لا يستطيع أحد أن يتكهن حاليا بما ستسفر عنه التفاعلات الجارية حول الهجمات الإلكترونية الروسية قبيل وخلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة,التى تصر واشنطن على أن موسكو قامت خلالها بعمليات قرصنة ضخمة كانت هى العنصرالحاسم فى فوز ترامب على كلينتون,اصبحت تلك القضية الشغل الشاغل فى كل أنحاءالعالم باعتبارها الواقعة الأولى من نوعها التى تلعب فيها وسائل التواصل الاجتماعى العابرة للحدود دورا مؤثرا فى انتخاب رئيس القوة العظمى الأولى فى العالم من خلال عمليات «قرصنة إلكترونية» وكذلك لأن نتائج هذه المواجهة لن تكون محدودة الزمان والمكان, بل إن تأثيراتها ستتجاوز آفاقا وحدودا لا يستطيع أحد تحجيمها, وأغلب الظن أنها ستغير الكثير من قواعد اللعبة فى العلاقات الدولية على اعتبار أن نتائجها المؤثرة وأضرارها المؤكدة والمحتملة لا تقل خطورة عما يحدث فى ساحات المعارك العسكرية المفتوحة, ولكن بدون اراقة دماء, ومن حيث المبدأ تستحق المواجهة الجارية المتابعة الدقيقة لأنها أولا ستلقى بظلال كثيفة على علاقات البلدين العملاقين وبدأت إرهاصاتها بالفعل بقرارأوباما بمعاقبة موسكو بطرد عشرات الدبلوماسيين وإغلاق مؤسسات روسية, وثانيا لأن الاتهامات نفسها لن تخرج من الشباك بمجرد دخول ترامب من باب البيت الأبيض, بل إن ما حدث سيظل يطرق بقوة ساحقة على أعصاب واشنطن وصولا للحقيقة الكاملة بما قد يترتب عليها من نتائج يصعب توقعها فى الوقت الراهن، وإنما ستخضع لتطورات الأحداث المستقبلية فى المؤسسات الأمريكية السيادية, ويزيد من سخونة المواجهة تلك الانتقادات الحادة التى وجهها ترامب نفسه للمخابرات الأمريكية علنا وفى مؤتمر صحفى عالمى ظهر خلاله الرئيس الجديد فى ثوب «سوبر ترامب».

عن الاهرام