ريكس تيلرسون والمكارثية الجديدة!

تابعنا على:   10:17 2016-12-21

د. عمرو عبد السميع

لا أعرف حتى الآن ـ والحكم مبكر جدا ـ سبب شن كل هذه الحملات على الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب بدعوى ميوله إلى روسيا لمجرد أنه ذكر أن تغيرا جوهريا سيطرأ على السياسة الخارجية الأمريكية، ولمجرد أنه ذكر أن التعاون سيحل محل العدوانية وأن الصداقة ستحل مكان التضاغط.

هذا ببساطة نزوع واضح إلى إحياء المكارثية وتوجيه الاتهامات بالميل إلى موسكو زعيمة الشرق، ولعل أبرز الاتهامات التى توجه الآن هو القيام بهجمات إليكترونية أثرت فى نتيجة الانتخابات الرئاسية وهذا ـ كما هو مفهوم ـ جزء من دعايات الحزب الديمقراطى ومرشحته المهزومة، وعلى الرغم من أن الموضوع أصبح محل تحقيق رسمى الآن إلا أن الساحة السياسية الأمريكية ما كادت تفيق من تأثيراته حتى وجدت نفسها أسيرة حملة أخرى سببها ترشيح ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية، إذ سارعت الدوائر التى يرجح ارتباطها بالحزب الديمقراطى إلى نشر معلومات عن الوزير المرشح تلمح إلى أنه (عميل روسي) أو بأقل تقدير موال الموسكو بأكثر مما يمكن تفويته، لمجرد أن الرجل الذى كان مديرا لشركة البترول (إسكون موبيل)، وارتبط بعلاقة بفلاديمير بوتين الزعيم الروسى الذى هو حاصل على الدكتوراه فى مجال البترول كذلك، وكان تيلرسون مشرفا على عدد من المشروعات البترولية فى روسيا التى كان بوتين على علاقة وثيقة بشركتها الرئيسية للغاز «جاز بروم»، وقد استقبله الأخير مرة ومنحه وسام الصداقة وبما لا يمكن اعتباره علاقة عمالة لروسيا وإنما هما رجلان تجمعهما اهتمامات مهنية مشتركة، وفى تقديرى لو خلصت النوايا ـ أن تبرير موقف تيلرسون لم يكن يحتاج إلى عبارات ترامب التى وصفته بأنه خبير فى العلاقات الجيوسياسية وأنه من أفضل الذين يمكن ترشيحهم لمنصب وزير الخارجية.. ما يجرى فى أمريكا الآن هو نوع من إحياء المكارثية لأن بعض دوائر الديمقراطيين تعتبر الحديث عن التعاون الضرورى مع موسكو هو لون من ألوان العمالة لروسيا وهذا يدل على أنهم يعودون إلى حملات التخويف كغطاء لعدوانيتهم التى باتت مهددة فى ظل حكم الرئيس الجديد.
عن الاهرام

اخر الأخبار