هل دمروا سوريا لحساب اسرائيل

تابعنا على:   08:07 2017-01-31

هاني عمارة

منذ عدة أسابيع كتبت فى هذه النافذة و قلت ان النظام السورى والمعارضة لا يملكان من امرهم شيئا، وان الاطراف الفاعلة على الساحة السورية وخاصة روسيا مع تركيا و ايران سيفرضون الحلول ليس امام الطرف الضعيف سوى الخضوع و القبول على مائدة التفاوض فى ( استانا). و ها هى الأيام تؤكد هذا الواقع المؤلم الذى كشف عن أن الامن العربى دخل فى غيبوبة ربما تمتد لسنوات و لا اعتقد ان اى سلطة مقبلة ايا كان توجهها ستفكر فى فتح جبهة للصراع مع الكيان الصهيوني، خاصة مع مخاطر التقسيم و تحول البلاد الى كيانات صغيرة و ضعيفة و ربما متصارعة.

و لعل الدستور الذى قدمته روسيا للمفاوضين فى استانا يضعنا وجها لوجه مع هذه المخاطر الذى لا أقول محتملة بل مؤكدة ، و تنسف الضلع الاخير الذى كان يرفض التصالح و التطبيع مع اسرائيل.

فمواد الدستور حذفت كلمة «العربية» من تعريف الدولة ليصبح الاسم الرسمى لها «الجمهورية السورية» و انها «علمانية ديمقراطية»، وتم إلغاء المادة التى تنص على أن «الفقه الإسلامى مصدر التشريع»، وكذلك إلغاء تحديد ديانة رئيس الجمهورية بعدما كانت محددة بـ«الإسلام».ويعترف مشروع الدستور الروسى لسوريا بالحكم الذاتى للمناطق الكردية شمالى سوريا، وينص على المساواة بين اللغتين العربية والكردية فى مناطق الحكم الذاتي، ويبيح مشروع الدستور لأى منطقة أخرى إضافة لغتها المحلية إلى اللغة الرسمية للدولة (وهى العربية) بعد موافقة البرلمان عليها.

فضلا عن تعزيز مبدأ «لا مركزية الحكم»، وتغيير اسم البرلمان السورى من «مجلس الشعب» إلى «جمعية الشعب»، وتتولى الجمعية السلطة التشريعية مكونة من ممثلى الوحدات الإدارية للمحافظات السورية.

عن الاهرام

اخر الأخبار