ذكرى رحيل نجيب مصطفى الأحمد

تابعنا على:   13:37 2016-12-04

اللواء عرابي كلوب

تمر علينا ذكرى المناضل الوطني/ نجيب مصطفى الأحمد (أبو منير)، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، ومدير مكتب رئيس اللجنة التنفيذية لـ (م.ت.ف) في الأردن سابقاً، ومستشار السيد الرئيس/ ياسر عرفات في الوطن حتى وفاته عام 1995م.

نجيب مصطفى الأحمد من مواليد رمانة قضاء جنين بتاريخ 14/11/1920م، تلقى تعليمه في مدارس جنين وأكمل دراسته الثانوية في كلية النجاح في نابلس.

أنخرط نجيب الأحمد في العمل الوطني في ريعان شبابه حيث التحق بالثوار في سن مبكرة عام 1936م، أعتقل وأودع سجن المزرعة في عكا من قبل سلطات الانتداب البريطاني.

شكل كتيبة من المجاهدين في منطقة جنين، وأصبح أحد قادة الجهاد المقدس في فلسطين، وعمل إلى جانب الشهيد القائد/ عبد القادر الحسيني في المعارك التي دارت في مختلف المواقع في مواجهة الانتداب البريطاني والغزو الصهيوني.

شارك نجيب الأحمد في جميع الثورات الفلسطينية منذ نعومة أظفاره حيث تولى قيادة المناضلين في منطقته.

-        عمل نجيب الأحمد ضابطاً احتياطيا في الجيش العراقي حيث مُنح رتبة شرفية، وكان من بين المشاركين في المقاومة خلال النكبة الفلسطينية عام 1948م.

أصبح نجيب الأحمد سكرتير للجنة شؤون اللاجئين، ثم مفتشاً في لجنة الصليب الأحمر الدولية عام 1949م، ومن ثم أنتخب عام 1951م نائباً عن منطقة جنين في مجلس النواب الأردني لأربع دورات متتالية حتى نهاية عام 1963م، وهو أحد مؤسسي الحزب الوطني الاشتراكي في الأردن بقيادة/ سليمان النابلسي.

تم سجنه من قبل الحكومة الأردنية، حيث تم إرساله مع عدد من أعضاء البرلمان الأردني إلى معتقل الجفر الصحراوي حيث تم الإفراج عنه في أكتوبر عام 1963م.

بعد إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1963م وحتى عام 1995م.

بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967م، أعتقل نجيب الأحمد من قبل سلطات الاحتلال عام 1968م وسجن لمدة عامين، ثم إبعاده وأسرته بعدها إلى الأردن.

كان دخول المعتقل عند أبو منير بين الحين والآخر جزءاً من حياته من سجن جنين إلى سجن نابلس إلى سجن المزرعة في عكا إلى سجن القدس إلى سجن الجفر الصحراوي، وقساوة الأبعاد عن الأهل والوطن، لم يتوقف أبو منير لحظة واحدة عن الانخراط في العمل الوطني الفلسطيني بكل مراحله.

عين أبو منير ممثلاً للدائرة السياسية في الأردن، وبعدها عين مديراً لمكتب رئيس اللجنة التنفيذية لـ (م.ت.ف) وحتى عودته إلى أرض الوطن 1994م.

للمناضل/ نجيب الأحمد ثلاثة مؤلفات حول تهويد القدس والصهيونية على حقيقتها والممارسات الصهيونية في الوطن كذلك كتاب فلسطين تاريخاً ونضالاً، الصادر عام 1985م، كما أصدر العديد من النشرات والدراسات حول الاستيطان وممارسات الاحتلال الصهيوني.

بعد توقيع إتفاقات أوسلو، كم كان أبو منير تواقاً للعودة إلى أرض الوطن، إلى مسقط راسه رمانة، إلى جنين، وفعلاً كان من أوائل جموع العائدين، وتكحلت عيناه مرة أخرى برؤية فلسطين تتنفس من جديد هواء جنين، ولم يفقد إيمانه لحظة بحتمية العودة إليها، مهما طال الزمن، عاد إلى قرية رمانة يوم 9/5/1994م بعد أن تم الغاء إبعاده من قبل سلطات الاحتلال.

بعد عودته إلى الوطن عين مستشار للرئيس ياسر عرفات للشؤون العامة.

أبو منير وطني حتى النخاع، نشيطاً رغم كبر سنه، لا يكل ولا يمل ولم يهدأ يوماً، حتى قبل ساعات رحيله.

أبو منير أنضم إلى المجاهدين وهو فتى، قاتل في ذلك الوقت، واستمر يقاتل فتى، ويسجن يافعاً، ويعاني بعيداً، ويسجن كهلاً، ويستمر شيخاً مناضلاً من خلال المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية.

أبو منير كان مناضل بارز ساهم بالنضال ضد الاحتلال في مختلف مراحل حياته، فكان ثائراً منذ بداية حياته وحتى مماته.

بعد عودته إلى أرض الوطن، كان أبو منير على موعد مع الشهادة بعيداً عن نار الشتات والهجرة والإبعاد.

توفي أبو منير بعد رحلة طويلة من النضال بتاريخ 4/12/1995م.

أبو منير فلسطيني النضال وقومي العروبة حتى النخاع، ولم يكن يفرق بين الفلسطيني والأردني وبين العربي والعربي.

المرحوم الكبير/ نجيب الأحمد (أبو منير) كان حاملاً معه سفراً حافلاً بالدروس، مليئاً بمعاني التضحية وقيم العطاء، أنه السفر الذي سيظل حياً في ذاكرة التاريخ يروي للأجيال العربية القادمة ملحمة نضال الشعب العربي الفلسطيني الذي ضرب المثل الأعلى في التضحية والبطولة والصمود، فاستحق بذلك احترام العالم.

في ذكرى رحيلك يا أبا منير فقد أديت الرسالة وتركت لذريتك من يستمر فيها حتى النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى.

رحمك الله يا أبا منير وأسكنك فسيح جناته.

اخر الأخبار