العالول: ترامب لا أحد يفهم له موقف وحل الدولة الواحدة غير ممكن

تابعنا على:   23:09 2017-02-21

أمد/ رام الله : أكد نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول اليوم الثلاثاء، أن المقاومة الشعبية السلمية مع إسرائيل ستتواصل، مشددا على أن حل الدولتين هو الحد الأدنى قبولا بالنسبة للفلسطينيين.

واعتبر العالول (67 عاما)، في مقابلة خاصة مع وكالة "شينخوا" الصينية ، أن "المقاومة السلمية الشعبية مع إسرائيل هي شيء مهم وأساسي وخيارنا لهذه المرحلة"، لافتا إلى أنها مرت في ظروف أحيانا صعود وأحيانا انخفاض لكن "هي حاجة".

وقال العالول ، "كلما ازداد العدوان الإسرائيلي والضغط والجرائم الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني لابد أن يزداد فعل المقاومة في مواجهتها"، مشيرا إلى أن "الجرائم الإسرائيلية تزداد بشكل كبير جدا سواء في البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي أو ضد الإنسان بالإعدام اليومي على الحواجز، أو ضد المقدسات".

ولفت العالول، إلى أن المقاومة الشعبية والعمل الدبلوماسي الفلسطيني في المحافل الدولية شيئان مكملان لبعضها البعض، معتبرا أن الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية هدفهما مقاومة السياسية الاحتلالية الإسرائيلية وحصارها لعزلها عن العالم.

ومنذ العام 2005 تدعم السلطة الفلسطينية بشكل مطلق "المقاومة الشعبية" السلمية بهدف ممارسة الضغط على إسرائيل من خلال تفعيل العنصر الشعبي بعيدا عن استخدام العنف.

وشكل الفلسطينيون لجانا "للمقاومة الشعبية" السلمية تشرف على المظاهرات الأسبوعية في عدة قرى من الضفة الغربية ويرفع الفلسطينيون خلالها لافتات ويرددون هتافات مناهضة للاستيطان وجدار الفصل الإسرائيلي، فيما يستخدم الجيش الإسرائيلي وسائل تفريق المظاهرات.

وفي الملف السياسي مع إسرائيل، أكد العالول أن الجانب الفلسطيني يبحث بشكل أساسي عن استقلال وحرية وسيادة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الحد الأدنى قبولا بالنسبة للفلسطينيين هو قيام دولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ممثلة بقطاع غزة والضفة الغربية وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وردا على ما أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الأسبوع الماضي بأنه يفحص مبدأ الدولتين وكذلك حل الدولة الواحدة، قال العالول "لا أحد قادر أن يفهمه (ترامب) حينما تحدث عن حل الدولتين أو الدولة الواحدة يعني لا يوجد أي شيء مسلط عليه الضوء".

وانتقد المسئول الفتحاوي الرئيس ترامب "لعدم تقديمه رؤية أو طرح أفكار واضحة وملموسة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" كما فعل القادة الأمريكيين السابقين.

وأردف العالول "نحن بالتأكيد حذرون من أي شيء يطرح لأنهم أحيانا يتحدثون عن الدولة الواحدة بمفاهيم مختلفة، فهناك مفاهيم لها علاقة ليس بدولة واحدة تكون ديمقراطية يعيش فيها الناس ولهم حقوق، وإنما هناك مفاهيم لها علاقة بدولة واحدة بنظامين مختلفين ينشأ عنها فوارق وتمييز عنصري الأبارتايد".

وتابع العالول أن "الخيار الموجود حتى الآن هو حل الدولتين"، لكنه استدرك متسائلا هل أن هذا الحل ممكن في ظل "العقبات الضخمة" التي صنعها نتنياهو أمامه.

وكان ترامب أكد خلال مؤتمره الصحفي مع نتنياهو "تصميمه على دفع العملية السلمية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قدما" بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة.

وقال ترامب، إنه يتعين على الفلسطينيين وإسرائيل تقديم تنازلات، لافتا إلى أنه يفحص مبدأ الدولتين وكذلك حل الدولة الواحدة.

ويذكر أن آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل توقفت نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.

وبشأن توجهات حركة فتح في ظل انسداد عملية السلام مع إسرائيل قال العالول، إنها "موجودة تقود العمل النضالي الفلسطيني، وهي العامود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف أن فتح "ستبقى تناضل من أجل حرية شعبها الفلسطيني رغم الحرائق المشتعلة في الإقليم والعالم التي أدت إلى عدم تسليط الضوء على الوضع الفلسطيني".

وأردف أن هذا الوضع "خلق مناخا مواتيا لنتنياهو ليستفرد بالفلسطينيين ويرتكب كل هذه الجرائم في حين تخلى الآخرون في ظل انشغالاتهم عن واجبهم ودعهم للشعب الفلسطيني لكن هذا لن يدفعنا إلى التخلي عن واجبنا في الدفاع عن أرضنا وشعبنا الفلسطيني".

وانتخب العالول وهو من المقربين للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع اللجنة المركزية للحركة الأخير نائبا لرئيس الحركة التي يتزعمها عباس.

وسبق للعالول أن قاد مفوضية التعبئة والتنظيم للحركة منذ مؤتمر فتح السادس في عام 2009.

وقال بهذا الشأن، إن "موقعه الجديد كنائب لرئيس الحركة هو تكملة لعمله السابق بالإشراف على عدد من المفوضيات منها المفوضية التي كنت بها لذلك لن يكون هناك غربة وفارق كبير".

وتابع العالول، أن منصب نائب رئيس الحركة "لم يتم استحداثه لأن أبو ماهر غنيم تقلده منذ المؤتمر السادس للحركة وحتى المؤتمر السابع الذي عقد في ديسمبر الماضي، وبالتالي المنصب منصوص عليه بالنظام الداخلي للحركة منذ سنوات".

وبشأن الحديث عن مدة تقلده المنصب لعام واحد، أوضح العالول أن "كل المفوضيات بما فيها نيابة الرئيس، وأمانة السر سيتم تقييمها بعد عام، وإن كان هناك حاجة لتدوير المهام يتم تدويرها أو التجديد".

وحول العلاقات الفلسطينية الصينية، قال العالول إنها "إيجابية ومتطورة، ولا أرى تقصيرا، وسنسعى إلى تطويرها دائما من أجل الحفاظ عليها لأنها موضوع تراثي جميل للغاية".

وأضاف المسؤول الفتحاوي الذي سبق وزار الصين، إننا كفلسطينيين وكحركة فتح نحمل مشاعر خاصة تجاه الصين فعلاقتنا بها تاريخية وقديمة للغاية، خاصة أنها من أوائل الدول التي قدمت لنا دعما سخيا وكبيرا للغاية.

وأردف العالول "كان بيننا وبين الصين تعاون كبير جدا وما يزال، وهناك دائما ما ميز الصين بأنها تخلق علاقات ودية مع الشعوب وتناصر المظلومة منها في وقت لا تتدخل فيه بالشئون الداخلية لهذه الشعوب".

اخر الأخبار