عن موقفها من سوريا قبلا.. موقف لا يستقيم مطلقا مع 'رحلة الصواب' التي تتحدث بها الخارجية السورية، فمن يستقبل عنان موفدا دوليا لا يحق له الاعتراض على نائبه..

من مصلحة دمشق أن تعيد تصويب الخطأ السياسي تجاه التعامل مع دور القدوة ومكانته،  فموقفه سيكون أكثر قربا للإنسان العربي من غيره، وربما يكون له أثر إيجابي ما يفوق 'الغريب'، وقد يكون فرصة لخطوة تصالحية بين الحكم السوري مع الإنسان العربي المصاب بهاجس الحرص على الدولة لكنه لا يقف مطلقا مع 'الاستبداد' الذي يسود الموقف الداخلي للقيادة السورية، ليس مبررا ولا مفهوما أن تبقي دمشق على موقفها من رفض استقبال د.ناصر القدوة بعد أن أقر مجلس الأمن إرسال بعثة مراقبة دولية جديدة، تترك قرارها وتقريرها بمن هو 'غير عربي' وعروبة القدوة لا تحتاج لشهادة من أحد.. خيرا لسوريا أن تستقبل نائب عنان وتفتح خطوطا حقيقية لتنفيذ ما يحمي سوريا الوطن والدولة.. وأن تكف عن سلوكيات من ماض قد يؤدي بسوريا إلى الدمار..الموقف من د. القدوة لا يستقيم مع الحديث عن العروبة والقومية، خاصة أن الرجل ليس نتاجا لـ'تيار النفط السياسي'، لا موقفا ولا سلوكا..

ملاحظة: بشرنا د. عريقات أن المبعوث الأمريكي هيل لم يأت بجديد..وما الجديد هنا يا 'كبير المفاوضين' ..!

تنويه خاص: لو صدقت التقارير الروسية عن دور أمير قطر في 'جريمة حرب' اغتيال القذافي سيكون من حق أسرة العقيد الراحل أن تلاحق الأمير في 'المحكمة الجنائية الدولية'.. جريمة لا تنتهي بالتقادم..

 

تاريخ : 22/4/2012م  

اخر الأخبار