فيديو: "التاكسي الوردي" بالأردن...سيارات أجرة للنساء فقط

تابعنا على:   08:03 2016-12-31

أمد/ عمان  - أ ف ب: تجوب شوارع العاصمة الأردنية عمان سيارات أجرة خاصة بالنساء، يطلق عليها "التاكسي الوردي". ويقبل على هذه السيارات العديد من النساء في مجتمع محافظ، لاتزال تنتقد فيه المرأة العاملة.

وتتفقد نسرين، وهي أرملة وأم لثلاثة أولاد، سيارة أجرة تعمل عليها، ثم تنطلق في شوارع عمان المزدحمة بحثاً عن الركاب، فهي تعمل ضمن مشروع "التاكسي الوردي" الفريد من نوعه الذي يؤمن سيارات أجرة للنساء تقودها نساء عبر تطبيق هاتفي. ونسرين عكوبة البالغة من العمر 31 عاماً مجازة في التمريض، لكنها تركت مهنتها بعد وفاة زوجها قبل نحو اربعة اعوام، وانضمت الى مشروع "التاكسي الوردي" الذي يهدف الى تأمين مزيد من الراحة والخصوصية للنساء في بلد محافظ الى حد كبير.

 

وتأمل نسرين وزميلاتها العشر في المشروع، تحويل قيادة السيارة الى مهنة لا تقتصر على الرجال. وتقول لوكالة "فرانس برس": "أريد ان أكسر ثقافة العيب وأثبت للعرب أن المرأة قوية وباستطاعتها العمل في أي مجال". تضيف: "طالما كان باستطاعة المرأة قيادة سيارة عادية، فلماذا لا تقود سيارة أجرة؟ ما الضير في ذلك"؟. وتفيد ارقام إدارة السير أن أكثر من نصف مليون إمرأة يحملن رخصة قيادة في الأردن، من مجموع مليونين و250 ألف رخصة.
تتابع نسرين مبتسمة وقد ارتدت قميصاً وردياً وربطة عنق زرقاء، وهو زي تفرضه الشركة على السائقات: "أحب عملي هذا، السير في شوارع المدينة يشعرني بسعادة غامرة فهو يعرفني كل يوم على أناس جدد أستفيد من حواراتي معهم ومن قصصهم وتجاربهم الشخصية".
لكن هذا العمل ليس سهلاً، كما تقول، بل هو "يتطلب تركيزاً وانتباهاً شديدين، خصوصاً في اوقات الزحمة والذروة من السابعة وحتى التاسعة صباحاً، ومن الأولى بعد الظهر وحتى الخامسة مساء". وتشهد عمان التي يسكنها نحو أربعة ملايين نسمة والتي تسير في شوارعها يومياً نحو 1,4 مليون مركبة منها 11800 سيارة اجرة، ازدحامات خانقة.
وتشعر نسرين التي تعمل نحو عشر ساعات يومياً بالسعادة عندما يوجه لها بعض الناس اشارات الرضا والاعجاب، لكن رغم ذلك "هناك دائماً من يريد ان يقول لي إن هذا العمل هو للرجال وإن مكاني هو البيت". وتقول: "لطالما أردت قيادة السيارات وحتى الباصات الكبيرة، إلا أن ثمة نظرة سائدة بأنها مهنة مخصصة للرجال". وترفض نسرين الكشف عن دخلها الشهري او ما تكسبه يومياً من عملها هذا، وتقول: "راتبي جيد وعندي تأمين صحي وضمان اجتماعي واجازات، والسيارة تبقى معي طوال النهار لذلك تراني اعمل بكل حرية". وأغلب زبائن نسرين هن ممرضات ينهين عملهن في اوقات متأخرة من الليل وطالبات جامعيات وأمهات يطلبنها لاحضار اطفالهن من الحضانة، بالإضافة الى سائحات سعوديات لا يسمح لهن ازواجهن بالخروج وحيدات بين الرجال.

اخر الأخبار