القيادة السياسيه لشعبنا الفلسطيني وحركة حماس الى اين تسوقون شعبنا

تابعنا على:   17:06 2017-02-24

محمود الشيخ

صحيح ان اتفاق اوسلو شكل منعطفا خطيرا في طريق الإنحدار السياسي للمشهد الفلسطيني وادخلنا في دهاليز مظلمه ادت بالضروره الى وصولنا للحالة السياسية التى نعيش فيها، وما زاد الطين بلة سلوك القيادة السياسيه،الذى ادى حتما الى اضعاف دور القوى السياسيه من خلال تفردها في سلطة اتخاذ القرار،واستمرار تحييدها للجماهير وعدم اقتناعها بأي شكل مقاوم ،فساق ذلك شعبنا الى جهنم وهو اليوم يكتوي بنارها،دون ان تحسب القيادة اي حساب للوجع الذى وقع شعبنا فيه هنا اتحدث عن سلوك القيادات ما بعد اوسلو للذين وافقوا ووقعوا علي اتفاق اوسلو فاوقعوا شعبنا جراء سياستهم في دهاليز معتمة ابعدت شعبنا

عن امكانية الوصول لحل الدولتين من خلال تساهلها بالكامل مع الإحتلال وكافة اجراءاته،ولم ترد القيادة يوما على اي اجراء احتلالي استهدف النيل من صمود شعبنا او من حقوقه السياسيه سواء في هدمه للمباني اذ بلغ عدد المباني التى هدمها في العام 2016

(782 ) مبنى واسنشهد على ايدي ضباط وافراد الجيش الإسرائيلي 1100 شاب وشابه،واقتحم المدن والقرى وكافة مناطق السلطه دون اي احتجاج من القيادة على ذلك،بل كاانت تساهم في وقف الحراك الجماهيري والمقاومة الشعبيه،من خلال مجموعة اجراءات سواء في تفتيش الحقائب المدرسية او الإعتقالات او وقف 200 عملية ضد الإحتلال واكتر الأعمال التى اضرت بمستوى الكفاح الوطني هو خلق نزاعات مع الفصائل ومحاولة ضرب اعمالها الإحتجاجيه وسوق افراد منها الى الإعتقال،ثم ادارة الظهر لقرارات المجلس المركزي وشل ( م.ت.ف ) بالكامل اذ تلاشى دورها بل انعدم دورها على اي ساحة من ساحات النضال الوطني،واحتلت القيادة دورها ومكانتها،في محاولة منها لعدم اغضاب الإحتلال في اي عمل تقوم به انما يقوم الإحتلال بكل الإعمال التى تغضبنا ليس مهما ،ثم عرقلة انهاء الإنقسام من كلا طرفي الإنقسام وليس من طرف واحد فحسب،مع ادارة الظهر لكافة القوى المكونة ل ( م.ت.ف ) مما ساهم في اضعاف دورها ومكانتها وليس هذا فحسب بل تعاقب ان خالفته الرأي،انها كثيرة اعمال القيادة التى ادت ا لى وصولنا للحالة التى نحن فيها،ولا داعي لتكرارها،فلو حاولنا استذكار قيادة ابوعمار لرأينا ان الرجل ضحى بنفسه على ان يضحي بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني فدفع حياته ثمن رفضه التنازل عن اي شبر من القدس او من اراضي الضفة الغربية ولذلك حوصر فترات كتيرة ووقف وحيدا في المعركة نيابة عن شعب فلسطين،وتخلى عنه الزعماء العرب،ولم يتنازل رغم ذلك،انما ما حصل بعد وفاته شيئا اخر،ابتعدت القيادة عما كان يؤمن به ابو عمار من موازاة العمل السياسي بالفعل الإنتفاضي ولذلك غضبت عليه اسرائيل وحاصرته واغتالته ومع الأسف الشديد فان القيادة السياسيه وحتى اليوم لم توجه التهمة الى اسرائيل في عملية اغتياله،على اية حال لعبت القيادة السياسية عن قصد او عن غير قصد دورا في وصولنا للحالة التى نعيشها،ولم تحاول بعد فشلها اعادة النظر في اسلوبها وطرق عملها ولم تحاول جمع الصف الوطني وتوحيد الكلمه وتنهي الإنقسام ونحن في احوج ظرف لذلك،فأي قيادة واعية لا يمكن ان تسمح لنفسها خلق حالات فرقة وانقسام في صوف شعبها بل توحدهم وتجمع شملهم وتأخذ كافة الأشكال التى تساهم في رفع رصيد الكفاح الوطني ودوليا تقوم بتشكيل جبهة عالمية لصد العدوان المستمر على شعبنا لكن هيهات ان تسمع قيادتنا.

واما حركة حماس زادت الطين بلة بعد ان فازت في الإنتخابات التشريعية حتى وصلت الى مرحلة قاسية على شعبنا الفلسطين مرحلة شق الصف الوطني والسياسي والجغرافي عندما اقدمت على خطف غزة في الإنقسام الأسود في العام 2007 ،فضعفت القوة التمثيلية للشعب الفلسطيني في ظل الإنقسام الذى اقدمت عليه حركة حماس وقد ادعى الكثيرين ان الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه ولا يوجد من يمثله امام الراي العام العالمي فاستغلت اسرائيل الإنقسام هذا بل هي من دفعت للوصول اليه حتى يزيد تجبرها بالشعب الفلسطيني ويتسنى لها القيام بخطوات تصعيدية لتصفية القضية وسلب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ،فكان الإنقسام بوابة دخول اسرائيل الى ذلك.

ان حركة حماس منذ نشأتها كحركة الإخوان المسلمين في اواسط العام 1970 كان هدفها واضح هو ان تكون بديلا عن ( م.ت.ف ) ولذلك بعد استلامها للسلطة ونجاحها في الإنتخابات التشريعية في العام 2005 اعتبرت انها فرصتها المواتية لها في التفرد في السلطة لأنها ايضا لا تقبل ان يكون اي شريك معها،رغم انها كانت هي السلطة رئاسة الوزراء معها وكل الوزارات لها بإمكانها ان تقرر وتعمل ما تشاء التشريعي لها ومجلس الوزراء بصفته التنفيذية لها لكن الاجهزة ليست لها رغم انه كان بمقدروها ان تحدث تغيرا فيها لكن كونها لا تريد شريكا لها في السلطة وهدفها ان تكون بديلا ل ( م.ت.ف ) ارتأت ان تختطف غزة وتصنع منها سلطتها وساحتها على امل ان تكون امارتها كما تفكر حركة الإخوان المسلمين على المستوى العالمي،وبذلك انقسمت غزة عن باقي الوطن الذى يريد شعبنا اقامة دولته عليه،فسددت ضربة قوية للمشروع الوطني الفلسطيني،وبدا واضحا ان الشعب والقوى الوطنية الفلسطينية غدت منهكة ومفككة لا حول لها ولا قوة بعد هذا الإجراء الذى اقدمت عليه حركة حماس فبات من المستحيل توحيد القوى الفلسطينية بلا توحيد جناحي الوطن،وحتى اليوم تضع حماس كافة العراقيل لمنع انهاء الإنقسام،خاصه ان انقسامها خلق شريحة اجتماعية استفادت من الإنقسام في تكوين شريحة المليونيريه في قطاع يئن تحت ضربات الحصار المجرم المفروض على القطاع.

لا يمكن ان يصدق عاقل في الدنيا ان اي حركة تحرير وطنية في العالم يمكنها الإنتصار على عدوها اذا كانت منقسمه وغير موحده،ولا يمكن ان يصدق هذا العاقل ان تلك الحركة يمكنها الإنتصار وهي مفككة ومنهكة،ومترهلة وخنوعة،وقيادتها تتفرد في سلطتها،ولأننا بفعل ما سقناه الإحتلال يقوم اليوم بسحب اخر ما للسلطة من صلاحيات من خلال اعادة تنشيط الإدارة المدنية،بإقامته وحدة تنسيق،يقوم رئيس الإدارة المدنية بالتفاعل مع الناس من خلال الصفحة الإلكترونيه تحت مسمى ( خلينا نحكي مع بعض ) والسلطة وحماس لم تحركا ساكنا حيال ذلك فماذا بعد كل هذا تنتظرون بعد ان تدمرت كل مرتكزات الشعب الفلسطيني في نضاله من تلك الأفعال التى سقناها والقيادة الفلسطينية ومعها حركة حماس لم يدركوا حجم الأخطار التى تواجهها قضيتنا وشعبنا،ليقوما فورا بإنهاء الإنقسام وتوحيد الصفوف لمواجهة الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية،مخططات الإحتلال ازدادت واهماله للسطلة يزداد يوميا والرئيس حتى اليوم لم يسعى الى انهاء النزعات والخلافات ولم يقوم بوقف التنسيق الأمني.

فكل ما تقدم يدعونا للقلق الشديد على مصير قضيتنا الفلسطينيه،وحماس واطراف اخرى يدعوان الى مؤتمر للشتات الفلسطيني في اسطنبول،فهل الهدف منه اقصاء ( م.ت.ف) ام ماذا اذا لم يكن غير ذلك

وفي نفس الوقت لم تسعى القيادة الى تفعيل دور ( م.ت.ف ) واحيائها واعادة تشكيلها على اسس متينة وقوية تضمن الشراكة السياسيه لكل مكونات الشعب الفلسطيني،مع العمل على انهاءالتفرد في السلطة الذى كان وبالا على شعبنا وقضيته.

السؤال وهو برسم اجابة القيادة الفلسطينية من جهة وحركة حماس من جهة اخرى،ماذا تريدون والى اين تسوقون شعبنا الفلسطيني اليس الى الهاويه ام الى اين.

اخر الأخبار