أمريكا والإخوان

تابعنا على:   08:35 2017-01-13

رأى الأهرام

هكذا إذن استفاقت واشنطن، وأدركت مدى الضرر الذى تسببت فيه جماعة الإخوان الإرهابية على مصالحها بالمنطقة، كما تنبهت أخيرا إلى خطأ الإدارة السابقة «إدارة أوباما» فى الرهان على ما اعتقدت أنه «إسلام معتدل»، فإذا به تنكشف حقيقته، بأنه أدى إلى زيادة وتيرة الإرهاب، وهو ما عرض المصالح الأمريكية الاستراتيجية للخطر.

جاء الانتباه من خلال تصريحات ريكس تيلرسون، فى أثناء جلسة التصديق على ترشيحه وزيرا للخارجية، فى إدارة ترامب، التى ستتولى مقاليد الحكم فى البيت الأبيض بعد أيام. قال تيلرسون إن هزيمة داعش سوف تسمح لأمريكا بتركيز اهتمامها على بقية التنظيمات التى تتبنى الإسلام الراديكالى الأصولي، مثل تنظيم الإخوان، وتنظيم القاعدة، ومن ثم فقد ساوى الرجل بين القاعدة والإخوان، باعتبارهما منظمتين إرهابيتين.

صحوة أمريكا تمثلت فى مشروع القانون الذى تقدم به السيناتور، والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية، تيد كروز، يطالب فيه الخارجية الأمريكية بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.

وتقوم الرؤية الأمريكية الجديدة على أن ما سمته إدارة أوباما «الإسلام المعتدل» لم ينجم التعاون الأمريكى معه إلا عن تزايد النفوذ الروسي، خصما من المصالح الأمريكية، وصارت موسكو تكسب كل يوم أرضا جديدة فى نزاعات الشرق الأوسط، بينما إدارة أوباما غافلة!

والذى يعود إلى الرؤية المصرية، التى تم نقلها عشرات المرات إلى المسئولين فى واشنطن، وفى الغرب عموما، سيجد أن القاهرة أدركت هذا الخطر الإخوانى منذ سنوات، كما أدرك الشعب المصرى خطورتهم، فخرج بالملايين لرفض حكمهم له.

على أى حال، فإن الوقت لم يمض بعد، ومازال بوسع واشنطن تدارك ما حدث، لكن تبقى الحقيقة الأهم هى أن أهل مكة أدرى بشعابها، وعندما تتحدث مصر عن خطر الإرهاب والإرهابيين فيجب على الجميع الإنصات.

اخر الأخبار