التقرير الأسبوعي حول الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينيــة (09– 15 فبراير 2017)

تابعنا على:   18:23 2017-02-16

أمد/واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي (9/2/2017 – 15/2/2017)، انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتجلت تلك الانتهاكات في استخدام القوة المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين، والإمعان في سياسة الحصار والإغلاق، والاستيلاء على الأراضي خدمة لمشاريعها الاستيطانية، وتهويد مدينة القدس، والاعتقالات التعسفية، وملاحقة المزارعين والصيادين في لقمة عيشهم. تجري تلك الانتهاكات المنظمة في ظل صمت المجتمع الدولي، الأمر الذي دفع بإسرائيل وقوات جيشها للتعامل على أنها دولة فوق القانون.

وكانت الانتهاكات والجرائم التي اقترفت خلال الأسبوع الذي يغطيه هذا التقرير على النـحو التالي:

* أعمال القتل والقصف وإطلاق النار:

قضى، خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، مواطن فلسطيني متأثراً بجراحه، وأصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي (4) مواطنين آخرين، بينهم صحافيان، في الضفة الغربية. وفي القطاع، واصلت تلك القوات ملاحقة الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، وإطلاق النار تجاه المزارعين في المناطق الحدودية.

ففي الضفة الغربية، تلقى ذوو المواطن محمد عامر جلاد، 23 عاماً، من سكان مدينة طولكرم، بتاريخ 10/2/2017، خبر وفاته في مستشفى بيلنسون في مدينة بتاح تكفا داخل إسرائيل، متأثراً بجراحه السابقة. واستناداً لتحقيقات المركز، ففي تاريخ 9/11/2016، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا يقومون بأعمال الدورية في بلدة حوارة، جنوب مدينة نابلس، النار تجاه المواطن المذكور، ما أسفر عن إصابته بعيار ناري في الظهر، وآخر في اليد اليمنى. ادعت قوات الاحتلال آنذاك أن المواطن جلاد حاول طعن أحد جنودها قبل أن يقوم بإطلاق النار عليه. وبعد إصابته واعتقاله، مكث في مستشفى بيلنسون في مدينة (بتاح تكفا) منذ اعتقاله إلى أن أعلن عن وفاته.

وفي ساعات ظهيرة اليوم المذكور أعلاه، أصيب الصحفيان نضال اشتية، 48 عاماً، ويعمل مصوراً في وكالة الأنباء الصينية (شنجوا)، وأيمن النوباني، 32 عاماً، ويعمل مراسلاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أثناء قيامهما بواجبهما المهني وتصويرهما لأحداث مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، شمال شرقي مدينة قلقيلية.

وفي ساعات مساء اليوم المذكور أعلاه، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنينِ فلسطينيينِ من قرية مادما، جنوب مدينة نابلس، بجراح. أصيب المذكوران عندما هرع عدد من المواطنين لإنقاذ الصحفي المتطوع في مركز (بيتسيلم)، أحمد زيادة، 26 عاماً، من بين أيدي جنود الاحتلال الذين احتجزوه واعتدوا عليه بالضرب أثناء قيامه بتصوير الأراضي التي استولى عليها المستوطنون جنوب قريته، وزراعتها بكروم العنب.

وفي قطاع غزة، وفي إطار استهدافها لصيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض البحر، ففي تاريخ 12/2/2017، فتحت الزوارق الحربية المتمركزة في عرض البحر، شمال غربي بلدة بيت لاهيا، شمال القطاع، نيران رشاشاتها بشكل كثيف تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين، وقامت بملاحقتها. وتكرر ذلك بتاريخ 14/2/2017، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوفهم، أو أضرار مادية في قواربهم.

وفي اليوم نفسه، أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مراكب الصيادين التي كانت تبحر في عرض بحر رفح، جنوب قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف الصيادين، أو أضرار مادية في قواربهم.

وفي إطار استهدافها للمناطق الحدودية، ففي تاريخ 15/2/2017، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتها الرشاشة بشكل متقطع تجاه المنطقة الحدودية شمال بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح، أو أضرار بالممتلكات.

* أعمال التوغل والمداهمة:

خلال الأسبوع الذي يغطيه التقرير الحالي، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي (60) عملية توغل على الأقل في معظم مدن وبلدات ومخيمات الضفة.  أسفرت تلك التوغلات عن اعتقال (51) مواطناً فلسطينياً على الأقل، من بينهم (4) أطفال، اعتقل (9) منهم في مدينة القدس المحتلة وضواحيها.

* إجراءات تهويد مدينة القدس المحتلة:

فعلي صعيد تجريف المنازل السكنية وإخطارات الهدم ففي تاريخ 12/2/2017، أقدمت عائلة المواطن عمار قراعين على بهدم (مخزن) مملوك لها في بلدة سلوان، جنوب البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، بأيدها، تنفيذاً لقرار بلدية الاحتلال، وتفاديا لدفع غرامات مالية. المخزن قائم منذ حوالي عامين، ومبني من الطوب والصاج المقوى، وتبلغ مساحته 12م2.

وفي تاريخ 14/2/2017، جرّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً سكنياً في قرية العيسوية، شمال شرقي مدينة القدس المحتلة، تعود ملكيته لعائلة المواطن صالح ترك. المنزل مكون من طبقة واحدة، وكانت تقطنه عائلة قوامها (11) فرداً، بينهم (6) أطفال.

وفي التاريخ نفسه، جرّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منزلاً سكنياً قيد الإنشاء، مكوناً من شقتين، في قرية العيسوية أيضاً، تعود ملكيته لعائلة المواطن حسن ياسين مصطفى، فضلاً عن تجريف حظيرة أغنام في المنطقة ذاتها. جرت أعمال التجريف المذكورة أعلاه بذريعة البناء دون ترخيص.

وفي تاريخ، 15/2/2017، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها طواقم من بلدية الاحتلال، وعدة جرافات، المنطقة القريبة من جدار الضم (الفاصل) الذي يفصل بلدة حزما عن مدينة القدس المحتلة. وعلى الفور، شرعت الجرافات بتجريف منزلين قيد الإنشاء، وجزء من منزل مأهول، ومحل تجاري، بزعم البناء دون ترخيص.

وفي سياق متصل، سلّمت بلدية الاحتلال، (17) عائلة في بلدة سلوان، جنوب البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، أوامر وبلاغات هدم إدارية وقضائية لمنازلهم. تقع تلك المنازل في أحياء: البستان، عين اللوزة، ووادي حلوة، وتلك العائلات هي: الرويضي؛ القاضي؛ الشلودي؛ العباسي؛ حمدان؛ وقراعين، ويبلغ عدد أفرادها 120 فرداً، معظمهم من النساء والأطفال.

وأما على صعيد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ففي تاريخ 10/2/2017، استولى مستوطنون على عقار غير مأهول في حي وادي حلوة، في بلدة سلوان، وهو عبارة عن غرفة سكنية ومنافعها ومخزن وساحة.

* الحصار والقيود على حرية الحركة

واصلت سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي فرض سياسة الحصار غير القانوني على الأرض الفلسطينية ، لتكرس واقعاً غير مسبوق من الخنق الاقتصادي والاجتماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين، ولتحكم قيودها على حرية حركة وتنقل الأفراد، ولتفرض إجراءات تقوض حرية التجارة، بما في ذلك الواردات من الاحتياجات الأساسية والضرورية لحياة السكان، وكذلك الصادرات من المنتجات الزراعية والصناعية.

ففي قطاع غزة، تواصل السلطات المحتلة إجراءات حصارها البري والبحري المشدد على القطاع لتعزله كلياً عن الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة، وعن العالم الخارجي، منذ نحو عشر سنوات متواصلة، ما خلّف انتهاكاً صارخاً لحقوق سكانه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبشكل أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لنحو مليوني نسمة من سكانه. ومنذ عدة سنوات قلصت سلطات الاحتلال المعابر التجارية التي كانت  تربط القطاع بالضفة الغربية وإسرائيل من أربعة معابر رئيسة بعد إغلاقها بشكل كامل إلى معبر واحد” كرم أبو سالم”، جنوب شرقي القطاع، والذي لا تتسع قدرته التشغيلية لدخول الكم اللازم من البضائع والمحروقات للقطاع، فيما خصصت معبر ايرز، شمال القطاع لحركة محدودة جداً من الأفراد،  ووفق  قيود أمنية مشددة، فحرمت سكان القطاع من التواصل من ذويهم وأقرانهم في الضفة وإسرائيل، كما حرمت مئات الطلبة من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية والقدس المحتلة. أدى هذا الحصار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 65%، بينما ارتفعت نسبة البطالة في الآونة الأخيرة إلى 47%، ويشكل قطاع الشباب نسبة 65% من العاطلين عن العمل. ويعتمد 80% من سكان القطاع على المساعدات الخارجية لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتهم المعيشية اليومية. وهذه نسب تعطي مؤشرات على التدهور الاقتصادي غير المسبوق لسكان القطاع.

وفي الضفة الغربية، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في تعزيز خنق محافظات، مدن، مخيمات وقرى الضفة الغربية عبر تكثيف الحواجز العسكرية حولها و/ أو بينها، حيث خلق ما أصبح يعرف بالكانتونات الصغيرة المعزولة عن بعضها البعض، والتي تعيق حركة وتنقل السكان المدنيين فيها.  وتستمر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين خلال تنقلهم بين المدن، وبخاصة على طرفي جدار الضم (الفاصل)، بسبب ما تمارسه القوات المحتلة من أعمال تنكيل ومعاملة غير إنسانية وحاطة بالكرامة.  كما تستخدم تلك الحواجز كمائن لاعتقال المدنيين الفلسطينيين، حيث تمارس قوات الاحتلال بشكل شبه يومي أعمال اعتقال على تلك الحواجز، وعلى المعابر الحدودية مع الضفة.

اخر الأخبار