في فلسطين الاطاحة بالنظام أم برأس النظام ؟

تابعنا على:   23:03 2015-01-29

د. طلال الشريف

النظام معطل وعاجز عن تحقيق الوحدة وعودة غزة وإنهاء معاناة أهلها هذا إذا كان هناك أصلا هدفا لإنهائها لدى أي من المنقسمين والمنقلبين أو حتى أي حزب أو جماعة على الخارطة السياسية الفلسطينية.

هناك جزء من الفلسطينيين يريدون عودة غزة ولا يريدون حماس في الحكم وهم لا يريدون الفوضى وضعف الحال الفلسطيني وهناك جزء آخر في غزة بنظرة سطحية للوظائف بعد أن صادرت حماس الوظيفة العمومية واحتكرت التجارة لحمساوييها.

للأسف المؤسسة الرسمية وغير الرسمية الحكومية وغير الحكومية طرأ عليها تغييرات أنانية شخصية حادة وتزداد حدة في وقت بهتت فيه اهتماماتهم بالصالح العام والجمهور ولم تعد لديهم الروح الوطنية والثورية التي تدفعهم للمشاركة في التغيير وجلسوا كالمتفرجين على الحياد ينتظرون ما ستؤول اليه الامور ويحافظون على مكاسبهم في ظل الانقسام.

هناك جدل كبير في جماعة الناس التي تسمى بالشعب الفلسطيني وعلى رأسها سؤال كبير يقول هل الاطاحة بالنظام أم برأس النظام هو الحل ؟

بعد أن غدت المصالحة ليس حلا ممكنا وان حدثت فستعيد ترتيب عناصر الأزمة ويتواصل التدمير للذات والمجموع.

لا فائدة لتكرار التشخيص مادام العلاج غير متوفر والجميع يعرف التشخيص ونتائج إزمان المرض والمضاعفات غير المرتجعة التي أدت لضمور الحياة الفلسطينية بكل أبعادها وقد يكون الطريق إلى الاستسلام الكبير والهزيمة النهائية للمشروع الفلسطيني في سابقة تاريخية فريدة وهنا لا حاجة للمأزمين من استلال سيوف الادعاء بأننا صامدون وهي حكاية لم تعد تفيد في الوضع البائس والخطير الذي أوصلتنا إياه ثلة من فطاحلة السياسة من رأس النظام إلى أقدامه.

إهدأو أيها الحالمون كذبا بأنكم رجال سياسة وثقافة ومجتمع فسراويلكم مخزوقة بالفشل وعقولكم وسلوككم ﻻ يتناسب مع القدرة على الخروج من المأزق والمأساة التي كانت من صنعكم بعد الاحتلال حيث للمرة الأولى يفقد شعبنا الفلسطيني البوصلة ونظامه يتعفن منذ ثماني سنوات وهو في حالة تحلل.

محاولة استعادة الاحترام والالتزام من شعبنا تجاه حكومة التوافق ورأس النظام والاحزاب الفاشلة دون رضى الشعب ومساندته باتت في الميزان وبلغ شعبنا اللحظة التي لم يعد ممكنا فيها للاستماع لكم والسير وراءكم .

هذا النظام بكل معارضيه ومواليه ومؤيديه بات يحتاج إلى ثورة وتغيير ليس فقط بالأسماء بل بتجديد الفكرة والنهج والشخوص بالمجمل والقطع وكلكم تعرفون أن الشعب قد رفضكم ولكن الحديد والنار التي لا ترحم منكم تؤجل قدرته على اسقاطكم وحتما سيسقطكم.

هذا النظام الذي يحمل تناقضات واختلافات مرضية لا يعكس مفاهيم علوم السياسة والاجتماع في التعددية المفيدة كما هو معروف بل تعكس تعددية كيس المال السياسي البغيض التي ليس لها علاقة بواقع الصراع وما تظهرونه من وجه مزيف لتحرير فلسطين يتناقض تماما مع ما تفعلونه بشعبنا وقضيتنا .

في فلسطين دوامة تناقضات صارخة تعطل الوحدة والوصول للهدف أولها عدم توفر ارادة للاحزاب والسياسيين وكلكم تحملون اجندات الدافع والممول. لا إرادة حقيقية لشعبنا فهي مصادرة بقوة سلاحكم وغطرستكم من نظام متهالك يدعي الجميع فيه حرصه على الانضباط كذبا وسفاهة وينفذ سياسة حزبه التي عبثت وتعبث في مكونات هذا النظام نحو الفوضى والدمار وأخطرهم من يدعو لتأجيل الانتخابات أقوى مطالب شعبنا ومستحقاته وتأجيل المؤجل إلى أجل غير معروف.

هذه الحالة القائمة على الالتباس والكذب والجهل لابد أن تنهار على رؤوس صانعيها في لحظة ما وقريبا وهذا الاحتقان والاستنكار الشعبي بلغت ذروته وضخامته درجة لا ولن يستطيع عباس وحماس والنظام السياسي بمجمله الاستمرار معها وقتا طويلا.

المنطق العنيد الخاص بمعاناة الناس بدأ يعبر عن نفسه فعلى مدى الشهرين الماضيين فقدت حكومة التوافق ومن شَكَلها حظوتها واعتبارها وانضمت لطابور القادة الفاشلين السابقين ونزل الناس للشارع في كثير من المناسبات ليعبروا عن التذمر ولم يعد الصبر لتذليل الخلافات بين عباس وحماس وباقي المكونات كاف فقد استنفذ الشعب الصبر ولم ولن تعود محاولات التسكين بزيارة أو التلاعب بالكلمات وتبادل الردح والاتهامات واجتماعات الفصائل مجدية بعد أن توقفت الجماهير عن الاصغاء والثقة في المجموع.

الجماهير تزداد أعدادها في الاصغاء لمن يتحرك من أجل الانقاذ والتغيير والحراك الفتحاوي خير دليل على ذلك في تنظيمه وينتظر الاخرين للتحرك لتغيير الحال معه.

أما الاجابة على السؤال المطروح هل اسقاط النظام أم رأس النظام هو الحل ؟

نقول في الحالتين مخرج للازمة أما في حالة اسقاط النظام بما فيه حماس يتطلب ثورة يشارك فيها الثوريين عند تركهم أحزابهم الفاشلة ويتعاونوا على قلب الطاولة ومعهم شعبهم وهذا ليس مستحيلا وأما اسقاط رأس النظام فالمطلوب بعد التحرك والحراك الفتحاوي أن تدعم الاحزاب الوطنية وتقف بجانب الحراك للإطاحة بعباس ورفع الغطاء عنه وهذا أيضا ليس مستحيلا .. هل تقرأ الاحزاب الواقع جيدا؟

اخر الأخبار