غبي أنا اللاجىء الفلسطيني

تابعنا على:   11:04 2014-02-22

صلاح صبحية

نعاني كفلسطينيين بشكل خاص من مشكلة استبداد الحاكم واعتباره نبياً منزهاً عن الخطأ ولا يمكن للباطل أن يأتيه من أمامه أو من خلفه أو من بين يديه ، ويكاد حاكمنا أن يكون هو الإله الذي يأمر فيجب أن يطاع ، لا نقاش لما يقول ، ولا رفض لما يدعي أنه حق وحقيقة ، وعندما تناقش ما يقوله الحاكم تصبح خائناً للمنطلقات والمبادىء والأهداف التي من أجلها انطلقت الثورة الفلسطينية ،هذه الثورة التي أفرغت من مضمونها المادي والمعنوي ، وجُعلت شيء من الماضي ، وعندما ترفع صوتك عالياً لتدافع عن حقيقة وجودك كلاجىء متمسك بأرضه الفلسطينية المحتلة عام 1948 تكون صوتاَ شاذاً في حركة فلسطينية المفترض فيها أن تكون حركة تحرر وطني انطلقت في فاتح عام 1965 لتحرر الجليل والمثلث والنقب من الاحتلال الصهيوني ليعود اللاجئون إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أخرجوا منها عام 1948 ، لا أن يكون معنى التحرر الوطني هو المحافظة على حق الوجود الصهيوني في أرضنا الفلسطينية ( لن نغرق اسرائيل بملايين اللاجئين ) ، يبدو أنني غبي لا أفهم معنى هذا القول ، ويبدو أنني غبي أكثر لظني أنني لاجىء فلسطيني مضمونٌ حقي بالعودة إلى الجليل في فلسطين بالقرار 194 الذي هو واحد من قرارات الشرعية الدولية التي يتغنى بها الحاكم الفلسطيني صباح مساء ، إذا من أنا ، لماذا أعيش في مخيم اللاجئين وما هو سبب وجودي في هذا المخيم ، ولماذا يُطلق علينا أسم لاجئين ، من أين لجأنا وسكنا مخيمات اللاجئين في الأردن وسورية ولبنان ، هل أتينا من روسيا وأمريكا ، من أوربا وأفريقيا ، أم أتينا من الدول الاسكندنافية التي يريدون منا أن نذهب إليها اليوم ، أمّا اليهود الروس والأمريكان واليهود الأوربيين والأفارقة الذين سكنوا الأرض الكائنة بين نهر الأردن شرقاً وبين البحر المتوسط غرباً ، إنما عادوا إلى أرض آبائهم وأجدادهم " اسرائيل " ، هي " اسرائيل " وليست فلسطين ، وكاذبٌ كل من يقول أنّ هذه هي فلسطين ، فلسطين ليس لها وجود ، ومن يدّعي أنه فلسطيني يعتبر مختلا عقلياً ، وخصوصاً إذا فكر اللاجئون الفلسطينيون بأنّ لهم دياراً وممتلكات يجب أن يعودوا إليها ، فالجريمة كل الجريمة أن يفكر الفلسطيني بالعودة لأنه بذلك يرتكب جريمة إغراق " اسرائيل " ، وحاكمنا الفلسطيني لا يريد ذلك ويرفض ذلك باصرار ، إذاً ما دام الحاكم الفلسطيني يرفض إغراق " اسرائيل " باللاجئين ، فهو يريد توطينهم حيث هم ، أو يريد تهجريهم إلى بلاد ليست بلادهم وهذا ما يحدث اليوم للاجئين الفلسطين الذين ركبوا قوارب الموت هرباً من موت سابق في مخيمات اللجوء ، هو تدمير المخيم الفلسطيني كعنوان لقضية الفلسطينيين وعندها لن تغرق " اسرائيل " بملايين اللاجئين كما يريد الحاكم الفلسطيني ، فلذلك عندما يختار الإنسان الفلسطيني بين ولائه للحاكم الفلسطيني وبين التمسك بحقه التاريخي فإنه إذا لم يكن صاحب مصلحة عند الرئيس فسيختار التمسك بحقه التاريخي في وطنه فلسطين الممتدة من البحر إلى النهر .

مخيم اللاجئين /حمص 22/2/2014 صلاح صبحية

اخر الأخبار