الشهيد الرفيق/ اسحق موسى مراغة (أبو جمال) يعتبر من الرعيل الأول في حركة القوميين العرب الذي أنتمي إليها عام 1959م في مدينة القدس، وكذلك كان من أوائل الذين التحقوا بالعمل العسكري في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها عام 1967م، وأسير سابق أستشهد داخل السجون الإسرائيلية بتاريخ 16/11/1983م، أثر الاهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجون.

اسحق موسى محمود مراغة من مواليد بلدة سلوان قضاء القدس عام 1941م، تربي وترعرع في طفولته بالقرب من ساحات المسجد الأقصى المبارك، ضمن أسرة كادحة، ولم يتمكن من اكمال تعليمه المدرسي، فكان لا بد من مساعدة الأهل على العيش، فترك الدراسة وعمل دهان، أنضم إلى حركة القوميين العرب مبكراً وذلك عام 1959م وبعد حرب حزيران عام 1967م، كان من أوائل الذين التحقوا بالعمل العسكري ضمن صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها في الداخل، خاص العديد من النضالات الجماهيرية والسياسية والتنظيمية المتنوعة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل فاعل ومتميز، القي القبض عليه واعتقل من قبل القوات الاسرائيلية للمرة الأولى بتاريخ 7/3/1969م واجرى التحقيق معه بتهمة النشاط المعادي لإسرائيل، وحكم عليه بالسجن الفعلي مدة ثلاث سنوات ونصف، تم الافراج عنه في شهر أغسطس عام 1972م، حيث تعرض خلال التحقيق للتعذيب المبرح.

بعد خروجه من المعتقل واصل الرفيق/ اسحق مراغة/ أبو جمال نضاله الثوري والعسكري، حيث خطط وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال.

تم اعتقاله للمرة الثانية في مطلع شهر شباط عام 1975م وتعرض لأبشع أنواع التعذيب الممنهج على أيدي جلاديه وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة عشرين عاماً بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومقاومته لقوات الاحتلال الاسرائيلي وقيامه أيضاً بعمليات عسكرية، وقيامه بتنظيم بعض الشباب للالتحاق بالجبهة الشعبية.

خلال فترة الاعتقال عرف عنه بين زملائه المعتقلين والأسرى بأنه كان مثالاً للقائد الثوري الأصيل والعمالي الصلب، ناكراً ذاته.

خلال فترة الاعتقال تنقل الرفيق/ اسحق مراغة (أبو جمال) في العديد من السجون الاسرائيلية مثل سجن: الرملة، بئر السبع، صرفند، نفحة الصحراوي، والذي أريد لهذا السجن أن يكون مقبرة ومنفي للأسرى الفلسطينيين وقيادة الحركة الأسيرة، فكان الرفيق/ أبو جمال واحداً من أوائل الذين نقلوا إلى هذا السجن الرهيب.

كان الرفيق/ اسحق مراغة (أبو جمال) من قيادات المنظمات الأسيرة للجبهة ومسؤولاً عن العلاقات الخارجية.

لقد شارك الرفيق/ أبو جمال في العديد من الإضرابات وكان الأضراب الشهير في سجن نفحة عام 1980م، الذي قام به السجناء الفلسطينيين عندها أضرب عن الطعام ورفض تناول أي شيء يقدم له، وعندما تدهورت صحته نقل إلى مستشفى (أساف هروفيه) حيث وصل فيها إلى حافة الموت خلال ذلك الاضراب عن الطعام، وبالرغم من ذلك فقد تعرض للضرب المبرح من السجانين ومسؤولي عيادة السجن، ونتيجة لذلك تم ادخال الطعام الذي يوضع بواسطة الخرطوم (البربيج) في أنف السجين وانزال سائل إلى معدته من الماء والملح بالقوة، حيث يشعر السجين المضرب عن الطعام بألم شديد وكأن قنبلة تفجرت داخل أمعاءه، مما يعرضه لفقدان الوعي، كانت هذه الاجراءات تتم في العيادة وهو مكبل اليدين.

لقد عاني الرفيق/ اسحق مراغة (أبو جمال) العديد من الأمراض نتيجة التعذيب والوضع في زنازين أنفرادية ودون تقديم أدني شيء من الرعاية الصحية حيث عاني من أمراض مثل: الالتهاب الرئوي، الألم الشديد في الظهر، خلفها الإضرابات المتتالية عن الطعام وخصوصاً أضرب سجن نفحة الشهير عام 1980م.

كان الرفيق/ أبو جمال يؤمن أن اسرائيل هي كيان احلالي سياسته اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه واسكان أخرين بدلاً منهم.

لقد عرف عن الرفيق أبو جمال أنه كان قائداً مقداماً عاش رجلاً مناضلاً وكان محبوباً من الجميع وواجه الموت ببطولة خارقة.

بقى الرفيق/ أبو جمال يصارع الموت دون أن يقدم له العلاج ودون توفر أدني شيء من الرعاية الصحية له إلى أن فارق الحياة بتاريخ 16/11/1983م ولم يتم نقله إلى المستشفى إلاَّ بعد أن تأكد سجانوه أنه توفي.

ارتحل الرفيق/ اسحق مراغة (أبو جمال) ملتحقاً بقوافل المناضلين الشهداء الذين رحلوا وعبدوا الطريق للأجيال القادمة.

أستشهد الرفيق البطل/ اسحق مراغة (أبو جمال) أثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له داخل السجون الصهيونية المرضى والاهمال الطبي المتعمد الذي أستهدف حياته.

الرفيق اسحق مراغة متزوج وله أربعة أبناء وهم:

(جمال، أمال، أمينة، أسماء).

الرفيق أبو جمال كان علم من أعلام الحركة الأسيرة في السجون الاسرائيلية.

لقد سجل الشهيد/ اسحق مراغة اسمه في سجل الخالدين من شهداء فلسطين والحركة الأسيرة.

سيبقي الشهيد الرفيق/ أبو جمال حياً في قلوبنا وقلوب كل الشرفاء والمناضلين الذين قدموا التضحيات الجسام من أجل رفعة وحرية هذا الوطن واستقلاله.

رحم الله الرفيق الشهيد/ اسحق موسى مراغة (أبو جمال) وأسكنه فسيح جناته