حرب الولاءات وعنوان الانتماء

تابعنا على:   10:47 2017-02-21

عطية ابو سعده

اليوم وبدون مقدمات بات للشباب اسم وعنوان .. اليوم اصبح في قاموس قادتنا لهم كيان ... اليوم باتت شعاراتهم تنتشر في كل مكان . اليوم انقسم المقسوم وتاهت عزته من هذا الطرف او ذاك واصبح فاكهة تعدد الازمان . لا اريد ان اكون في مقالي مع هذا الطرف او ذاك فكلاهما ابناء ختيار صنع لتاريخنا عنوان ... زعيم .. كان بطلا كان ثورة ولكن قبل كل هذا وذاك .... كان في الأصل انسان ... ان ما حدث ويحدث هذه الايام اثار استغرابي واستوقفني ليس من حيث المبدأ او من حيث المنهج ولكن منةحيث الهدف ... اهتمام مفاجئ بالشباب بعد كل هذا الضياع !!!! وايضا الاهتمام القديم الجديد بالمنظمة .وفي هذا الوقت بالذات !!!!!! ... اهتمامات مثيرة للكثير من التساؤلات ، للكثير من الجدل ،، بعد تلك الغفوة الطويلة تجاه شبابنا المسحوق لمدة سنوات وسنوات .. ومكاتب منظمتنا المهترئة اغلقت خيوط العنكبوت ابوابها ... ومجلس وطني تبعثرت اهدافه .....

مقالي اليوم عن شباب تاهت احلامهم وزاغت ابصارهم وتغيرت معالم الانتماء لدى الكثير منهم وباتت حياة الضياع واللا مبالاة العنوان الابرز في يوميات اغلبهم ... فجأة وبدون سابق انذار وبقدرة قادر اصبح الشباب عنوان المرحلة .. عنوان التوجهات البارزة لمتصدري سياسة الاستقطاب واخص بالذكر بعض التوجهات الجديده ... سخاء فكري وسخاء مادي وذكاء سياسي .. اليوم اصبح الشباب الفلسطيني محط الانظار وصاحب الخيال والابداع والقرار ..

ناهيك عن الاهتمام الاعلامي بكافة انواعه المكتوبة والمقروءة والمسموعة والمرئية ... والاهتمام التنظيمي المفاجئ والجديد تحت مسميات مختلفة وعناوين رنّانه وايضا اهداف خفية ومعلنة مختلفة .... لست ادري ان كانت غيرة التناحرات وصراع الديناصورات على ارض الواقع تفتقت عبقرياها بعناوين مفبركة وافكار مستجده وشعارات غريبة في المعنى والهدف وغريبة ايضا في اساليب تناحراتها ..

يبدو ان الشباب استمرأ اللعبة وبات يلعب على وتر الانقسامات وفي نفس الوقت انقسم على نفسه ... انقسام ما بعد الانقسام ... وبدات حنكة الشباب والمكر التنظيمي تعزف على وتر التناقضات واستغلال الفرص للصالح الشخصي اولا وبعض الصالح الشبابي ثانيا .. أو ربما تكون عبقرية التناقضات في حركة فتح وخبرة التناحرات واستيطان الافتراءات في عقول الشباب المتمرس حياة الضياع وجد فرصة للتلاعب في عقول بعض قادتنا المتناقضة هي اصلا فيما بينها .

اهتمام القائمين على شريحة الشباب المبالغ به من كلا الطرفين اكيد ليس حبّا في الشباب وليس اهتماما بمشاكلهم ولكن خوفا على سحب البساط من بين ايدي القائمين على هذا الملف ..ف تحت عنوان ، شباب فلسطين يرسم خارطة المستقبل ،، وتحت رعاية الاخ محمد دحلان ..شارك العديد من الاطر القيادية والشبابية من القطاع والضفة والشتات في مبادرة تذكر فتشكر رغم ما شاببها من لغط . كان الاولى ان تكون فلسطينية من كافة الاحزاب والحركات والتيارت تجمع الكل الفلسطيني تحت مسمى واحد فلسطين هي الام وشبابها هم عنوان عزتها .

كانت مبادرة فيها وعليها ولكنها في النهاية بادرة يلطت الضوء على مشاكل الشباب وجعلت لهما عنوان ومعنى ولو بالقليل القليل . البعض هاجم هذه المبادرة والبعض الاخر شجعها بقوة والكثير الكثير بقي من المتفرجين ينتظر نتيجة حرب الكر والفر حرب الهجوم والدفاع ... من هذا الطرف او ذاك ... ولكن وجب علينا جميعا معرفة نتيجة ما افضا عليه المؤتمر من قرارات وتوصيات بتمعن واهتمام ورويّه بدون احكام جزافية او آراء ظالمة .

في نفس الفترة تقريبا وتحت نفس التوجه ونفس الاجنده ونفس الاهداف ولكن ليست نفس الولاءات وعلى ارض غزة الحبيبة تم افتتاح مؤتمر فلسطين الدولي الاول للشباب - غزة بعنوان ( الشباب مبعث الحياة ومعقد الامل ) تحت رعاية اللواء جبريل الرجوب رئيس المؤسسة الرياضية - و أكاديمية الياسر للبناء والتأهيل الشبابي بالتعاون مع جامعة فلسطين

مؤتمران للشباب في نفس الفترة ومن نفس المكان ونفس التوصيات تقريبا ونفس البنود ... هنا يجب علينا الوقوف والتروي وقراءة ما خلف المؤتمرات وما هو الهدف الرئيس من انعقادها ولماذا في هذه الغترة بالذات والترابط الملفت للانتباه مع المؤتمر المنعقد في تركيا ونقيضه المنعقد في ايران ... غريب هذا الزمن وغريبة تشرذمات الوطن وغريب اهتمام العالم في اقصائنا كفلسطينيين موحدين باهداف موحدة وبندقية واحدة وعنوان واحد يجمع الكل الفلسطيني تكون فلسطين هي هدفنا والشعب كل الشعب عنواننا ....

اصرخ ايها الشاب ... اصرخ ايها المثقف ... اصرخ ايها المناضل .... اصرخ ايها العامل ... اصرخ ايها الثائر ... اصرخ ايها الاسير .. لابد من صرخة واحدة من الاعماق .. صرخة واحدة موحدة ضد كل ما يحدث من تفرقات وانقسامات وضياع لنا ولقضيتنا .. فهل هذا كثر. فقط يجب ان نصرخ ..

 

اخر الأخبار