يديعوت: انتهى زمن أبو مازن… فليعد المفاتيح!

تابعنا على:   13:32 2016-06-27

أمد/ تل أبيب: نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية مقالا للصحفية سميدار بري، تحت عنوان "انتهى زمن أبو مازن" جاء فيه:

إذن سممنا آبار المياه، أم أن هذا «خطأ» وإسرائيل لا تتآمر للتخلص من عشرات الآلاف من الفلسطينيين بواسطة مياه شرب مميتة؟ إن الفم الذي اتهمنا هو الفم الذي تراجع أمس بهمس. فالامر منوط بالمنصة التي يختارها لتوجيه الاتهامات ومن أي جهة يتراجع ويعترف بـ»الخلل».

يا أبو مازن، محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ورئيس الكيان «في المناطق المحتلة»، إذا كان هذا التعريف يهدئ روعك أكثر: إرحل، كفى، انتهى زمنك. فقد أثبت أمام العالم الواسع بأنك حقا لست شريكا. مللنا سماع صوتك. والضرر الذي تلحقه بشعبك أكبر من المنفعة. إقرأ استطلاعات الرأي العام لديكم ـ حتى قبل الفضيحة من على منصة الاتحاد الأوروبي ـ وسترى ماذا يفكر 65 في المئة من أبناء شعبك عن استمرار حكمك وعن مدى شعبيتك في مدن الضفة. في موضوع هذا الاستطلاع لا يمكنك أن تتهم أيادي إسرائيلية وجهت ميول الشارع الذي يبلغك بأن ـ يكفي.. بلا وداع، وبلا إلى اللقاء.

يمكن التخمين بأنه في الأيام القريبة المقبلة ستقع علينا صورتك في مكتبك في رام الله، تغدق دفئا وابتسامات على ناشطي سلام إسرائيليين وتعلن لهم أن وجهتك كانت وستكون دوما إلى السلام، وأنك معني بلقاء نتنياهو وأن كل هذا الموضوع في بروكسل تدحرج إلى «سوء فهم مؤسف». آمل ألا يندفع معسكر السلام هذه المرة إلى رام الله. انتبهوا: حتى في الجانب الفلسطيني فإن مثقفين، رجال أعمال وصحافيين كبارا، يتلعثمون. لا يعرفون كيف يشرحون.

يمكنني بالتأكيد أن أفهم، يا أبو مازن، لماذا ترددت في استغلال الفرصة التي أنت فيها ورئيسنا، ريفلين، موجودين في المكان ذاته، في الوقت ذاته. فالهامسون في اذنك (ونحن نعرف من ومن) حذروك من أن ريفلين لا يتخذ قرارات، وليست له صلاحيات لخوض مفاوضات ومحظور عليه الخوض في المواضيع السياسية؟ ولكن في حارتنا الكل يلمس السياسة. رئيسنا، ريفلين، تلقى ضوءا أخضر من بيبي وجند رئيس الاتحاد الأوروبي لتنظيم اللقاء. لقد عرفت كل تفاصيل ما حصل خلف الكواليس، وأنت أيضا تعرف روبي خاصتنا. ومع ذلك فقد أصررت على أن تسكب الزفت عليه.

فماذا كان لو انتهى اللقاء بمجرد صورة مشتركة؟ لم يكن أحد في الشارع الفلسطيني يخرج للتظاهر ضدك على أنك التقيت ريفلين. العكس، كان يمكنك أن تلوح بهذه الصورة في المقاطعة أو في خطابك في بروكسل وتقول أقوالا لاذعة في حق استئناف المفاوضات والسياقات السياسية. كان يمكنك مثلا، أن تسجل هدفا في مرمى نتنياهو وتجعل طرقا لخداع ريفلين، وإقناعه بأن فمك وفكرك متساويان حقا.

أخمن أنه يثير أعصابك أن تسمع أن إسرائيل (وأيضا مصر، الأردن والسعودية وحتى وزير الخارجية كيري) يستعدون لليوم التالي لرحليك؟ يثير أعصابك أن تقرأ أن ليبرمان يدفع باتجاه محمد دحلان. أحد لا ينسى، عندنا وعندكم، أنه حتى في نظر الدستور الفلسطيني، فإنك رئيس غير شرعي.

انتخب في 2005، ونفدت ولايتك بعد أربع سنوات. ومنذئذ وأنت ترفض إجراء انتخابات للرئاسة، تتمسك بأكبر قوة بالكرسي، وتهدد بالاعتزال ولا تفي. هذا لم يجدِ نفعا معك. الصحة لديك على ما يرام إلى هذا الحد أو ذاك ولكن العمر، 80، و"الرزمة" التي تخلفها تصبح شحنة شاذة. لقد حانت اللحظة للتخلي عن لقب "رئيس الدولة الفلسطينية، حين تقوم".

إذا كان ثمة على الإطلاق حل للنزاع، فإنهم يبقونه لمن يأتي بعدك. هذا هو طريق الطبيعة والسياسة. فهل نقول مرة أخرى؟ كفى، فعلت ولم تنجح في أن تجلب. أعد المفاتيح.

اخر الأخبار