إسرائيل في مواجهة المتغيّرات السورية

تابعنا على:   14:45 2015-05-29

رندة حيدر

بدأ يبرز في الفترة الاخيرة تعامل إسرائيلي مختلف مع الواقع الاستراتيجي الجديد الآخذ في الارتسام في سوريا. لم يعد النقاش يدور حول احتمالات سقوط نظام الأسد، أو انتصار محور إيران – الأسد- "حزب الله"، بقدر ما صار الموضوع أي سوريا هي اليوم في مواجهة إسرائيل بعد التمدد الكبير لتنظيم "الدولة الإسلامية" عقب سيطرته على مدينة تدمر، وبعد توحد فصائل المعارضة ضمن اطار "جيش الفتح" والانجازات العسكرية التي حققها على اكثر من جبهة.

تشير التقديرات الإسرائيلية الى ان حال التعادل التي سادت في السنتين الاخيرتين في المواجهات الدائرة في سوريا بدات تميل لمصلحة قوى المعارضة بعدما كانت قبل فترة تميل لمصلحة النظام السوري وحلفائه. لكن هذا لا يعني في راي عدد من الخبراء الإسرائيليين ان قوى المعارضة قادرة في مدى منظورعلى حسم المعركة لأن إيران لن تسمح بسقوط نظام الأسد وستبذل جهداً كبيراً للحؤول دون ذلك سواء من خلال تقديم المساعدة العسكرية المباشرة أو من خلال تكثيف مشاركة مقاتلي "حزب الله" في الدفاع عن المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام.
غير أن التطورات الاخيرة بدأت تطرح على إسرائيل بصورة ملحة مسألة التعامل مع واقع سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" والتنظيمات الاخرى ذات التوجهات الإسلامية الراديكالية على نحو 50% من الاراضي السورية بما فيها منطقة الجولان السوري البالغة الاهمية بالنسبة اليها.
ليس سراً ان إسرائيل سعت خلال السنوات الاخيرة الى مدّ جسور مع قوى المعارضة غير الإسلامية التي تمركزت بالقرب من السياج الحدودي في الجولان ومع المجموعات المحلية المسلحة الاخرى التي تقاتل الأسد، كما اقامت مستشفى ميدانياً لاستقبال المصابين في المعارك، وقدمت خدمات طبية للسكان في محاولة لاستنساخ تجربة الجدار الطيب الذي اقامته في جنوب لبنان خلال الحرب اللبنانية. لكن ذلك لا يقدم عناصر كافية لاستراتيجية واضحة المعالم لمواجهة الوضع المعقد الناشىء، وللتعامل مع الفسيفساء التي تتشكل منها قوات المعارضة.
في تقدير خبراء إسرائيليين ان توحد فصائل المعارضة الإسلامية في محاربة نظام الأسد هو امر موقت ونتيجة سياسة اقليمية متفق عليها بين السعودية والأردن وقطر وتركيا، وهم يتوقعون عودة الخلافات والنزاعات الدموية بين هذه التنظيمات على النفوذ من جديد. لذا فان اي خطة إسرائيلية مستقبلية للتعامل مع هذا الواقع في رأيهم يجب ان تستند الى تفاهم مع محور الدول السنية المعتدلة الداعم لتلك التنظيمات.
تضع التغيرات في سوريا إسرائيل امام تحديات غير مسبوقة، فهل تملك حكومة نتنياهو اليمينية القدرة على مواجهتها ؟

عن النهار اللبنانية

اخر الأخبار