(محدث) بالفيديو .. عصفور : مؤتمر باريس غداء وداع هأولاند وكيري، وعباس قادر على قلب الطاولة

تابعنا على:   16:19 2017-01-16

 أمد/ عمان – متابعة : قال الوزير الفلسطيني السابق والكاتب والمحلل حسن عصفور ، أن مؤتمر باريس يؤخذ بمغزاه السياسي ، وليس التفاؤل مع عدمه ، وتقييمه يأتي في سياق حقيقة المؤتمر سياسياً ، وما تقوله بعض الجهات الفلسطينية لا يعكس حقيقة ما جرى ،و مؤتمر باريس شكل صفعة قوية للقضية الفلسطينية ، تم افراغه من محتواه ، وبيانه الختامي خرج بشكل يخدم دولة الكيان الاسرائيلي ، وكان المؤتمر أشبه بحفلة غداء توديعية للرئيس الفرنسي اولاند الذي سيترك منصبه قريباً ، وربما حفلة وداع لوزير الخارجية الامريكية جون كيري .

وقال عصفور في لقاء متلفز مع فضائية  أن الاطراف المعنية في المؤتمر غير جديين ، في حل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ، وامريكا عندما ذهبت الى قرار مجلس الأمن ، هو حقيقة إدانة سياسية ، وخطاب كيري قدم فيه اسوأ صفقة سياسية اراد فرضها على الشعب الفلسطيني ، ومن هنا كان ترحيب الخارجية الاسرائيلية بخطابه ، وللأسف البعض الفلسطيني رحب بالخطاب رغم أنه كارثة للشعب الفلسطيني ، وليس المشكلة في مشاركة الفلسطيين بمؤتمر باريس ، بل المشكلة بخداع شعبنا وتمرير صفقات مشبوهة ، لأن المفاوضات المباشرة مع اسرائيل لم تعد مفيدة بل ضررها أكبر بكثير مما يتوقعه هذا البعض.

وأضاف القيادي الفلسطيني عصفور  على الرئيس محمود عباس يحقق القرار التاريخي الذي حصل عليه ، هو والشعب الفلسطيني يقول له " كمل جميلك يا ريس" ، وعليه أن يذهب الى الأمم المتحدة ويستكمل الاجراءات اللازمة لتثبيت الدولة على خارطة العالم بدلاً من البحث عن مفاوضات لا جدوى منها .

وعن البيان الختامي لمؤتمر باريس  قال عصفور أنه لم يصدر ترحيباً بالبيان سوى الرئيس عباس وصائب عريقات ومجدي الخالدي ، وهؤلاء رحبوا بالبيان قبل صدوره ، كما رحبوا في خطاب كيري الكارثي ، اما باقي الفصائل الفلسطينية ، رفضت هذا البيان ، ومواقفهم واضحة ، لأن فريق عباس يعتمد على المفاوضات والمفاوضات عندهم ليست حياة فقط بل أمل  ورغبة وعيشة رغيدة خاصة بهم ، ولا يريدون وقف مهزلة المفاوضات هذه ابداً.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عصفور أن اسرائيل رحبت بمؤتمر باريس ، واسرائيل أخذت ما تريد ،  ومن هنا نقول لا يجوز أن تبني سياستك على "الليكود" الاسرائيلي ، والحكومة الليكودية لا يمكن الوثوق بها منذ عام 1996 ولنا كفلسطينيين تجارب مع هذا الحزب الذي يتراجع عن مواقفه بعد دقيقتين من هذا الاتفاق ، ولايمكن أن نصدق أن تكون أمريكا معنا وضد اسرائيل ، ولذا لا بد من صدمة سياسية ، لأن صراعنا مع الاحتلال الاسرائيلي ، صراع يومي ، وكل ما حدث في المنطقة ورغم ارتفاع منسوبها العنفي ، تبقى القضية الفلسطينية هي مركز الإهتمام في المنطقة .

وأضاف عصفور أننا بوضع سياسي هجومي واذا أعلن الرئيس عباس ، انهاء المرحلة الانتقالية ، و اعلان الدولة الفلسطينية وفق قرار الأمم المتحدة 19/67 الصادر في عام 2012 ، فالمرحلة الانتقالية بدأت عام 1993 وكان من المفترض أن تنتهي في عام 1999 ، وهنا تؤول كل حقوق السلطة الفلسطينية الى الدولة التي سيكون لها برلمان مؤقت يشكل من المجلس التشريعي المنتخب واعضاء المجلس المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية ، وهذا الكيان الوطني يقوم بانتخاب رئيس دولة فلسطين ، الى حين اجراء الانتخابات العامة ، مع تعليق كافة الاتفاقيات مع دولة الاحتلال بما فيه الاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الى حين اعترافها بدولة فلسطين ، وتبقى كل القضايا العالقة الى حين المفاوضات لاحقة ، دولة مقابل دولة ، ومن هنا يستطيع الرئيس عباس قلب الطاولة على الاحتلال ،وياسر عرفات اختار المواجهة بوطنيته وقال للاسرائيليين وللعالم كله "شهيداً شهيداً " عندما ساوموه على القدس ، والوطن لا يحتاج الى مساومات ولكن الى مواجهات حقيقية ولكن انت معك سلاح والمسألة هل ترغب باستخدامه ام لا؟

وقال عصفور اذا لم يقدم الرئيس عباس على اتخاذ الخطوة الصحيحة بإعلان دولة فلسطين ، قبل فرض صفقة مذلة سياسياً باتفاق مهين ، لأن امريكا لديها تصوراً لحل القضية الفلسطينية وضعها كيري حبيب فريق الرئيس عباس ، وجوهر الصفقة تهويد القدس وضم من8 الى 10% من اراضي الضفة الغربية ، مع يهودية دولة اسرائيل بشكل واضح ، ونقل السفارة الى القدس ،  ومن ثم يتحدثوا عن الدولة برابط ما بين الضفة وقطاع غزة ، فاذا لم يستبق الرئيس عباس بإعلان دولة فلسطين والالتزام بقرارات المركزي ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي الذي اتخذ قبل ثلاث سنوات ، واعلان الدولة وانهاء المرحلة الانتقالية، وإلا سيفرض على الفلسطينيين الصفقة المهينة وهي قادمة حتماً ، وبرضى بعض الدول العربية ،اذا لما يكن غالبيتها والتقارب الروسي الامريكي سيدعم هذا الصفقة " وديعة كيري" ، اذا لم تستفيق القيادة الفلسطينية ويبادر الرئيس عباس بإعلان الدولة وهو القادر على قلب الطاولة على رأس اسرائيل .

وعن ثقة نتنياهو بالمرحلة القادمة ، قال عصفور ، نتنياهو انتهى عملياً ، وهناك تحالف جديد في اسرائيل ، متوافقة مع رؤية ترامب ، وروسيا ستتوافق معه ، والفلسطينيون سيواجهون وضعاً معقداً ، وأقول هنا بدلاً من فتح ابواب جهنم اذا ما تم نقل السفارة الامريكية الى القدس ، نقول افتحوا ابواب جهنم على اسرائيل بإعلان الدولة الفلسطينية .

 

اخر الأخبار