الخلاف يحتدم بين روسيا وامريكا بشأن سوريا في مجلس الأمن

تابعنا على:   08:28 2016-09-26

أمد/ الأمم المتحدة/عمان - رويترز: وصفت الولايات المتحدة ما تفعله روسيا في سوريا بأنه "وحشية" وليست محاربة للإرهاب في حين قال مبعوث روسيا في الأمم المتحدة إن إنهاء الحرب "بات مهمة شبه مستحيلة الآن" بينما كانت الطائرات الحربية تدعم القوات السورية في قصف مدينة حلب.

ولم يعد مجال على الأرجح لحل دبلوماسي يوقف القتال بعد أن اختلف دبلوماسيو الولايات المتحدة وروسيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد لمناقشة العنف المتصاعد في سوريا منذ انهيار وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي.

وتقول قوات المعارضة التي تقاتل ضد سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على حلب إن أي عملية سلام ستظل هشة طالما لم توقف على الفور ما سمته سياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها قوات الأسد.

واجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأحد لبحث القتال غير أنه يبدو أن الحملة الأخيرة التي شنها الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه من الروس والإيرانيين لتحقيق نصر حاسم في ساحة المعركة قضت على أي أمل في نجاح الجهود الدبلوماسية.

وقالت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة سامنثا باور لمجلس الأمن "إن ما ترعاه روسيا وتقوم به ليس محاربة للإرهاب بل هو وحشية.. بدلا من السعي للسلام تقوم روسيا والأسد بصناعة الحرب. بدلا من المساعدة في إيصال المساعدات التي تنقذ الأرواح إلى المدنيين تقوم روسيا والأسد بقصف قوافل الإغاثة الإنسانية والمستشفيات وأول من يهبون في محاولة يائسة لنجدة الناس وإنقاذ أرواحهم."

كما وجه وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا هجوما على روسيا مؤكدين أنها ربما تدان بارتكاب جرائم حرب.

لكن روسيا دافعت عن موقفها.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين "في سوريا يوجد المئات من الجماعات المسلحة التي يجري تسليحها.. أراضي البلاد يجري قصفها بصورة عشوائية وإحلال السلام بات مهمة شبه مستحيلة الآن لهذا السبب."

 

وربما يكون الهجوم على حلب أكبر معركة في الحرب الأهلية التي سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وشرد حوالي 11 مليون سوري.

*المساعي الدبلوماسية

واستهدف اتفاق بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف لوقف إطلاق النار في التاسع من سبتمبر أيلول إعادة عملية السلام إلى مسارها. ولكن الاتفاق انهار فعليا يوم الاثنين حينما قصفت قافلة مساعدات.

وذهبت نداءات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لروسيا هذا الأسبوع من أجل وقف الضربات الجوية أدراج الرياح وذلك بعد أن توصل إلى هدنة من خلال تحركات دبلوماسية مكثفة استمرت شهورا.

وقدم ستافان دي ميستورا وسيط الأمم المتحدة لسوريا تقريرا للمجلس يوم الأحد. وناشد المجلس إيجاد وسيلة لفرض وقف الاقتتال في سوريا.

وقال "ما زلت مقتنعا أن بمقدورنا تحويل مسار الأحداث. لقد أثبتنا ذلك أكثر من مرة من قبل." مشيرا إلى أنه لن يكف عن محاولة إحلال السلام في سوريا.

وأضاف "أي مؤشر على استقالتي ستكون إشارة إلى أن المجتمع الدولي يتخلى عن السوريين. ونحن لن نتخلى عن السوريين. ولن تفعلوا أنتم ذلك أيضا."

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في مقابلة أذيعت يوم الأحد إن روسيا تسببت في إطالة أمد الحرب في سوريا وربما ارتكبت جرائم حرب باستهداف قافلة للمساعدات.

وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "عندما يتعلق الأمر بأحداث مثل قصف أهداف الإغاثة في حلب فعلينا أن ننظر فيما إذا كان استهدافها قد تم مع العلم أن تلك أهداف مدنية بريئة بالكامل وهذه جريمة حرب."

وندد بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة حسبما جاء على لسان متحدث باسمه يوم السبت بالتصعيد العسكري الشديد في حلب.

وما زال محققو الأمم المتحدة يفحصون مزاعم استخدام الأسلحة الحارقة والقنابل الفسفورية والنابالم في عدد من المدن.

وفي اجتماع عقد في بوسطن يوم السبت طالب كيري ونظراؤه في كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا روسيا باتخاذ "خطوات استثنائية لاستعادة المصداقية لجهودنا بما في ذلك وقف القصف العشوائي من جانب النظام السوري لشعبه والذي تسبب على الدوام وبشكل شنيع في هدم الجهود الرامية لإنهاء هذه الحرب."

وبدا في أغلب الأوقات أن القوى العالمية تتقبل فكرة أن لا الأسد ولا معارضيه من المرجح أن يحققوا نصرا حاسما على أرض المعركة.

لكن قرار روسيا فيما يبدو التخلي عن عملية السلام هذا الأسبوع قد يعكس تغييرا في هذه الحسابات ويوجد وجهة نظر تقول إن النصر لم يعد بعيد المنال على الأقل في المدن الغربية التي تقيم فيها الغالبية العظمى من السوريين.

وتحسنت فرص الأسد قبل عام عندما انضمت روسيا للحرب إلى جانبه. ومنذ ذلك الحين عملت واشنطن بجد على التفاوض على السلام مع موسكو مما أسفر عن اتفاقين لوقف القتال. لكن الاثنين لم يطل أمدهما إذ لم يبد الأسد -الذي ربما يكون قد استشعر تغيرا يقود إلى المزيد من الانتصارات في المعارك- أي ميل للحلول الوسط.

وتقول موسكو إن واشنطن لم تنفذ ما عليها في أحدث اتفاق بفصلها المعرضة التقليدية عن الإسلاميين المتشددين.

وطرد المقاتلون المعارضون للأسد إلى المناطق الريفية خارج حلب. ومع ذلك فإنهم ما زالوا يشكلون قوة قتالية فعالة وهو ما أظهروه بتقدمهم يوم السبت.

اخر الأخبار