بعد تقدم الجيش السوري في حلب..كيري يتطلع للتعاون مع روسيا لاستناف المحادثات السورية

تابعنا على:   11:50 2016-07-27

أمد/ قالت الولايات المتّحدة، أمس الثّلاثاء، إنّها تأمل أن تعلن في مطلع أغسطس (آب) المقبل تفاصيل تعاون عسكريّ وتبادل لمعلومات المخابرات مع روسيا بشأن سورية، في حين قال مبعوث الأمم المتّحدة لسورية إنّه يسعى أيضًا لاستئناف محادثات السّلام الشّهر المقبل.

وقال وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، إنّ واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفيّ الصّراع السّوريّ في الحرب المستعرّة منذ خمس سنوات،  قد أحرزتا تقدّمًا في الأيّام الأخيرة باتّجاه العمل معًا بدرجة أكبر.

وتتضمّن المقترحات تبادل معلومات المخابرات بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضّربات الجويّة ضدّ جبهة النّصرة، جناح تنظيم القاعدة في سورية، ومنع القوّات الجويّة السّوريّة من مهاجمة جماعات المعارضة المسلّحة المعتدلة.

وجاءت الجهود الهادفة لتضييق هوّة الخلافات بين الولايات المتّحدة وروسيا ولإعادة الحكومة السّوريّة وقوّات المعارضة إلى المفاوضات بعد نجاح القوّات الموالية للحكومة في وضع الأحياء الخاضعة للمعارضة في حلب، تحت حصار فعليّ.

وفي جنيف، قال مبعوث الأمم المتّحدة الخاصّ لسورية، ستيفان دي ميستورا، إنّه يهدف لعقد جولة جديدة من محادثات سورية في نهاية آب/أغسطس، لاغيًا خططًا سابقة حدّدت الموعد النّهائيّ في أوّل أغسطس للتوصّل لاتّفاق على إطار عمل يبحث انتقالًا سياسيًّا.

وقال دي ميستورا للصحافيّين عقب اجتماعه بالمبعوث الأميركيّذ إلى سورية، مايكل راتني ونائب وزير الخارجيّة الرّوسيّ، جينادي جاتيلوف "دعني أقولها بشكل واضح، هدفنا هو المضيّ قدمًا في جولة ثالثة من المحادثات السّوريّة في نهاية أغسطس."

وقال دي ميستورا إنّه يأمل بشدّة في نجاح كيري ووزير الخارجيّة الرّوسيّ، سيرجي لافروف، في تحقيق تقدّم ملموس، لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تحسين الموقف على الأرض وفي مناخ محادثات السّلام لكنه أوضح أنّ مثل هذا التّقدّم ليس شرطًا مسبقًا للمحادثات.

وقالت وزارة الخارجيّة الأميركيّة في بيان بعد اجتماع جنيف، إنّ واشنطن وموسكو حثّتا الأمم المتّحدة على الإعداد لمقترح لعمليّة انتقال سياسيّ على أساس قرارات مجلس الأمن الدّوليّ وإسهامات الأطراف السّوريّة لتكون بمثابة نقطة انطلاق لإجراء محادثات في المستقبل.

وذكر البيان أنّ واشنطن شدّدت على الحاجة إلى ضرورة استعادة "الامتثال لشروط اتّفاق وقف الأعمال القتاليّة، لا سيّما في مدينة حلب، علاوة على الحاجة إلى تحسين وصول المساعدات الإنسانيّة لأنّ التّقدّم الإيجابيّ في هذه المجالات من شأنه أن يحسّن بشكل كبير آفاق نجاح المحادثات.

تشكّك أميركيّ

دافع كيري عن الاقتراح برغم التّشكّك العميق الذي أبداه كبار القادة العسكريّين ومسؤولو المخابرات الأميركيّين، ومن بينهم وزير الدفاع، آشتون كارتر ورئيس هيئة الأركان الأميركيّة المشتركة جوزيف دنفورد، تجاه التّعاون مع روسيا.

وقال كيري بعد لقائه بنظيره الرّوسيّ "آمل أن نكون في مطلع أغسطس في وضع يؤهّلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله على أمل أن يصنع هذا فرقًا في حياة الشّعب السّوريّ ومسار الحرب."

وأثناء المناقشات حدّد كيري مع لافروف المرحلة المقبلة في تطبيق الخطّة وتشمل سلسلة من الاجتماعات على المستوى الفنيّ لتهدئة مخاوف الجيش الأميركيّ ومسؤولي المخابرات.

وقال حلفاء كيري في وزارة الخارجيّة والبيت الأبيض، إنّ هذه الخطّة هي أفضل فرصة للحدّ من القتال الذي أدّى لنزوح الآلاف من المدنيّين السّوريّين، من بينهم مقاتلون مدرّبون تابعون لتنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) إلى أوروبا وعرقل وصول المساعدات الإنسانيّة لعشرات الألوف غيرهم.

وقال دبلوماسيّ غربيّ كبير إنّ نقص الشّفافيّة فيما يخصّ المحادثات الأميركيّة الرّوسيّة مخيّب للآمال وإنّ من الصّعب توقّع أيّ اتّفاق في ظلّ ما قاله الدّبلوماسيّ عن ازدياد استهداف المدنيّين والمستشفيات.

وقال الدّبلوماسيّ "يخاطر الأميركيّون كثيرًا من أجل اتّفاق من المستبعد التزام الرّوس به، شأنه شأن التزامات سابقة تعهّدوا بها."

وذكر دبلوماسيّ آخر أنّ من غير المرجّح أن يفي دي ميستورا بهدفه الجديد، وهو استئناف المحادثات في آب/أغسطس. وقال الدّبلوماسيّ "نافذة الفرصة محدودة للغاية بعد ذلك، التّعاون العسكريّ أصبح شرطًا مسبقا و(محادثات السّلام) لن تتقدّم من دونه."

اخر الأخبار