ديان المتآمرة المتجنحة.. اقطعوا راتبها وسودوا حياتها!

تابعنا على:   09:37 2016-11-09

كتب حسن عصفور/ لأن "المهازل" لا تقف عند شخصية ما أو نظام ما، يخرج رئيس وزراء دولة الكيان الاسرائيلي ويتهم صحفية واعلامية بارزة بأنها "تقود مؤامرة" ضده وضد حكومته، "يسارية متطرفة لا تملك أي ذرة من النزاهة والشفافية.."

"المتغطرس" نتنياهو تحدى الصحفية أن تذيع رسالته على الهواء، فما كان منها سوى ذلك، فذهبت الى مقر نتنياهو ومن أمامه قرأت نص"رسالة الشتائم والتخوين" على الهواء مباشرة لمدة 6 دقائق في سابقة اعتبرتها وسائل الاعلام العبرية غير مسبوقة..

ولأن "الفرد المتغطرس"، مهما كان اسمه بيبي، جورج أو محمود، لا يفكر الا بأنه "الحاكم المطلق"، لم يتوقع رد فعل "شفاف ونزيه" من الصحفية، والتي قالت أن كل ما ورد برسالة نتنياهو يؤكد ما ذكرته في تقريرها "الاستقصائي"، على طريقة عمل مكتب نتنياهو..

ومن أبرز ما جاء في تقرير تلك الاعلامية، كشفها  أن "نائبا لرئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) لم يحصل على ترقية لرئاسة الموساد والعمليات الخاصة لأنه رفض إعلان "ولائه الشخصي" لنتنياهو، كما ألقت الضوء على "الدور الخطير" الذي تلعبه سارة نتنياهو بتعيين المسؤولين الحكوميين..

ردة فعل نتنياهو العنيفة، والهجوم "المسعور" على الاعلامية ايلانا ديان، اعتبر بذاته هو "الفضيحة السياسية" خاصة وأنه لم يسبق لأي رئيس وزراء في دولة الكيان أن فعل ما فعله، من "هستيريا الإنفعال"، لكنه كشف كمية "السذاجة التي يختزنها هذا الفرد المتعجرف"، كما كل حاكم مثيل يبحث عن "سلطة مطلقة" ليفعل ما يشاء دون رقيب أو حسيب..

ولنتخيل بعضا من صورة "المشهد العبري"، انتقلت الى "المشهد الفلسطيني"، ونشرت اعلامية فلسطينية باسم ايلانا خليل تقريرا استقصائيا عن عمل مكتب الرئيس محمود عباس، ونشاط نجليه ياسر وطارق التجاري، ودورهما في تفضيل هذا المسؤول أو ذاك، وفقا للمصلحة التجارية - الاقتصادية..

أو ان تكشف كل عمليات "صندوق الاستثمار" التي تجري خارج كل أشكال الرقابة والشفافية، ويتم التصرف بأمواله وفقا للهوى الرئاسي، وأن أكبر عملية فساد للتوظيف والتعيين تأتي عبر هذا الصندوق، ويتم منح أسماء تريدها الرئاسة برواتب خيالية، بمسميات غريبة، خاصة ما يسمى بالمستشارين، مرة اعلاميين ومرة علاقات عامة، رواتب تبدأ من عشرة آلاف دولار الى ارقام سرية جدا..لكنها لشخصيات كثيرها يأتي من مكتب الرئيس شخصيا..

ولنتخيل، ان التقرير ايضا كشف آلية عمل "ديوان الرئيس عباس"، وما هي آليات تعيين الموظفين، من وزير الى حارس مدرسة، تبدأ من تقرير امني وتنتهي بتوصية مديرة مكتب الرئيس"..الترقيات تتم وفقا للهوى والميل والرغبة، لا يوجد أي هيئة رقابية تعلم يقينا آلية عمل مكتب الرئيس، بل الأدهى أن هناك تغييب كامل لعمل كل الجهات الرقابية ذاتها..وعل هيئة مكافحة الفساد نموذجا ساطعا لكيفية الاستخدام..

لنتخيل، ان تقريرا استقصائيا فتح ملف تعيين "محكمة دستورية"، التي يتفرض أنها تحمل بعض "الهيبة القانونية"، لكنها تتشكل فقط لـ"غاية في نفس محمود"، لكيفية الخلاص من شخص ثم مؤسسة، محكمة رئيسها لم يمارس يوما دور القاضي ولم يرأس محكمة ما، هو استاذ جامعي في المغرب الشقيق لا غير.لكنه منح "وسام الاستحقاق العباسي" كرئيس أهم محاكم الفصل بين السلطات واحترام القانون، لأنه كتب مقالة تمنح الرئيس "حق فصل المجلس التشريعي وتجميد أو الغاء القانون الأساسي"، مقال منح الرئيس ما لم يحلم به رغم "شهوته الذاتية"..

لنتخيل أن تقريرا استقصائيا، كما ذلك العبري، كشف طريقة تعيين بعض قادة الأجهزة الأمنية، وبعضهم انتقل بقدرة قادر عباسي من مرافق وكبير حرس الى مسوؤل أول عن جهاز أمني، او جيش وطني، او مستشار أمن قومي..

تخيلوا أن يكشف التقرير المفترض عن اسماء بعض ضباط من جهاز أمني ما شريكا في بيع أراضي فلسطينية لليهود، ومنذ اشهر ولا زال التحقيق "سريا"، لأن مدير الجهاز المعني مصر على عدم النشر في قضية وطنية كبرى هي شكل من اشكال الخيانة، كي لا يصاب اسمه بسواد قبل مؤتمر فتح ويضيع مستقبله الخاص..

تخيلوا لو كشف التقرير المفترض آلية تسمية أعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح..

ومع ذلك يتجاوز التقرير المفترض الحديث عن "وعد عباس السياسي لليهود في القدس" وقبله وزيره الأول الخاص محمود الهباش بـ"وعد اليهود في أرض الميعاد"، لأن التقرير اعتبرها "وجهات نظر"..!

لنتخيل الآن النتيجة ورد فعل "المؤسسة العباسية":  التقرير جزء من "مؤامرة تستهدف التخلص من القائد - القيادة التاريخية..التقرير جزء من أجندات خارجية تريد المساس بالقرار الفلسطيني المستقل"..ولأن "الرئيس والقائد حفظه الله لن يسمح بتمرير المؤامرة فقد قرر التالي:

*قطع راتب المتجنحة ايلانا خليل صاحبة التقرير وتقديمها الى القضاء ونزع الحصانة الاعلامية عنها، لأنها جزء من مؤامرة تستهدف اسقاط الرئيس لا سمح الله"..

*مطاردة اي حضور لهذه "المارقة" وتسويد كل ما يمكن تسويده من حياتها، واختراع "محكمة خاصة لها" لتقديمها بتهم التآمر..

بالمقابل ماذا حدث لتلك الاعلامية في دولة الكيان، هجوم عنيف جدا من نتنياهو واعتبرها متآمرة وغير نزيهة ويسارية متطرفة، وتوقف الأمر عند هذا الحد..

لم يجرؤ نتنياهو بمس الراتب او الموقع او الوظيفة..رغم التماثل في الغطرسة والفردنة بين هذا وذاك، يبقى القانون في دولة الكيان رغم فاشيته السياسية أقوى من غطرسة بيبي، في حين ذاب القانون في "بقايا الوطن" ليصبح كما يشتهي الفرد المطلق محمود!

الشعوب تمهل كثيرا ولكنها لا تهمل أبدا..

ملاحظة: روح الخالد ياسر عرفات أحضرت لأول مرة أمين عام الجامعة العربية ابو الغيط الى رام الله..هل يفهم البعض عمق هذه الرسالة..كم أن الزعيم المؤسس حاضر مع الرحيل وغيره غائب رغم التواجد..درس للأميين السياسيين!

تنويه خاص: كيف يمكن أن يقرأ المتابع خبر ان رئيس فتح وافق على زيادة اعضاء المؤتمر بـ100 عضو جديد..طبعا دون أي عملية انتخابية..شو ممكن نفهم من هاي الرسالة فقط..المزاج يربح!

اخر الأخبار