مصر والأردن

تابعنا على:   08:43 2017-02-22

رأى الاهرام

تربط مصر والأردن علاقات تاريخية قديمة تعود إلي عصر الفراعنة. وتؤكد السجلات الفرعونية في منطقة تل العمارنة أن المصريين القدماء عرفوا الأردن وجاء ذكرها في تلك السجلات ما بين عامي 1375 و1358، أي في عهد الفرعون إخناتون وأن الملك إخناتون استعان بجنود من الأردن لإخماد الثورات التي قامت ضد حكمه في بلاد الشام.
وكما خاضت مصر والأردن عدة حروب مشتركة ضد إسرائيل، أهمها حرب 1948 و1967، ثم حرب أكتوبر التي حقق فيها العرب بقيادة مصر نصرا مجيدا سوف يظل محفورا في أنصع صفحات التاريخ العربي والعالمي.
ومن المؤكد أن تلك الحروب التي خاضتها الدولتان معا قد صهرت علاقاتهما، إذ ماذا بعد التضحية بالنفس والدماء من أجل الأرض وسيادة الدولة يمكن أن يربط بين الدولتين الشقيقتين.. لا شيء يمكنه أن يفوق التضحية بالدماء والنفس مثلما فعل المصريون والأردنيون معا في تلك الحروب.
وها هو الرئيس عبد الفتاح السيسي وشقيقه عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني يبرهنان يوما بعد يوم علي عمق ودفء العلاقات الأخوية، ليس فقط بين قيادتي الدولتين، ولكن أيضا بين الشعبين الشقيقين، ولا ننسي هنا أن أكثر من 650 ألف مصري يعيشون ويعملون بين أشقائهم الأردنيين دون مشكلات تذكر، كما أن أكثر من 12 ألفا يحملون هويات أردنية يعيشون في مصر بين أشقائهم المصريين دون أن يعرف أحد حتي أن عددهم يصل إلي هذا الرقم.
ولأن المنطقة تواجه تحديات خطيرة ربما لم تعرفها منذ أكثر من 70 عاما، وتتم إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد، في ظل انهيار دول وتفتيت أخري، فإن لقاءات القمة بين الرئيس السيسي وعاهل الأردن تعد مطلوبة بل ضرورية أيضا من أجل بحث تلك التحديات وفي مقدمتها آخر تطورات القضية الفلسطينية في ضوء رؤية إدارة دونالد ترامب الجديدة في واشنطن، وحل الدولتين أو الدولة الواحدة التي تتحدث عنه أمريكا حاليا، فضلا عن تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق.
ومن المؤكد أن القمة المصرية ـ الأردنية تناولت الملفات التي سوف يتم بحثها خلال القمة العربية المقبلة التي تعقد في 29 مارس المقبل بالأردن، وهي بالمجمل ملفات شائكة تحتاج إلي مثل هذا التنسيق علي مستوي القمة نظرا لخطورتها.

اخر الأخبار