الكنيست سوف ينشر تقرير لاذع حول حرب غزة عام 2014..ووزير إسرائيلي: سيكون "هزة أرضية أمنية"

تابعنا على:   16:01 2017-01-24

أمد/ تل أبيب - وكالات: قال نفتالي بنيت، وزير التعليم الإسرائيلي، إن نشر تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي حول الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، سيكون "بمثابة هزة أرضية أمنية".

ومع ذلك فقد قال بنيت، زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني، في كلمة في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي (خاص)، في تل أبيب مساء يوم الإثنين، إنه يرحب بنشر التقرير الذي كتبه يوسيف شابيرا، المراقب العام للدولة.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن التقرير، الذي لم ينشر رسميا بعد، يتناول أساسا خطر الأنفاق التي حفرتها حركة "حماس" أسفل حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وأداء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" قبل وخلال الحرب.

وتقول بعض التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام، إنه يوجه انتقادات لكبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش الأسبق موشيه يعلون.

وحاول مسؤولون من الائتلاف، خاصة المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، منع تصويت في لجنة المواد السرية التابعة للجنة مراب الدولة في الكنيست للسماح بنشر هذا القسم من التقرير.

ولكن قالت مصادر مقربة من نتنياهو يوم الاثنين ان رئيس الوزراء، على ما يبدو نتيجة الضغوطات المتنامية، لا يعارض نشر الاقسام غير السرية من التقرير، الذي يتوقع ان يعطي لمحة لقسم من عمل مجلس الامن، المكلف الإسراف على اتخاذ القرارات خلال الحرب.

ودعم ايضا رئيس الائتلاف دافيد بيتان (ليكود)، المقرب من نتنياهو والعضو في اللجنة، نشر تقرير.

وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في السابع من يوليو/ تموز الماضي استمرت 51 يوما، وتسببت بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة نحو 11 ألف آخرين، بالإضافة لتدمير أكثر من 18 ألف منزل.

في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 74 إسرائيليا، غالبيتهم العظمى من الجنود، وإصابة 2522 بجروح، بينهم 740 عسكريًا.

وشن مقاتلو حركة حماس، العديد من الهجمات داخل الأراضي الإسرائيلية مستخدمين "الأنفاق الأرضية".

وتقول حركة حماس، إنها أسرت 4 إسرائيليين بينهم جنديين، من دون أن توضح عما اذا كانوا على قيد الحياة أم لا.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بما فيها "هآرتس"، عن بنيت قوله، "إن جمود التفكير في أوساط قادة إسرائيل هو السبب الجذري للإخفاقات الواردة في التقرير".

وقال: " يتعين على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تغير النظرة تجاه تحقيق انتصارات عسكرية واضحة ونهائية".

وأضاف، إن أمن المواطنين الإسرائيليين "يعتمد على قدرة إسرائيل على تحقيق مثل هذا النصر".

وتابع بنيت: " إنني أحث رئيس الوزراء على عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) لمناقشة الدروس المستفادة من العملية والإصلاحات اللازمة".

ورجحت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) إن يتم قريبا نشر التقرير.

وقالت: " إن التقرير يوجه انتقادات شديدة الى كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون ".

وخصصت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، واسعة الانتشار، صدر صفحتها الأولى اليوم لإبراز الخلافات التي سادت نقاشات "الكابينت".

ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير يفنّد رواية نتنياهو الذي قال إن "الكابينت" استعد بشكل منظم لتهديد الأنفاق في الأشهر التي سبقت العملية.

وأشارت إلى أن التقرير يشير إلى أن نتنياهو وموشيه يعالون، حجبا معلومات عن باقي أعضاء "الكابينت".

غير أن يعالون قال، في كلمة في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي (خاص)، في تل ابيب مساء أمس: " لم نخض حرب 2014 استنادا إلى الشعبوية واستطلاعات الرأي مثل بعض السياسيين (في إشارة إلى بنيت)، لقد تصرفنا بمسؤولية".

واعتبر بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الجروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الحرب كانت "ناجحة".

وقال يعالون: " أوقفنا تهديد حماس، فجرنا الأنفاق، حققنا أهدافنا وفرضنا وقف إطلاق النار بشروطنا ومنذ ذلك الحين يسود الهدوء المنطقة الجنوبية حيث لا توجد صواريخ".

ونادى يوم الاثنين كل من بينيت ووزير المالية حينها يئير لبيد، وهو ايضا من منتقدي تعامل نتنياهو مع اللجنة الوزارية، الى نشر الكنيست لتقرير مراقب الدولة.

"لا يجب ان نكبت التقرير حول الجرف الصامد او استخدامه" من اجل اجراء محاكمات، بل يجب التعلم منه، قال بينيت خلال الجلسة الاسبوعية لحزب البيت اليهودي.

“نشر العناصر غير السرية وحده ودراسة تفاصيلها ستمكننا من التقدم الى الامام”، قال. “انا كنت هناك؛ يمكننا ان نكون افضل”.

وقال لبيد، الذي يقود حزب يش عتيد المعارض، انه على الحكومة نشر التقرير من اجل عائلات الجنود الذين قُتلوا خلال الحرب.

"عليهم نشر التقرير من اجل عائلات المقتولين؛ يستحقون معرفة ما حدث هناك. لا مكان للسياسة عندما تتحدث عن امن الجنود وسلامة سكان البلدات في منطقة غزة"، قال.

واتهم لبيد نتنياهو بمحاولة دفن التقرير لأسباب سياسية.

"مكتب نتنياو يخشى من هذا التقرير، لأنه يظهر اخفاقات خطيرة”، قال. "لان التقرير يكشف ان الرواية التي تلقتها الجماهير [حول الحرب] لم تكن الرواية الحقيقية".

وانضم قائد المعارضة يتسحاك هرتسوغ الى هذا النداء. "تستحق الجماهير الإسرائيلية، وخاصة العائلات التي فقد احباء، معرفة كيف تصرف قادتهم عندما ارسلوا ابنائهم الى المعركة، وكيف تمت مناقشة التهديدات الاستراتيجية الجديدة، اولها الانفاق"، قال في بداية جلسة قائمة المعسكر الصهيوني يوم الاثنين.

وقال عضو الكنيست ايال بن رؤوفن (المعسكر الصهيوني)، الذي يترأس اللجنة، “لدى الجماهير الإسرائيلية الحق، بحسب القانوني، لرؤية تقرير مراقب الدولة حول الجرف الصامد، عملية اجراها الجيش ادت الى مقتل واصابة جنود، والتي عاشها معظم الجماهير الإسرائيلية” بطريقة او بأخرى.

"على الحكومة الإسرائيلية الاهتمام بطريقة تصليح الاخطاء التي كشفها التقرير، وليس طريقة اخفائها"، قال.

وقال بن رؤوفن ان لا مفر من نشر التقرير. وقال ان النقاش قبل تصويت يوم الثلاثاء لن يسأل إن كان يجب نشر التقرير، بل "سيتعامل فقط مع اسئلة حول العدد الصغير من العناصر التي يجب ان تبقى سرية".

ويتألف مجلس الامن  الاسرائيلي، الذي يقوده رئيس الوزراء واسمه الرسمي اللجنة الوزارية للأمن القومي، في الوقت الحالي من 10 وزراء، من ضمنهم رؤساء معظم احزاب الائتلاف، ويمكنه بحسب القانون الاشراف على المفاوضات في اوقات السلام والحرب.

اخر الأخبار