(تقرير خاص) هل تقبل الفصائل بنشر قوات دولية في قطاع غزة؟

تابعنا على:   23:59 2017-02-26

أمد/ غزة – خاص : يبدو أن قطاع غزة المحاصر لأكثر من 11 عاماً على التوالي، لا يزال يُشكل حالة من القلق الكبير لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رغم الانسحاب الإسرائيلي من القطاع خلال حقبة آرئيل شارون، فبات نتنياهو يبحث عن حلول في كل مكان ليسقط خطر القطاع عن ظهره.

ولعل أخر الحلول التي وجد نتنياهو فيها ضالته هذه المرة حديثه العلني خلال زيارته لأستراليا عن سماحه بنشر قوات دولية في قطاع غزة، تتولى هي المسؤولية الكاملة عن أمن القطاع ومراقبته، تحت إشراف إسرائيلي ودولي، وجاء كـ"بالون اختبار" لجس نبض الفصائل الفلسطينية قبل أن ينفيه مصدر إسرائيلي مطلع.

اقتراح نتنياهو الجديد والذي وصفته الصحف العبرية بأنه "الأول من نوعه"، جاء خلال لقائه (الأحد) مع وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، خلال مناقشتهما قضايا المنطقة، والمخاوف الإسرائيلية من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

- ذر الرماد في العيون

الفصائل الفلسطينية لم تنتظر نفي أو تأكيد من الجانب الإسرائيلي لتصريحات نتنياهو الأخيرة، فسارعت بإرسال ردها الموحد حول هذا طرح، فعبرت رفضها قاطع وشديد له، مؤكدين في أحاديث خاصة لـ (أمد) أن الأراضي الفلسطينية ملك فقط للفلسطينيين وأي قوة خارجية مثل إسرائيل أو قوة دولية تعتبر "محتلاً لتلك الأراضي".

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أحمد المدلل، أكد أن مقترح نتنياهو لا يمكن لأي فصيل فلسطيني القبول به مهما كانت الظروف وحجم التحديات التي تعصف بقطاع غزة المحاصر.

وأوضح المدلل، في تصريح خاص لـ (أمد)، أن مقترح نتنياهو "خبيث" وهو محاولة لذر الرماد في العيون، والتعامل مع قطاع غزة كأنه جزء منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية كالضفة المحتلة والقدس الشريف.

وذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن الاحتلال الإسرائيلي وأي قوة خارجية دولية كانت ستكون مرفوضة وبشكل قاطع تواجدها على أي بقعة من الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أن نتنياهو يسعى لتقسيم الوطن وزيادة شرخه.

وحذر المدلل من المخططات التي تسعى لها إسرائيل بالتعاون مع جهات دولية ضد قطاع غزة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام، مؤكداً أن طرح نشر القوات الدولية في هذا الوقت الصعب التي تمر به القضية والمشروع الوطني محاولة لخلط الأوراق وإخفاء جرائم الاحتلال عن العالم.

وبحسب الصحف العبرية، أنه خلال الحديث عن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، سألت وزيرة الخارجية الأسترالية نتنياهو عن رؤيته للصراع، فأجاب نتنياهو قائلا:" إنه لا يعارض إقامة دولة فلسطينية  مع  احتفاظ  الجيش الإسرائيلي بسيطرته الأمنية  على الضفة الغربية كلها، مع سيادة فلسطينية محدودة.

نفى مصدر مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التقارير الإعلامية التي تداولت اقتراح الأخير نشر قوات دولية في قطاع غزة، وقال إن :"الاقتراح جاء من قبل وزيرة الخارجية الأسترالية وليس من طرف نتنياهو، وأكد على رفض الأخير له".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة (ريشيت بيت) عن المصدر قوله إن "نتنياهو أوضح لوزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، أن الحل للقضية الفلسطينية هو سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل على كل المناطق، وأن تكون السيادة الفلسطينية جزئية فقط".

- فصل غزة عن الضفة

بدوره أكد رباح مهنا، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن ما طرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم على وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، بنشر قوات دولية في قطاع غزة هو طرح "مرفوض جملةً وتفصيلا".

وقال مهنا، في تصريح خاص لـ (أمد) تعقيباً على طرح نتنياهو الأخير،:" الحكومة الإسرائيلية تريد أن تستفرد بالضفة الغربية المحتلة، بعد فصل قطاع غزة بأكمله ونشر قوات دولية فيه، وهذا المقترح خطير للغاية يجب التصدي له والوقوف ضده".

وأضاف عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية،:" محاولات ونوايا الاحتلال الإسرائيلي العدوانية تجاه قطاع غزة باتت مكشوفة للجميع، وأي مقترحات جديدة لإعادة السيطرة على القطاع يجب أن تقابل بقوة ورفض فصائيلي حازم حتى لا نسمح بتمرير المخططات الإسرائيلية في تقسيم الوطن".

وذكر مهنا، أن نشر القوات الدولية في قطاع غزة ليس هدفه الأساسي هو حماية الفلسطينيين والدفاع عنهم، بل هو تقديم حماية لأمن الاحتلال الذي يعتدي ويضرب ويقتل الفلسطينيين بكل مكان أمام العالم أجمع.

- مخطط للقضاء على المقاومة

من جانه أكد يوسف رزقة، القيادي في حركة "حماس" في قطاع غزة، أن حركته لن تتعامل مع الطرح الذي قدمه نتنياهو لنشر قوات دولية في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رزقه، في تصريح خاص لـ(أمد)، هذا المقترح مرفوض ولن نتعامل معه أبداً، وكافة الفصائل على موقف واحد برفضه وعدم السماح بتمرير مخططات حكومة الاحتلال المتطرفة بفصل قطاع غزة عن باقي الوطن  والاستفراد بالفلسطينيين بالضفة والقدس.

وأشار القيادي في حركة "حماس"، إلى أن هذا المخطط هدفه الأساسي القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي طالما أوجعت الاحتلال وجيشه، ونتنياهو الآن يفكر في كيفية القضاء على هذه المقاومة عبر نشر القوات الدولية في غزة.

وهنا يقول عدنان خليل مختص في الشأن الإسرائيلي، إن:" التصريحات التي أطلقها نتنياهو جاءت عن رؤية لم تتبلور بالنسبة له، فهو يتحدث عن حل لقطاع غزة لوحدها، وإبقاء الالتزام والفصل بين غزة والضفة"، مشيراً إلى أن نتنياهو معني باستمرار الانقسام وهو يتحدث عن قوات دولية تكون قادرة على منع تشكل أي عمل مسلح من قطاع غزة، معتبراً أن الموضوع أمني بالأساس ويشير إلى أن إسرائيل لا تريد أن تعود إلى قطاع غزة .

وبحسب القناة العبرية الثانية، أن التجربة الإسرائيلية حيال مسؤولية أمنية لقوات أجنبية ليست جيدة، في إشارة إلى نشر قوات كهذه في جنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل منه، في العام 2000، لكن نتنياهو اعتبر أنه بالإمكان إعادة تجربة هذا النموذج في غزة بحيث تسيطر قوات أجنبية بشكل فعلي على القطاع وتواجه قضايا "إرهابية" على حد زعمه.

اخر الأخبار