العشق الجميل (صلاح صبحية )

تابعنا على:   13:38 2016-04-29

مضت في طريقها بكامل بهيتها ، أعجب بها كل من رآها ، فكانت معشوقة الكثيرين الذين نظموا فيها قصائد عشق وحب تفوقوا فيها على كل شعراء المعلقات، وجعلوا نزارا يصطف خلفهم من عجب ما قالوا في معشوقتهم التي رأوا فيها حقيقة ذاتهم، لكن المعشوقة الجميلة تمردت على عشقهم لها فجعلت من نفسها قبلة صلاة لهم، فضاعت جهاتها واتجاهاتها، فركع لها من ركب سفينة هواها ، وأبى آخرون أن يكونوا عبيدا في بلاط عشقها، فالعشق ليس عبودية وإنما علاقة مقدسة تهب العاشقين نظم قصائدهم الجميلة لتكون قمرا منيرا في حلكة الليالي المظلمة، وما بين عبودية العشق وحريته تشوه وجه المعشوقة بالتجاعيد التي حفرتها تلاوين المساحيق التي ما أبقت منها سوى جمال ماضيها، لكنها أبت أن تقف أمام المرآة تتأمل وجهها الذي شوهته بهروبها من حقيقة ذاتها، هو الغرور الذي يهوي بصاحبه في واد غير ذي زرع فلا يحصد إلا الخسران المبين، فالجميلات ليست هن اللواتي يتجملن بالمكياج وإنما هن اللواتي يتجملن بطيب الروح والنفس، الجميلات هن من ينطقن بصدق الكلمات التي تصبح سراجا ينير دروب الآخرين، فيا أيتها المعشوقة عودي إلى طهرك كي نزداد لك عشقا جميلا حتى نصل معا إلى حلمنا الذي روادت به نفوسنا به منذ أن كنا لك عاشقين.

اخر الأخبار