«الإخوان» في دائرة «داعش»!

تابعنا على:   13:35 2015-07-03

صالح القلاب

 من المفترض ألَّا يفرح الإخوان المسلمون, عندنا هنا في الأردن وفي كل مكان, ويقيموا الأفراح والليالي الملاح احتفالاً باغتيال النائب العام في مصر هشام بركات فالعنف لعبة خطيرة وهي دلالة على أنَّ أي تنظيم يتّبع مثل هذا الأسلوب الدموي الذي قد يربك الجهة التي ينتمي إليها «المُستهدف» لكنه بالنتيجة سيصبح وبالاً على الحزب السياسي الذي يمارسه.. وهذه التجارب التاريخية في هذا المجال أمامنا وهي على هذا الصعيد متوفرة لمن يريد أن يستفيد من عبر التاريخ .
لم يُخْفِ الأخوان المسلمون, هنا عندنا وفي كل مكان, فرحتهم بما جرى ويجري بمصر من إراقة دماء بريئة وكل هذا مع أن التنظيم الأم في مصر قد أصدر بياناً, بعد اغتيال النائب المصري العام يوم الجمعة الماضي, قال فيه, بينما أعضاؤه يرسمون ابتسامات الشماتة والفرحة على شفاههم وبخبث واضح, إنه يستنكروا «الإرهاب» وبالتأكيد فإنه لا يعتبر ما قام به إرهاباً .
إن عين الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال ولعل ما غدا معروفاً للقاصي والداني وبخاصة للشعب المصري هو أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» هو الاسم الحركي لـ «الإخوان المسلمين» ومثله مثل ذلك «النظام الخاص» الذي نفذ هؤلاء باسمه كل الاغتيالات التي نفذوها في خمسينات القرن الماضي وقبل ذلك وبعد ذلك ومن بينها كما هو معروف اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا وأيضاً محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في عام 1954 .
لا يوجد تنظيم اسمه: «أنصار بيت المقدس» لا فلسطيني ولا غير فلسطيني والمعروف أنَّ هذا التنظيم لم يُلق ولو حجراً صغيراً في اتجاه إسرائيل مع أن المفترض, إذا كان فعلاً يستوطن في سيناء, أن متفجراته وقنابله موجهة إلى: «العدو الصهيوني» وليس إلى جنود وضباط الجيش المصري وإلى رجال القضاء وإلى الأبرياء الذين يخرجون من بيوتهم بحثاً عن لقمة العيش ويعودون إلى أطفالهم أشلاء وأجساداً ممزقةً .
لقد وضع الإخوان المسلمون, بإتباع العنف وممارسة الإرهاب بأبشع أشكاله, أنفسهم تنظيماً وقيادات وأفراد في دائرة «داعش» فالمواطن المصري لا يجد مبرراً على الإطلاق لدوامة العنف التي أدخل هؤلاء مصر فيها وهو لا يجد مبرراً لإستهداف الجيش المصري جنوداً وضباطاً واستهداف الأجهزة الأمنية المصرية واستهداف القضاة الذين يقومون بواجبهم تجاه المصريين كلهم بما فيهم «الإخوان» الذين لا شك في أنهم قد مروا بفترات صعبة وبخاصة في سنوات لجوئهم إلى العنف والإرهاب من خلال جناحهم العسكري السري.. «النظام الخاص» .
ويقيناً لو أنَّ الإخوان المسلمين لم يتبعوا أهواء «مجانينهم» ويضعوا أنفسهم في دائرة «داعش» ولو أنهم أخذوا برأي عقلائهم وابتعدوا عن لعبة الموت هذه التي يمارسونها الآن ضد شعب مصر وجيش مصر لكانوا استقطبوا عطف هذا الشعب الطيب والمتسامح ولكانوا وجدوا من يقف إلى جانبهم ويدافع عنهم لكنهم فعلوا عكس هذا فوضعوا تنظيمهم وأنفسهم على بداية طريق النهاية.. وهي نهاية من الواضح أنها ستكون قريبة .
عن الرأي الاردنية

اخر الأخبار