فتح.. رحلة البحث عن الذات قبل العاصفة

تابعنا على:   16:29 2016-11-22

د. ياسر الشرافي

عندما انطلقت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في ستينيات القرن الماضي ،كانت مزيج من الرؤى و الأفكار الوطنية ، التي وجد كل فلسطيني ضالته فيها عند تصفح ميثاقها , حيث يجد كل منا ما يدور في خلده في أدبيات تلك الحركة لإنتماءها الصادق لفلسطين قولاً و عملاً ، هذا سر عشق الجماهير لفتح و إستمراره إلى يومنا هذا ، و لأن فتح ملك عام للشعب الفلسطيني وجب علينا أن نخبركم بحالها ، فقد أصبح توهج بريقها يخفت بسبب تعطيل العمل فيها منذ زمن بقانون الرجل المناسب في المكان المناسب، و إعتياد حركة فتح التأخر في إجراء إنتخاباتها الداخلية و انعقاد مؤتمراتها الأقليمية و العامة لأسباب قاهرة أو غير ذلك حتى أصبح التأخير من سُنن تلك الحركة . و للأسف نحن على أبواب انعقاد المؤتمر السابع لهذه الحركة فإن فتح ليست بخير و مثقلة بإرهاصات الحاضر و إنفصامها عن ماضيها من تشرذم و موالاة لأشخاص و ليست للوطن وليست بين الخير و الباطل ، بل بين فكين الباطل بعينه ، لأن ما بُنى على باطل فهو باطل و بل فاقد للشرعية ، لذلك قبل الذهاب للمؤتمر السابع يجب أن يفتح تحقيق شفاف إلى ما وصلت اليه الحركة من تقهقر للوراء، إلى كيفية إتخاذ القرارات فيها، ويجب التوقف طويلاً عند كل اليات المؤتمر السابق في بيت لحم الذي غُيبت فيه الحقيقة و شابته بأكمله تزييف لإرادة الحركة من تلاعب في إختيار أسماء الذين شاركوا في تلك المؤتمر، و عدم إحترام هؤلاء المؤتمرين رغم إختيارهم على مقاس فلان و فلان بعدم أخذ أصواتهم على محمل الجد ،و بل الإستخفاف بهم بعدم فرز بطاقاتهم الإنتخابية و هذا بشهادة كل المسؤولين على فرز الأصوات لأن اختيار أسماء اللجنة المركزية القائمة و (المفصول منها) كانت جاهزة قبل الإنتخابات و أُستعمل ذلك المؤتمر كشاهد زور لإعطاء الشرعية لهؤلاء القادة الكرتون بدون إستثناء الذين يفتقرون كثيراً الى صفات السلف الصالح من أبو جهاد و ابو أياد و كمال عدوان و القائمة تطول ، و ليست لأن الحركة عقيمة بإنجاب مثل هؤلاء القادة العُظام و من ينافسهم أيضاً ، بل لأن الحركة حُرِفت عقيدتها الثورية و أصبحت جسد بلا روح في ذلك المؤتمر المشؤوم و منذ استشهاد أبوعمار ، و الآن ندفع ضريبة نتائجه و إفرازاته ، و بل فُرِغت فتح بسببه من حسها النضالي و الذي كان رصيدها عند الجماهير و الذين آمنو بها ، لأنها كانت على عهد الشهداء و أقسمت بذلك للأحياء بأن يكون تحرير فلسطين بالدم و البندقية و ليست بالمفاوضات التي جُربت كطريق سياسي لحصد ما أنجزته البندقية و كانت النتيجة غير مسرة لفلسطين و مفاوضيها الغير أكفاء و بل كافأناهم بترفيعهم درجة إلى أمانة سر المنظمة و عضوية اللجنة المركزية و التنفيذية بل أصبح منهم من هو رئيس للشعب و للمؤسسات العليا الفلسطينية من قضائية و تشريعية في آنٍ واحد ، و منهم من يعد نفسه في الخارج بمباركة إقليمية و دولية حتى يكون البديل مع تغييب و غياب الكفاءات التي من طراز السلف الصالح وزد على ذلك دفع الرئيس الخالد ياسر عرفات حياته ثمن لذلك ، فالكارثة الكبرى عندما تصل بِنَا الأمور كأبناء لفلسطين ببلاد الغربة لإعداد مناسبة فلسطينية فتكون مهمتنا العسيرة جداً عند البحث عن إحدى هؤلاء أعضاء اللجنة المركزية لدعوتهم و بل نخجل من وقوفهم على تلك المنصة إذ وجد ، خوفاً من عدم وجود أي مواطن في قاعة الإحتفال للإستماع له ، لإفتقار هؤلاء (القادة) للسمعة التاريخية و الجماهرية الطيبة ، لذلك يجب أن تعود فتح التي تربينا فيها بقانون المحبة إلى جذورها من كفاح مسلح و وحدتها و أنتماءها إلى طريق التحرير و ليست لعبادة أصنام و إلا سوف نصحو يوماً و تبقى هذه الحركة محنطة في متحف للآثار منقوش عليها كانت تسمى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، كانت أغلبية أعضاء لجنتها المركزية شهداء ، كانت الطلقة الأولى ، كانت و كانت و كانت .... هل من مجيب ؟؟؟ فلا بارك الله في من تكالب على هذه الحركة العظيمة و قزمها لسبب في نفس يعقوب ، لا بارك الله في من كان معوال هدم لبناء تلك الحركة ، لا بارك الله لمن هو أخرس ساكت عن الحق للدفاع عن هذه الحركة العظيمة حركة الشهداء و الأيتام .

اخر الأخبار