الانتخابات البلدية

تابعنا على:   00:29 2016-08-27

احسان بدره

اكيد ان تلك الانتخابيات لا ترقى ولا تصل بالأهمية الى الانتخابات التشريعية والرئاسية ولكن هذه الانتخابات تعتبر معركة الصناديق حيث تحدد ارضية كل فصيل وخاصة اكبر فصيلين على الساحة الفلسطيني ( فتــح - حمــاس ) بعد هذه السنوات العشر التي جرى بها ما جرى من اخفاقات وأزمات مفتعلة ومصطنعة واخري فرض علينا بفعل الاجندات الخارجية الداعمة لكل طرف من الاطراف والتي تطوعت من قبل اطراف النزاع لخدم المصالح الحزبية الضيقة وكذلك تطوعت لخدمة مجموعة من المستفيدين لإدارة الوقع القائم خلال عشرة سنوات تعتبر من أسوء سنوات المجتمع الفلسطيني والتي بها سلبت ارادة الشعب وهمشت حريته وقيدت يده واغلقت عليه المعابر وهدمت المؤسسات والوزرات والمقرات الحكومية بفعل ثلاث حروب كفلية أن ترجعنا الى الوراء عشرات السنين وافقدتنا ما حففناه قبل الانقلاب.

وتلك الانتخابات القادمة قد لا ترتقي لمستوى الانتخابات التشريعية او الرئاسية .. ولكنها ستحدد بوصلة الجماهير الى اين تشير ؟

وسوف تكون معركة فاصلة ليست بنتائجها ولكن بمشاركة المواطنين بها التي سوف ترجع من خلالها للجماهير حقها المسلوب في المشاركة في الاختيار وصنع القرار .

والدعاية الانتخابية هذه المرة لا تنفع كثيرا وخاصة اسلوب التخوين والتكفير والكذب وتسويف القضايا وتجمل الواقع الذي هو معروف للصغير قبل الكبير بل معروف لمن يروجوا لهيك وضع وواقع وتجميله بالكذب والهيمنة بالقوة.

وصحيح الدعاية لها من الاهمية لاستقطاب الجماهير حول المرشحين بالأشخاص والقوائم ولكن انا اعتقد أن هذه المرة هي مختلفة لان الواقع خير شاهد وخير دليل واحسن دعاية لما فيه من حقائق ملموسة على الارض لمسها المواطن بل عايشها رغم انفه عشر سنوات .

وهذا لا ينفي استخدام الدعاية ولكن المواطن مدرك ويعلم هذه المرة من سيختار وفق الوقائع والحقائق التي سجلها ووثقها بذاكرته وصورها بقلبه والآن جاء الوقت وقت الاختيار لصاحب الحق وصاحب الاختيار الا هو الشعب والجماهير وسوف يثبت الشعب هذه المرة أن اختياره هذه المرة سيكون بكل حرية وارادة حرة وصلبة وسوف يلفظ كل من تاجر بحريته وبقوت اطفاله وتاجر بدمه خدمة لفرض اجندات خارجية وتمرير مشاريع مشبوهة كانت سوف تبيع وتفرض ما تبقي من الوطن وتضيع الانجازات التي تحققت من قبل .

وسيكون اختيار الجماهير لمن لا يريد للانقسام البقاء ولمن لا يسوف القضايا ويخلق الازمات ويدرها وفق هواه وتحقيقا لمصالحه.

وسوف يعيد الشعب بتلك الانتخابات البلدية والتي ستكون مفتاح للانتخابات التشريعية والرئاسية اعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني بعد عشر سنوات من البعثرة .

هي فرصة الشعب لمحاكمة مرحلة سوداء في تاريخ الفلسطينيين و فرصة لتصويب الواقع واعادة ترميم ما افسدته عشرة سنوات من الحصار والانقسام والرهان على حرية الشعب وتحرير الوطن.

وان إنجاح الانتخابات تحتاج بكل تأكيد الى تكامل أداء الاطراف المختلفة وليس المقصود هنا السياسة بل ايضا النواحي الاجتماعية وعلاج كافة الاشكاليات والازمات بقدر الإمكان ولكن ان من سينجح هذه الانتخابات هو الشعب الذي هو المعني الاول في التغيير والاصلاح ونقول تغيير واصلاح حقيقي لا تغيير بدون اصلاح ونجاح الانتخابات هي بمثابة حماية الخيار الشعبي وضمان بقاء الامل والسعي لتحقيق باقي الاهداف الوطنية .

اخر الأخبار