ذكرى الشهيدين معروف سعد وجميل الصباغ

تابعنا على:   17:27 2017-03-06

ذكرى الشهيد القائد اللبناني معروف مصطفي سعد

ولد/ معروف مصطفي سعد في مدينة صيدا اللبنانية عام 1910م من أب مزارع يملك بستاناً ورثه عن أبيه وأم مسيحية (جميلة عطا عطية) من قرية درب السيم جنوبي صيدا، ثم أشتري الأب بستاناً آخر بمساعدة ابنه عندما عمل في حقل التربية والتعليم.

أدخل الأب أبنه معروف مدرسة الفنون الأمريكية في صيدا وهي مدرسة ثانوية خارجية وداخلية، أسسها المراسلون الأمريكيون برئاسة جورج فورد ووليم كنغ عام 1880م، وهي تُعد طلبتها لدخول الجامعة الأمريكية في بيروت، وقد تخرج منها عدد من رجال الفكر والسياسة والمال من أنحاء الوطن العربي، وكانت اللغات التي تدرسها ثلاثاً، العربية، الانجليزية، الفرنسية، وكان هدف والده ادخاله هذه المدرسة هي تعلم اللغة الانجليزية، وفي العام 1928م، أنتقل معروف مصطفي سعد إلى الجامعة الوطنية في عالية حيث أنهي دراسته الثانوية وتخرج منها.

كان معروف سعد بسيط المظهر، شديد العناية بالنظافة، وعندما بلغ معروف الخامسة عشر من عمره ظهرت عليه أمارات القوة البدنية حيث كانت مدرسته تعتني بالألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم، فنشأ معروف سعد نشأه رياضية منذ حداثته، وبرز في ألعاب كثيرة فيما بعد.

بدأ معروف سعد حياته العملية بالتربية والتعليم في الجامعة الوطنية التي تخرج منها في عالية لمؤسسها ومديرها/ الياس شبل، وكانت تضم عدداً كبيراً من الطلاب المقيمين داخلها والخارجين من مختلف البلاد العربية على غرار مدرسة الفنون الأمريكية.

في عام 1935م بدأ معروف سعد كفاحه المسلح من أجل فلسطين عندما كان يعمل مدرساً في مدرسة البرج الإسلامية في مدينة حيفا حيث تسني له الاطلاع على دقائق السياسة البريطانية الاستعمارية في فلسطين، وعلي جهد بريطانيا المستميت لتهديد ذلك البلد، وكانت ثورة الشيخ/ عز الدين القسام قد بدأت في المثلث العربي، مثلث النار، جنين، نابلس، طولكرم، فنسفت القطارات وهوجمت معسكرات الجيش البريطاني واغتيل عدداً من الضباط البريطانيين.

تأثر معروف سعد بالفضائح والجرائم التي أقترفتها القوات البريطانية الممثلة في عرب فلسطين، كما تأثر بدراسته للصهيونية ومخططاتها الاستعمارية الاستيطانية فالتهب حسه القومي، فبدأ في توفير مختلف المساعدات للثوار الفلسطينيين.

وفور استقلال لبنان بدأ من جديد نضاله القومي الذي جعل منه بطلاً عربياً، بلا جدال فقد اندفع معروف سعد للإسهام في حرب عام 1948م في فلسطين حيث نظم مجموعة من شباب صيدا وذهب على رأسها إلى بنت جيل وشكل مع الملازم/ محمد زعيب الذي ترك الجيش ليصبح فدائياً مجموعة مقاتلة حيث سطرت شجاعتها رغم امكانياتها المحدودة في القتال دفاعاً عن فلسطين وضد العصابات الصهيونية حيث أستشهد زميله الملازم في القتال الدائر.

بعد انتهاء حرب عام 1948م بدأ معروف سعد مرحلة جديدة من نضاله يبحث عن أفكار جديدة ويتحدث عن النضال الطبقي والاشتراكية وعندما برز الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر بدعوته إلى الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية كان معروف سعد واحداً من أكبر مؤيديه وبقي وفياً لزعيم الأمة حتى أخر يوم من حياته، لذلك لم يكن معروف سعد غريباً عن الجماهير حيث بدأت الجماهير ترفع صوره مع صور الزعيم الراحل/ جمال عبد الناصر.

واكب معروف سعد انطلاقه الثورة الفلسطينية المعاصرة، فقدم لها كل ما يقدر عليه من الدعم والمساندة، كما أسهم في النضال إلى جانبها على ساحة لبنان، وكان حتى تاريخ استشهاده عضواً بارزاً في الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية.

في صباح يوم الأربعاء الموافق 26 شباط عام 1975م جرت في مدينة صيدا اللبنانية تظاهرة شعبية سلمية تأييداً لمطالب صيادي الأسماك واحتجاجاً على أنشاء شركة (بروتين) التي تتولي صيد الاسماك، بواسطة بواخر الصيد والآت الجرف الحديث، وقد ضمت الشركة عدداً من رجال المال والأعمال والسياسة اللبنانيين وغيرهم برئاسة كميل شمعون رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق.

وعندما أحس الصيادون بالمصير الذي يهددهم ويقطع رزقهم راحوا بواسطة معروف سعد يشكون أمرهم للمسؤولين يستنكرون منح الحكومة الامتياز للشركة المذكورة.

تقدم المظاهرة الزعيم النقابي/ معروف سعد والدكتور/ نزيه البزري، واتجهت نحو بوابة الشاكرية فشارع الجبانة فشارع رياض الصلح متحاشية المرور بشارع الأوقاف نظراً لحشود الجيش الكثيفة، واتجهت التظاهرة نحو القصر البلدي فتقدمت آليات الجيش نحوها، واذ بانفجار أصبع ديناميت يدوي في الفضاء، فيصيح معروف سعد في اتجاه الانفجار أن أوقفوا ذلك، وأذ برصاصة غادرة من أحد عناصر الجيش اللبناني المتقدم تصيب معروفاً، فيسقط على الأرض وهو يسند نفسه إلى بعض مرافقيه فيحملونه فوراً إلى مستشفى الدكتور/ لبيب أبو ظهر، حيث توافد عدد كبير من الجراحين قاموا بإجراء عملية سريعة له ولكنه أصيب بنزيف وهبوط في الدم، وعصر ذلك اليوم نقل معروف سعد إلى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، وبقي في المستشفى حتى صباح يوم الخميس 06/03/1975م حيث توقف قلب معروف سعد عن النبض، فعم الحزن والحداد لبنان الذي لم يشهده من قبل، وبكي الرجال والنساء والأطفال عند سماعهم النبأ المفجع.

معروف سعد مناضل قومي حارب على جهة استقلال لبنان ودفاعاً عن الجماهير الكادحة فيه، فقد كان مناضلاً قومياً بارزاً في جهة الدفاع عن عروبة فلسطين والإسهام في المقاومة الفلسطينية حتى استشهاده.

معروف سعد شهيد فلسطين وشهيد الحركة الوطنية اللبنانية والعربية دافع الشهيد/ معروف سعد عن فلسطين وشعبها، ولن ننساه فدمه أريق من أجل لبنان وفلسطين.

سوف يبقي الشهيد/ معروف مصطفي سعيد علماً من اعلام التاريخ النضالي في شرقنا العربي.

بدا من أجل الكادحين، وانتهي من أجلهم.

رحم الله الشهيد الكبير/ معروف مصطفي سعد وأسكنه فسيح جناته

--------------------------

ذكرى الشهيد الرائد جميل سميح جميل الصباغ (أبو عبد الله)

لواء ركن/ عرابي كلوب    

الشهيد/ جميل سميح جميل الصباغ تنحدر عائلته من مدينة يافا حي العجمي، هاجرت عائلته عام 1948م إلى مدينة العريش ومن ثم إلى القاهرة حيث ولد في مدينة القاهرة بتاريخ 25/9/1968م.

والده كان مدرساً عمل في كل من السعودية والكويت حيث انتقلت العائلة للإقامة معه، حصل جميل الصباغ على شهادة الثانوية العامة من الكويت وبعدها التحق بالأكاديمية العربية للنقل البحري (الإسكندرية) حيث حصل منها على بكالوريوس اتصالات بحرية، بعد تخرجه من الأكاديمية التحق بالقوات على الساحة الليبية.

كان من أوائل الضباط العائدين إلى أرض الوطن بتاريخ 4/5/1994م ضمن ضباط اللجنة الأمنية العليا لقطاع غزة ولجنة أستلام القطاع من قوات الجيش الاسرائيلي وذلك ضمن أطار قوات الشرطة البحرية الفلسطينية.

بدأ الشهيد ممارسة لعبة كرة اليد وتألق فيها عندما كان طالباً حيث تربي خارج الوطن وذاع صيته حتى أنه كان يلعب في حراسة مرمي منتخب كرة اليد الفلسطيني في الشتات.

عند عودته إلى أرض الوطن قام بتدريب نادي غزة الرياضي لأكثر من عام واستطاع إعادة الفريق للمنافسة بعد فترة عدم الاستقرار، كما أستلم أيضاً تدريب فريق النادي الأهلي الفلسطيني وبدأ مع الفريق من الصفر، وخلال فترة وجيزة أستطاع الفريق المنافسة وبقوة على البطولات المحلية.

شارك جميل الصباغ في دورة متقدمة لتدريب كرة اليد في معهد لايبزيغ بألمانيا بناء على ترشيح وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية وقاد بعد ذلك تدريب منتخب فلسطين لكرة اليد خلال البطولة العربية التي أقيمت بالأردن.

قدم جميل الصباغ خبرته وتجربته الرياضية التي اكتسبها في غربته ولم يبخل على إخوانه وزملاءه وتميز بأخلاقه وحبه لعمله ووطنه حيث مثلت له الغربة حافزاً على العطاء والحرص على تقديم كل ما يملك لوطنه ولنادي غزة الرياضي وللشباب الفلسطيني بصفة عامة.

كان جميل الصباغ مدرباً مجتهداً ومحافظاً على صلواته وكان يتابع كل ما هو جديد في تطور لعبة كرة اليد وساهم في انجاح العديد من المهرجانات والمسابقات التي نظمها اتحاد كرة اليد.

لقد أعطي المدرب جميل الصباع عصارة فكرة وخلاصة خبرته ولمساته الواضحة على الفريق واستطاع أن يبني فريقاً متكاملاً كان من أقوى فرق القطاع في لعبة كرة اليد، وضحى كثيراً وقدم كثيراً من أجل تفعيل لعبة كرة اليد بالقطاع ونجح في ذلك نجاحاً باهراً.

كان الرائد/ جميل الصباغ يؤدي واجبه الوطني في موقع عمله بالقوات البحرية في منطقة السودانية شمال غرب بيت لاهيا حيث استهدفت البوارج الحربية الاسرائيلية المتمركزة قبالة بحر غزة سيارة الجيب العسكري الذي كان يستقلها مع زملائه مما أدي إلى استشهاده مع مجموعة من زملائه في منطقة السودانية وذلك بتاريخ 6/3/2002م.

لقد ارتقي الرائد/ جميل سميح الصباغ إلى علياء المجد والخلود ليلتحق بركب شهداء فلسطين والحركة الرياضية الفلسطينية ليسجل مع الخالدين الذين سبقوه على طريق الحرية.

الرائد/ جميل الصباغ متزوج وله أربعة أبناء.

لقد كان الشهيد الرائد/ جميل الصباغ في قمة العطاء والتضحية ولاعب ومدرب من طراز فريد، تألق في لعبة كرة اليد، وأستشهد أثناء تأديته واجبه الوطني خلال انتفاضة الأقصى في قوات البحرية بمنطقة السودانية.

رحل الشهيد ولم ترحل سيرته، فبقيت ذكرياته مطبوعة في قلب ووجدان زملائه ورفاقه من قوات البحرية الفلسطينية.

رحم الله الشهيد الرائد/ جميل سميح الصباغ (أبو عبد الله) واسكنه فسيح جناته

اخر الأخبار