نقل السفارة الأمريكية

تابعنا على:   07:16 2017-01-26

رأي لأهرام

كم هو غريب وعجيب ومريب أمر بعض الأطراف والجهات المصرة على الغمز واللمز بشأن الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، فى ظل الجدل المثار حاليا، حول نية إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة.

وفى غمرة اندفاعهم للتجريح فى مصر ومواقفها الثابتة حيال القضية الفلسطينية يغيب عن أذهانهم عدة حقائق وثوابت، منها أن مسألة نقل السفارة سياسية فى المقام الأول، وخاضعة لمبدأ التفاوض والأخذ والرد، وأن من يتاجرون الآن بهذه القضية، ويحملون مصر عبء التصدى لذلك، رغم مرورها بظروف صعبة معلومة أبعادها وحدودها للجميع، هم فى الأساس من جعلوا الأمن القومى العربى مكشوفا، وتعصف به الأخطار، والشاهد على هذا دورهم المشبوه فى تدمير العراق ومن بعده سوريا وصولا إلى ليبيا، وقبل هذا وذاك سعيهم لإسقاط الدولة المصرية نفسها.
وبصراحة فإن هؤلاء يرغبون فى الزج بمصر إلى صراع مع الولايات المتحدة فى وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وواشنطن تطورا ملحوظا، وعلى أعتاب مرحلة جديدة من التعاون، خصوصا فى مجال مكافحة الإرهاب، الذى رعته ومولته هذه الأطراف التى أجهزت على القضية الفلسطينية بدعمها وتشجيعها لعمليات شق الصف الفلسطينى، وتلك لعبة خبيثة للغاية لأنها لا تستهدف سوى إحداث صدام بين الولايات المتحدة ومصر، بينما يمارسون هم دور الأبرياء الأنقياء، الذين يبكون على اللبن المسكوب وضياع الحقوق الفلسطينية، وعليهم أن يدركوا أن مصر لن تدفع الثمن مرتين، وهى لا تحتاج إلى تفصيل وشرح حجم وقدر تضحياتها وما قدمته لمصلحة الشعب الفلسطينى منذ عقود خلت.
وعلى هذه الأطراف أن تدرك أيضا أن مصر ستقوم بدورها تجاه القضية الفلسطينية فى إطار سياستها المعلنة، وما تراه مناسبا لأمنها القومي، ومصلحة الشعب الفلسطينى الذى يرزح تحت احتلال بغيض وانقسامات ما أنزل الله بها من سلطان. إن من يتحدث ويبغى حقا مصلحة الفلسطينيين ورفع المعاناة عن كاهلهم عليه أن يسعى بصدق ودأب لتوحيد صفوفهم لتأسيس موقف فلسطينى موحد للبناء عليه فى التعامل مع طرح الإدارة الجديدة موضوع نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وإعادة الود المفقود بين الفرقاء الفلسطينيين بعيدا عن المزايدات الرخيصة وتصويب السهام المسمومة ناحية مصر.

اخر الأخبار