طلاب الثانوية العامة وأزمة اختيار التخصصات الجامعية !!

تابعنا على:   01:02 2015-07-06

شاكر جوده

الثانوية العامة بداية حياة أم نهاية حياة .. قد تكون وقد تكون .. فهي حكايات الفرح في بيت والحزن في بيت آخر .. لا عجب فقد شكلت الثانوية العامة لنا ولأبنائنا ومنذ القدم معضلة وأزمة كبيرة ، وباتت الخط الفاصل لطالب الثانوية العامة بين الطفولة والرجولة ، و بين فرحة النجاح وألم الفشل لذويه .. فعلا مشكلة كبيرة نتاج عقم وفشل نظام التعليم العالي في وطننا.. والتي كثيرا ما كانت السبب في فقداننا لخيرة أبنائنا . عموما لم يكن الفشل في الثانوية العامة وحده فقط السبب في اشكالياتنا ، فقد يكون النجاح أيضا وفي بعض الاحيان سببا لإشكالياتنا .. والتي يأتي في مقدمتها عدم قدرتنا مع أبنائنا على اختيار التخصص ومكان الدراسة الأنسب لهم و لإمكانياتهم .. الناجم عن عدة أسباب ، يقف على رأسها في البداية عدم قدرة المسئولين عن التعليم الثانوي من توجيه طلاب الثانوية لكيفية اختيار تخصصاتهم في المستقبل ، ويليه في الأسباب الضعف المتمثل في قدرة الجامعات على ارشاد الطلاب لكيفية اختيار تخصصاتهم والذي ينجم عنه تغيير أكثر من 40% من الطلاب لتخصصاتهم الجامعية في السنة الأولى حسب احصائيات التعليم العالي ، ويليه في الأهمية ارتفاع نسبة البطالة العالية بين الخريجين الجامعيين من كل التخصصات في سوق العمل والناجم عن التخبط في العلاقة بين التخطيط للتخصصات الأكاديمية وتحديد احتياجات سوق العمل ، ويعتبر من بين الأسباب السبب الأكثر أهمية المتمثل في تأثير العادات والتقاليد التي أعطت ميزة لبعض التخصصات أكثر من غيرها لدى ذوي الناجحين في الثانوية العامة .. حيث يميل الأهل لتوجيه أبنائهم نحو تخصصات الطب والهندسة طمعا في تحقيق مكانه اجتماعية أعلى للخريج ولذويه .. ختاما تعتبر هذه الاسباب متفرقة أو مجتمعة هي السبب في تعظيم مشكلة الاختيار لدى طلبة الثانوية العامة لتخصصاتهم الجامعية واختيار الكلية والجامعة والمكان محليا أو خارجيا . ومن هذا المنطلق ومن خلال ما تم ذكره سابقا وما سيتم استعراضه لاحقا سنقوم بمحاولة توجيه أبنائنا لاختيار الانسب لهم ولإمكانياتهم وقدراتهم الفكرية .

عموما لا أحد ينكر بأنه لدينا فائض في اعداد الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي حيث بلغ عدد الملتحقين في التعليم العالي حوالي ( 214 ) الف طالب حسب احصائية (2013 و2014 )، منهم 60 الف طالب وطالبة ملتحقين بحامعة القدس المفتوحة لوحدها، اضافة الى الكم الهائل من المؤسسات الجامعية والكليات التي تشكل قوام التعليم العالي الفلسطيني والتي تواجه اقبالاً شديدًا من قبل الطلبة على دراسة تخصصات بعينها دون الاخرى لاعتقادهم أن هذه التخصصات تساعدهم في الحصول على وظيفة في المستقبل، الامر الذي ادى الى تكدس عدد الخريجين في كافة التخصصات و ارتفاع نسب البطالة في صفوف الخريجين بنسب كبيرة جدا تتراوح ما بين 15% في بعض التخصصات و قد تصل في تخصصات أخرى الى 65% الامر الذي يتوجب اعادة التفكير في اختيار التخصصات ، عموما لا يوجد حلولا سحرية لاختيار التخصص يمكن أن نقدمها ولا ضمانات للحصول على وظيفة بعد التخرج ، لكن انطلاقا من ضرورة اعادة التفكير في هذا الموضوع بمنهجية أخرى ، مفادها أن فترة الدراسة قصيرة جدا مدتها أربع سنوات أو ما يزيد .. فهي ليست كل العمر وعليه يجب ان نوجه الطالب لضرورة اختيار تخصصا لمهنة العمر وأن نترك له الحرية باختيار التخصص الذي يود العمل به كل حياته ، لانه عندما يختار التخصص الذي يحبه سيبدع في مجال الدراسة والعمل مما سيساعده في تقدم صفوف الخريجين في مجاله الأمر الذي سيسهل عليه الحصول على فرصة عمل في تخصصه الذي يتفوق به . اضافة الى انه لدينا في جامعاتنا كافة التخصصات والكفاءات الأكاديمية مما لا يستدعي التفكير بالدراسة في الخارج ورفع تكاليف الدراسة بلا داعي ، اضافه لانه وبسبب صعوبة الحياة يمكن لحملة الثانوية العامة غير المقتدرين والموظفين الالتحاق بالتعليم المفتوح من خلال جامعة القدس المفتوحة الذي يمكنهم من العمل بجانب الدراسة وبذلك تعتبر هذه من أنسب الحلول لمن يحتاج للعمل بجانب الدراسة . وبناء على كل ما تقدم يمكن لأبنائنا الاعزاء من اختيار التخصص والجامعة الأنسب لهم بمعزل عن تأثير العلامة المرتفعة التي قد تغري الطالب في دراسة تخصص أعلى قد لا يحبه فلا ينجح فيه ، وبعيدا عن تأثير أصدقاء له في نفس الكلية فعند التخرج تبقى وحيدا مع التخصص ولن تنجح فيه في حياتك ، وبعيدا عن رغبات الاهل ، فهو الذي سيعمل في هذا المجال وليس الأهل ويجب أن لا ينسى الطالب بان الجميع في النهاية سيحاسبه على سوء اختياراته للتخصص لذلك يجب أن يفكر كثيرا عند اختياره لمهنته التي ستلازمه كل العمر.

اخر الأخبار