روسيا تتغافل عن مناورة تركيا!
أحمد عبدالتواب
ولا يمكن الأخذ بالتبرير البسيط الذى يُعزِى هذا التغير إلى انتشار العمليات الإرهابية على الأراضى التركية خلال الأسابيع الأخيرة، لأن التداخل على الأرض مع التنظيمات الإرهابية أكثر تعقيداً من أن يُفضّ بقرار سريع، خاصة وأن بدايته واستمراريته كانت برعاية، أو فى الحد الأدنى رضا، عدد من الدول العظمى، رأت أن هذا الإرهاب يحقق لها قدراً من مصالحها فى الإقليم فى هذا التوقيت، كما أن البترول الذى كانت تستولى عليه داعش من الموصل كان يحقق مكاسب لتركيا التى كانت تستلمه عبر خط الأنابيب فى ميناء جيهان، ثم تعيد ضخه فى سفن أكد بعض الخبراء أنها تُفرغ حمولتها فى إسرائيل، فتتحصل تركيا على عمولة نقدية، يُضاف إليها رضا إسرائيل، يعنى رضا أمريكا، وتحصل إسرائيل على البترول المُهرَّب بسعر بخس لا يملك المهربون سوى قبوله. وهذا مجرد جانب واحد فى واقع شديد التعقيد يجعل الريبة واردة فى الزعم بتغير جذرى لأحد الأطراف بين يوم وليلة.
المُرَجَّح أن روسيا تدرك صعوبة التغير الذى تزعمه تركيا، ويبدو ان موسكو حسبتها بشكل براجماتى صرف، حيث تقنع بالإعلان التركى الشفوى عن التغير، ما دام أن المصلحة الكبرى لروسيا تتحقق فى التزام أردوغان بمشروع السيل التركى، حيث يُنقَل الغاز الروسى عبر البحر الأسود إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.
عن الاهرام