التحالف التركي الروسي إلى أين؟

تابعنا على:   17:33 2017-02-16

عطا الله شاهين

رغم الضربة الجوية غير المقصودة من قبل الطيران الروسي، والتي أدت إلى فقدان الجيش التركي لبعض من عناصره، قبل عدة أيام، إلا أن الحادثة تم تجاوزها، وذلك بفضل التعاون الروسي التركي الكبير، والمنسَّق على مستوى الرؤساء، والذي رعى كل التحرّكات منذ بداية الدخول التركي إلى جرابلس، ورغم تلك الحادثة، إلا أن الرئيس الروسي قال بأن التنسيق بين أنقرة وموسكو يحتاج إلى تفعيل أكبر ليمنع الاحتكاكات المميتة، التي يمكن أن تحصل بين جيش النظام ومليشياته وبين الجيش المنضوي تحت راية درع الفرات، فما من شك فإن الحلف الروسي التركي قد نشأ في غياب شبه كامل للعامل الأميركي، وحضور أوروبي في الشق الإنساني فقط، وبعد أزمة دبلوماسية حادة بينهما، وجد الجانبان نفسيهما في خندق واحد، أما الآن وقد حصلت تركيا على معظم ما ترغب به، ولم يبقَ إلا المعركة الكبرى في الرّقة، والتي ستصرّ أنقرة على المشاركة فيها وبقوة، وهي معركة لن تغيب عنها واشنطن بأي حال، يبقى العامل الروسي موضع شك، وهناك من يرى بأن روسيا لها اهتمام لافت بالمناطق الساحلية، وتصرّ على الجهود السلمية لتقريب فصائل المعارضة والنظام، لكن معركة الرقة ستتطلب جردة حساب دبلوماسية وعسكرية قبل الانتقال إليها، فمن غير المعقول أن يبقى الجيش الحر وجيش النظام، ومن خلفه مليشات إيران وقوات سورية الديمقراطية في مكان واحد، وعلى جبهة واحدة بدون أن تُرغم روسيا وتركيا على إعادة النظر بالحلف بينهما.

اخر الأخبار