المستقبل المجهول الذي ينتظر ابنائنا

تابعنا على:   10:35 2017-02-11

نضال خضرة

في حديث المدينة اثناء مروري في احد شوارع المدينة رأيت صديقي القديم جالساً في احد المقاهي سلمت عليه واخذته في احضاني وانا لم اراه من زمن وبعد السلام دعاني لاحتساء القهوة جلست ونظرت اليه رأيته مهموماً مثقلاً وكأنه يحمل جبل علي كتفيه، اعتقدت انه يمر في ازمة مادية حاله حال الكثيرين الذين يعانوا ازمة الحصار وضيق المعيشة في الوطن ، سألته ما بك يا صديقي قال لي اولادي قلت له عساهم بخير هل اصاب احدهم سوء لا سمح الله قال لي لا والله الحمد الله هم بخير قلت له اذا ما مشكلتهم قال لي اخشي عليهم ما ينتظرهم ، وقلت ما ينتظرهم قال لي صارخاً في وجهي المستقبل المجهول ركزت في قوله وكانه

يضربني علي وجهي

صديقي له من الاولاد كما لي وبدأ يشتكي خوفه من المستقبل وما ينتظر اولاده فجلست استمع وكأنه لامس قلبي وغمس يده في جرحي والمي وانا الذي اعاني نفس الالم الذي يعاني منه خوفاً علي مستقبل ابنائي فانا وهوا اقتربنا من الاربعيين وقطار الزمن يسرع بنا دون ان نشعر وبدأ الحديث متسائلاً عن عمق الازمة التي يعاني منها شعبنا فقبل ان نبدأ الحديث ،قال لي ارجوك اذا اردت ان تقول لي ان الاحتلال هوا السبب الوحيد والاوحد في مجمل ازماتنا لا تكمل حديثك وغادرني بصمت قلت له علي رسلك يا صديقي دعنا نتحاور سوياً وانا مثلك اعاني ما تعانيه ولكن يا صديقي الاحتلال جزء اصيل من تلك الازمات التي يعاني منها شعبنا الذي يهدد مستقبل ابنائنا فقال لي يا صديقي هذه هذه حجة العاجز وحجة اللصوص الثوريين والمتدينيين ،الذين مررو هذه الاكذوبة . لنصبح عاجزيين واذا كان هذا الاحتلال سبباً كما قالوا لنا ماذا فعلنا نحن في وجهه هذا الاحتلال وكان بوسعنا ان نفعل الكثير الكثير قلت له وما بوسعنا ان نفعل يا صديقي قال لي اذا اردنا ان نواجهه هذا الدمار الذي خلفه الاحتلال ، علينا العمل علي بناء جيل يستعيد زمام المبادرة في ازالة اثار هذا التدمير الذي خلفه هذا الاحتلالين الصهيوني والداخلي وعلينا العمل علي اعادة بناء هذا الجيل الذي لن يبني الا من خلال التربية ومن ثم زرع القيم الاخلاقية وتعزيز التعليم وهذا يحتاج الي ثورة حقيقية في ترميم نظام التعليم بداياً من المناهج والمدارس وانتهاء في الجامعات وتعزيز المواهب ودعم المبدعيين وتحرير ابنائنا من فكرة الانتماء لاي جماعة او تنظيم لان الانتماء الحزبي والمؤدلج يجعل الفرد مكبل ومقيد عاجز عن انتاج المعرفة والاتزام الحزبي والايدلوجي يقيد الانسان ويقتل الابداع

وبدأ صديقي الحديث عن تجربة الشعوب في تعزيز القيم الاخلاقية لدي الافراد وتنمية التعليم وحدثني عن قضية حصلت في بلجيكا ، قبل سنوات هزت العالم عندما قام وزير التعليم في بلجيكا بتقديم استقالته بسبب قيام احد الطلاب اثناء رحلة مدرسية بقتل بطة وعندما سئل قال انا المسؤول عن نظام التعليم الذي جعل هذا الطالب لا يحترم حقوق الحيوان ويتعدي بقتل هذه البطة. وقال يا صديقي اذا اردنا ان نضمن مستقبل لابنائنا بدلا من موتهم امامنا او الغرق في اعالي البحار بحثاً عن المستقبل علينا ان نصرخ وان نصنع مستقبلا لهذا الجيل كي يحررنا ويحرر نفسه من التجار الوطنيين والمتدينيين قلت له صدقت لكن كيف قال لي انا اجلس في هذا المقهي منذ زمن لكي اعرف الوصول لهذا الكيف قلت له بوركت يا صديقي لعلنا نتضرع الي الله ونسأله ان يخلصنا مما نحن فيه صرخ فيا صرخة مدوية وقال لي انت جئت الي هنا كي تزايد علي ايماني قلت له لا يا صديقي قال لي اسمع لو ان الطالب لم يدرس ودعي الله ليل نهار لينجح فهل سينجح قلت له لا ،قال اذا علينا ان نعمل وان نعقل ونتوكل وكفي لخزعبلات المتدينيين الجدد قلت نعم وانا اوافقك الرأي لكن يا صديقي ولاني عاجز مثلك عندما تجد الكيف الذي جلست تفكر من اجله اتصل بي يا صديقي غادرته. وانا افكر في مادار بيني وبينه وبدأت فعلا التفكير في ما ينتظر ابنائي وياليتني لم اري صديقي الذي كان سبباً في ارهاقي في التفكير في هذا المستقبل المجهول الذي ينتظر ابنائنا .

 

اخر الأخبار