مركبة مخرومة وآيلة للضياع

تابعنا على:   19:14 2015-07-06

عزيز بعلوشة

عاشت الأراضي الفلسطينية "الضفة وغزة" ثمان سنوات محشية بالمر ومغلفة بالعلقم , وما زالت عجلة الزمن تدور , والفرقاء ماضون في طريق الفرقة ويتفننون بزخرفة دروب العداوة, ووضع العراقيل وصناعة العقبات من أجل تسمين مصالحهم فقط، فأهل غزة عادت بهم الأيــــــــــام الى النكسة والنكبـة والهجرة واللجوء نتيجة الحرب الأخيرة ، وفتحت لهم مخيماتٌ في المدارس، ومجمعاتٌ فلسطينية ، حشر فيها الفلسطينيون،"بالكرافانات " بيوتاً صغيرة من الصفيح، بعد أن عاشوا لأيامٍ طويلة في الخيام، في العراء تحت الشمس أو في ظل البرد والمطر، وما زال المغلوب على أمرهم يعانون الألم بكل ألوانه ولم يكن لهذا الألم والحزن والوجع تأثير على الفرقاء ولم يحرك مشاعرهم وأحاسيسهم ,علماً أن نصف مجموع سكان غزة تغلغل بهم الاحباط والاكتئاب كلُ بفعل سنوات الانقسام المستبدة الظالمة التي غابت وتاهت واختفت منها الرحمة , ولأن الرحمة غُيبت من قاموس الساسة الفلسطينيين حتى عباداتهم أصبحت أقوالاً لا أفعالاً, تردد لمسامعنا كثيراً عبارة المصالحة المصالحة المصالحة ولم يتحقق منها شيئاً سوى التغني بها في الأسواق والدواوين والفضائيات , ولن تتحقق ولن يتحقق منها شيء , لأن خطواتها غير صحيحة ويشوبها الكثير من اللغط والاستفزاز, لأنه قبل أن نصدق أن هناك مصالحة فلسطينية شاملة , يجب أن تسبقها خطوات لتفرش البياض ونستقبل المصالحة فعلى حماس أن تتخلى عن ارتباطاتها ببعض أطراف السوء, الذين يعطلون المصالحة , كما يجب انجاز المصالحة الفتحاوية الفتحاوية لأن الطرف الفتحاوي الغزي هو الطرف الأصيل والمؤثر في تسيير المصالحة المجتمعية الفلسطينية حتى يصل بنا القطار الى بر الأمان , وهو الطرف الذي سيساعد في انجازها , وهو الذي سيقبل بالطيبة والتطييب, فالطرف الغزي الفتحاوي تم شطبه من المعادلة وهذا أمر سيجعل الأمور في اتجاه لف الدوالي وكأنك ياأبوزيد ما غزيت وسنرجع نقول : يجب جلوس الطرف الفتحاوي الغزي على طاولة المصالحة المجتمعية لأنه هو صاحب العصا والقول والفصل والأصل, والطرف الأول في الطيبة , أما اذا تحدثنا عن دوامة فك الحصار والميناء والمطار والاعمار والدور القطري التركي والدور السويسري سنحتاج الى مجلدات , وسنعود الى قصة الدجاجة والبيضة , أي بمعنى سنفتح باب المناكفات والردح على الغارب, أما في قضية التمثيل نحن الفلسطينيون في الوطن والشتات متمسكون بوحدانية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لنا والسلطة الفلسطينية التي يعتبرها البعض سلطة إدارة ( ودفع ) المستحقات في شطري الوطن , في الحقيقة نحن سممنا واقعنا ورضينا بالمهاترات التي حتمنا ستختفي , حتى يكون لنا أمل في هذا الزمان الأغبر الذي تعددت مسميات الرؤوس من أجل أن يستمر السم بالتدفق على الكروش نتيجة ذلك أصبحنا ملطشة للجميع ,لأننا غيبنا العقلانية فينا , وأصبحنا نسمع لهذا الأمير وذلك الغفير ,وأصبحنا نتسوق سياسة من المطبخ الاسرائيلي ونريد التخلص من الرئيس أبومازن , لتصفية المشروع التحرري الفلسطيني حتى أصبحت حماس تتحدث عن الاطار القيادي لمنظمة التحرير وتناست تأسيسها في 2يونيو بالقدس ولم تكن حماس موجودة ضمن الخارطة السياسية لانها انطلقت في 14/12/1987, حماس تريد السيطرة على منظمة التحرير والسلطة وشطب الفصائل وبعدها ستتنازع مع الشعب لأنها ترفض الاندماج والانصهار مع كل أطياف المجتمع , كما أن حماس تجهل كيف تم علفها في 2006, لتكون أحد اركان المربع السياسي الفلسطيني , حتى أصبحت تدور في فلك المواكب والفنادق والثروات والاستثمارات والرواتب والرتب والمغانم , نجحت اسرائيل وأغرقتنا في الجانب الاجتماعي الداخلي وأصبحت تنظيماتنا الفلسطينية تتسابق في زخرفة لوحات الشكر للأمارات والسعودية ولقطر وتركيا , حتى الجيل القادم سيكون من انتاج ودعم ومساندة هذه الدول لأنها ساهمت في دعمها لأفراح شباينا وساندتهم بالزواج على هذا سيكونون هم أصحاب الفضل في انجاب الجيل الجديد الذي سيضرب المقاومة بكل أشكالها , وسيكون جيل يبحث فقط عن كرشه , ومن المفارقة العجيبة أصبح لنا نائب عام في غزة ونائب عام في الضفة, وحكومة أمر واقع في غزة وحكومة في الضفة , وللأسف أصبح الفلسطينيون بكل مكوناتهم عاجزين وغير قادرين على امتلاك زمام أمور قضيتهم وامتلاك قرارهم الوطني المستقل ،وعندما يفتقر الشعب لقيادة وحدة وطنية وسلطة محل توافق وطني ،وعندما يستمر الانقسام لسنوات بدون حل ،وعندما يعجز النظام السياسي الفلسطيني عن توفير الحد الادنى من متطلبات الحياة الكريمة ذلك يؤكد أننا نعيش الفشل وغارقين فيه من ساسنا الى راسنا, وعندما يتم التمييز بين اخوة اثنين أحدهما في غزة والثاني بالضفة في الحقوق من علاوات وترقيات وما شايه ذلك من حقوق لاستكمال الدائرة الحياتية. ,

وعندما يقوم هذا القائد أو هذا النائب بالتعدي بألفاظ بذيئة على راس الهرم الفلسطيني تكون الكارثة فمنهم من وصفه بالرئيس غير الشرعي ومنتهي الصلاحية , ومن وصفه بالمراوغ , وعزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لفتح صرح بأنه توصلنا الى طريق مسدود مع حماس بخصوص تشكيل حكومة الوحدة, ومجلس الوزراء الفلسطيني بكل برود التنفيذية هي التي تقرر مستقبل الحكومة , " وفرض الضرائب بغزة غير قانوني " بصراحة شيء مذهل وابداع خارق فقط فرض الضرائب غير قانوني , يعني كل شيء في غزة خاضع للقانون ما عدا فرض الضرائب , الى متى هذا الغباء والموظفين الشرعيين مستنكفين يا رئيس الوزراء يعني سيادتك مغيب وانت لا تدري بأنه لا عودة للموظفين حتى لو انتزعت قرار من مجلس الأمن الدولي لأن الموظفين أُجبروا على الجلوس في بيوتهم بالقوة وبمداس حماس, كما أن السيد رئيس الوزراء تناسى يوم فرضت الاقامة الجبرية على أركان وزارته بغزة فماذا فعلت يامعالي رئيس الوزراء, ووزير الداخلية حينها سوى أنك قلت: حسبني الله ونعم الوكيل ", والشعبية بعد غفلتها صرحت أن اغلاق شركة جوال يعزز الانقسام ويؤكد على وجود حكومة موازية بغزة , وعلى هذا أن قبل ثمان سنوات لم تكن حكومة موازية بغزة كلام سليم , ودرجة للأعلى مع الحصول على جائزة . من اللجنة التنفيذية, التوافق ضروري على حكومة وطنية لا شرقية ولا غربية تكون فلسطينية بالتمام والكمال وتجسد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين على الأرض بدلا من أن يكون أوراق في أروقة الأمم المتحدة هذا يعني التحرر وتكون قادرة على انهاء الانقسام ’ وارجاع كل المظلومات الى أصحابها كتفريغات 2005 والعلاوات والترقيات لكل موظفي غزة الذى ظلمهم الزمن والقيادة, لأن المطلوب حكومة وحدة وطنية أي الوزراء وطنيون وسيكون عملهم وطني لفلسطين ومطلوب التضحية من اجل انقاذ فلسطين من أمراضها , أي الوزراء مسنسلين من العم والخال والمرضعة , ويشترط ". أي وزير يحمل جنسية غير الفلسطينية مرفوض ووطنيته مشكوك بأمرها ولا تناسبنا, علنا نحافظ على المركب الفلسطيني من الضياع.

اخر الأخبار