شريط "كشف المستخبي".."سقوط أخلاقي" له وعليه..!

تابعنا على:   09:37 2016-11-27

كتب حسن عصفور/ ساعات ما قبل المؤتمر السابع لحركة فتح، قام موقع قطري يديره شخصية متهمة بكل أشكال الاتهامات، بنشر تسجيل لعضو لجنة مركزية في فتح قال فيه الكثير مما يقال في أوساط الحركة، بل والمجتمع الفلسطيني، وطنا وشتاتا..

التسريب هدفه من قبل "مسربيه" توجيه ضربة استباقية لتكتلات انتخابية وتحالفات بدأت تطل برأسها عشية المؤتمر، أبرزها "التكتل الأمني"، الذي تشكل  عن لقاء شهده مقر أحد الأجهزة في رام الله قبل أيام وبعد عودة مركزية فتح جبريل الرجوب من قطر، وما يقال عن "صفقة" تم عقدها مع حماس من جهة، وأمن الدولة القطرية من جهة أخرى، للمساعدة في ترتيب "المشهد الفتحاوي" ما بعد المؤتمر السابع.. ويبدو أن الصفقة بدأت سريعا، بفك اللثام عن "تسريب لعزام الأحمد" من "ارشيف جهاز أمني" وارساله للموقع القطري، كمقدمة لخلق "هزة إنتخابية" لتكتل  مضاد يقوده عضو مركزية آخر، يملك قوة انتخابية مؤثرة..

التسجيل بما فيه يشكل "إنتصارا لأخلاق فتح التاريخية" كونه رفض مسلسل "التزوير والاتهامات التي تنطلق من موقع الحقد والكراهية الشخصية" حقد الفرد وليس حب الوطن والقضية الوطنية، ولذا فهو تسريب قدم خدمة لتبييض وجه فتح بعد تلطيخه بأكاذيب ضارة ومسيئة..

ويمكن للتسريب أن يقطع الطريق مبكرا حول رواية الرئيس عباس الخادعة حول إغتيال الخالد، والتي تحدث عنها لتبرئة القاتل الاسرائيلي لغاية في نفس محمود، كونه سيكسر أي مكذبة يمكن أن تقال بعد تسريب كشف كثيرا ممكا كان لا يجب كشفه، وأسقط "جدار الكذب" الذي حاول البعض بناءه سياجا لروايتهم بتبرئة القاتل الحقيقي مقابل ثمن خاص للفرقة الخاصة!

التسريب، قد يأتي بنتائج خلافا لما أراد مسربيه النيل ممن تحدث، بل وقد يكون ذلك قوة مضافة للأحمد في المؤتمر، من تيار واسع داخل المؤتمر يبحث "وحدة فتح" وعودة روحها، وليس بحثا عن تصفيات وألاعيب لن تجلب لفتح سوى كارثة سياسية مضاعفة، تنهك روحها الكفاحية، ولذا من حيث لم يرد المسرببين قد يفعل التسريب فعلا سحريا ليكون ذلك قوة دفع لتيار التوحيد والتنظيف في آن..

التسريب يقدم خدمة جليلة للشعب الفلسطيني وفتح، للمطالبة بتشكيل "لجنة وطنية مستقلة"، للتحقيق في إغتيال الخالد ياسر عرفات، تعيد البحث والتنقيب عما حدث، لجنة تبحث "الحقيقة" وليس "طمس الحقيقة"..وهذه مسألة تتعلق بأعضاء مؤتمر فتح وغيرهم، من فصائل وقوى شعبية ومؤسسات وطنية، تسريب يعيد الاعتبار لبحث مسار "عملية الخلاص من الخالد سياسيا وجسديا"، منذ اتفاق أوسلو حتى ساعات الحصار، لجنة تعيد التنقيب في كل تفصيلة في "عملية الإغتيال"، لأن ما حدث كان عملية متكاملة وليس لحظة خاصة..

التسريب بذاته، كشف وجه الحقيقة الزائفة التي اختبأ خلفها بعض "خاطفي المشهد" بفعل فاعل احتلالي، ما يمثل هزة تستحق من أبناء فتح ملاحقتها..

تلك ملامح ما للتسجيل المسرب من قيم إيجابية، لم يردها مطلقا من سرب ذاك التسجيل، فالحقد والكراهية لا تنتج "فعلا ذكيا" بل دوما "فعل الغباء"..هو تسريب "كشف المستخبي"!

لكن التسريب ايضا يفتح باب سقوط أخلاقي غير مسبوق في المشهد الفلسطيني، أن يقوم جهاز أمني بتسريب ما يفعل من "لصوصية يومية على حياة الفلسطيني" بمساعدة تقنية من دولة الاحتلال في ظل "المقدس الأمني"، الى الاعلام ليس خدمة لقضية وطنية بل لتصفية حسابات شخصية، واستباقا لترتيبات قادمة لـ"خلق مراكز قوى" تستعد لما بعد عباس، بالتنسيق مع دولة الكيان وأطراف عربية ومحلية..

تسريب كشف بعضا من أوجه "مؤامرة سياسية" يتم رسمها لخلق حالة من "الفوضى" التي تساهم في تمرير مشروع الكيان، بخلق أسس "حكم ذاتي في بعض مناطق الضفة" وبناء كينونة  قطاع غزة..

تسريب يكشف أن المؤامرة ليست انتخاب هذا أو إسقاط ذاك من قيادة حركة فتح ، بل هو لعب بنار التآمر على المشهد الوطني القادم، وهو الخطر الحقيقي الذي يجب أن يستفز كل وطني فلسطيني من اليوم وقبل الغد، للتصدي للمؤامرة التي بدأت تطل برأسها..

تسريب يمكن اعتباره "رب ضارة نافعة"، من "سقوط أخلاقي" ليقدم "خدمة أخلاقية"..فرصة لا يجب لها ان تذهب مع "ريح فرقة العصف بالمشروع الوطني"!

ملاحظة: رحل "فيديل"..الزعيم الذي لمع إسما وحضورا وأثرا كما لم يكن غيره..زعيم لا يرثى كلاما، فهو لن يغيب أبدا..سلاما "لروحك يا زعيم عشقناه لأنه يستحق"..الخالد ياسر ينتظرك ولتهتفا سويا من أجل النصر على المستعمرين و"أذنابهم" من كل لون!

تنويه خاص: مؤتمر فتح السادس عقد في قصر مؤتمرات بيت لحم باحتفالية وطنية عامة..المؤتمر السابع يعقد داخل "أسوار المقاطعة" بحراب أمنية واسعة..المشهد مكشوف من عنوانه!

اخر الأخبار